أسن
(مقاييس اللغة)
الهمزة والسين والنون أصلان، أحدهما تغيّر الشيء، والآخر
السَّبب. فأ[مّا ا] لأوّل فيقال أسَنَ
الماء يأسِنُ
ويأسُنُ. إذا تغير. هذا هو المشهور، وقد
يقال أَسِنَ. قال الله تعالى: مِنْ مَاءٍ
غَيْرِ آسِنٍ [محمد 15].
وأسِنَ الرّجُل إذا غُشِيَ عليه مِن ريح
البئر.
وهاهنا كلمتان مَعْلولتان ليستا بأصل، إحداهما
الأُسُن وهو بقيّة الشَّحم، وهذه همزةٌ
مبدلة من عَين، إنما هو عُسُنٌ، والأخرى قولهم
تأسَّنَ تأسُّناً إذا اعتلّ وأبطأ.
وعلّة هذه أنّ أبا زيد قال:إنّما هي تأَسَّرَ تأسُّراً،
فهذه علّتها.
والأصل الآخر قولهم الآسانُ: الحبال قال:
وقد كنت أهوَى
النّاقِمِيَّةَ حِقْبةً فقد جَعَلَت آسَانُ بينٍ تَقَطَّعُ
واستعير هذا في قولهم: هو على آسانٍ من أبيه، أي طرائق
أسن
(لسان العرب)
الآسِنُ من
الماء: مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ
يأْسِنُ
ويأْسُنُ أَسْناً وأُسوناً
وأَسِنَ، بالكسر،
يأْسَنُ
أَسَناً: تغيَّر غير أَنه شروبٌ، وفي نسخة: تغيَّرت ريحُه، ومياهٌ آسانٌ؛
قال عوْفُ بن الخَرِع: وتشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُها، ولوْ ورَدَتْ ماءَ
المُرَيرةِ آجِما أَرادَ آجِناً، فقلبَ وأَبدلَ. التهذيب:
أَسَنَ الماءُ
يأْسِنُ
أَسْناً وأُسوناً، وهو الذي لا يشربه أَحدٌ من نَتْنِه. قال الله تعالى: من
ماءٍ غيرِ آسِنٍ؛ قال الفراء: غير متغيّرٍ
وآجِنٍ، وروى الأَعمش عن شَقِيق قال: قال رجل يقال له نَهيك بن سنان: يا أَبا عبد
الرحمن، أَياءً تجدُ هذه الآية أَم أَلفاً من ماءٍ غيرِ
آسِنٍ؟ قال عبد الله: وقد علمتُ القرآنُ
كله غير هذه، قال: إني أَقرأُ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال عبد الله: كهذِّ
الشِّعْر، قال الشيخ: أَراد غيرَ آسِنٍ
أَم ياسِنٍ، وهي لغة لبعض العرب.
وفي حديث عمر: أَن قَبيصةَ بن جابر أَتاه فقال: إنِّي
دَمَّيْتُ ظَبياً وأَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه
فأَسِنَ فمات؛ قال أَبو عبيد: قوله
فأَسِنَ فمات يعني دِيرَ به فأَخذه
دُوارٌ، وهو الغَشْيُ، ولهذا قيل للرجل إذا دخل بِئراً فاشتدَّت عليه ريحُها حتى
يُصيبَه دُوارٌ فيسقط: قد أَسِنَ؛ وقال
زهير: يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِلُه، يميدُ في الرُّمْحِ مَيْدَ المائحِ
الأَسِنِ قال أَبو منصور: هو اليَسِنُ
والآَسِنُ؛ قال: سمعته من غير واحد من
العرب مثلَ اليَزَنِيِّ والأَزَنِيّ، واليَلَنْدَدِ والأَلَنْدَدِ، ويروى الوَسِن.
قال ابن بري: أَسِنَ الرجلُ من ريح البئر،
بالكسر، لا غير. قال: والذي في شعره يميل في الرمح مثلَ المائح، وأَورده الجوهري:
قد أَترك القرن، وصوابه يغادر القرن، وكذا في شعره لأَنه من صفة الممدوح؛ وقبله:
أَلَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ كيفَ فَضَّلَه، ما يُشْتَرى فيه حَمْدُ الناسِ بالثَّمن؟
قال: وإنّما غلَّط الجوهريّ قولُ الآخر: قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً
أَنامِلُه، كأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِرْصاد
وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً، فهو
أَسِنٌ،
وأَسِنَ يأْسَنُ ووَسِنَ: غُشِيَ
عليه من خُبْث ريحِ البئر.
وأَسِنَ لا غير:
استدارَ رأْسُه من ريح تُصيبه. أَبو زيد: ركيّة مُوسِنةٌ يَوْسَنُ فيها الإنسانُ
وَسَناً، وهو غَشْيٌ يأْخذه، وبعضهم يهمز فيقول
أَسِن. الجوهري: أَسِنَ الرجلُ إذا
دخل البئر فأَصابته ريحٌ مُنْتِنة من ريح البئر أَو غير ذلك فغُشِيَ عليه أَو دار
رأْسُه، وأَنشد بيت زهير أَيضاً.
وتأَسَّنَ الماءُ:
تغيّر.
وتأَّسَّنَ عليّ
فلانٌ تأَسناً: اعْتَلَّ وأَبْطَأَ، ويروى
تأَسَّرَ، بالراء.
وتأَسَّنَ عَهْدُ
فلان ووُدُّه إذا تغيَّر؛ قال رؤبة: راجَعَه عهداً عن
التأّسُّن التهذيب: والأَسينةُ سَيْرٌ
واحد من سُيور تُضْفَر جميعُها فتُجعل نِسعاً أَو عِناناً، وكلُّ قُوَّة من قُوَى
الوَتَر أَسِينةٌ، والجمع أَسائِنُ.
والأُسونُ: وهي الآسانُ (* قوله «والأسون وهي الآسان
أيضاً» هذه الجملة ليست من عبارة التهذيب وهما جمعان
لآسن كحمل لا لأسينة). أَيضاً. الجوهري:
الأُسُن جمع الآسان، وهي طاقات النِّسْع
والحَبْل؛ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد الفراء لسعد بن زيد مناة: لقد كنتُ أَهْوَى
الناقِميَّة حِقْبةً، وقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ قال ابن بري: جعل قُوَى
الوصْلِ بمنزلة قُوى الحبْل، وصواب قول الجوهري أَن يقول: والآسان جمع
الأُسُن،
والأُسُنُ جمع أَسينة، وتجمع أَسينة
أَيضاً على أَسائنَ فتصير مثل سفينة وسُفُن وسَفائنَ، وقيل: الواحد
إسْنٌ، والجمع أُسُونٌ وآسانٌ؛ قال: وكذا
فسر بيت الطرماح: كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً، كإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذي
الأُسونِ ويقال: أَعطِني إسْناً من
عَقَبٍ.
والإسْنُ
العَقَبةُ، والجمعُ أُسونٌ؛ ومنه قوله: ولا أَخا طريدةٍ
وإسْنِ
وأَسَنَ الرجلُ لأَخيه يأْسِنُه
ويأْسُنُه إذا كسَعَه برجلِه. أَبو عمرو:
الأََسْنُ لُعْبة لهم يسمونها الضَّبْطَة
والمَسَّة.
وآسانُ الرجل: مَذاهبُه وأَخلاقُه؛ قال ضابئٌ البُرْجُمِيّ
في الآسانِ الأَخلاق: وقائلةٍ لا يُبْعِدُ اللهُ ضابئاً، ولا تبْعَدَنْ آسانه
وشمائله والآسانُ والإسانُ: الآثار القديمةُ.
والأُسُن بقيَّة
الشحم القديم.
وسَمِنت على أُسُنٍ
أَي على أَثارةَ شحم قديم كان قبل ذلك.
وقال يعقوب: الأُسُنُ
الشحمُ القديم والجمع آسانٌ. الفراء: إذا أَبقيتَ من شحم الناقة ولحمها بقيةً
فاسمُها الأُسُنُ والعُسُنُ، وجمعها آسانٌ
وأَعْسانٌ. يقال: سَمِنَت ناقتُه عن أُسُنٍ
أَي عن شحمٍ قديم.
وآسانُ الثّيابِ: ما تقطَّع منها وبَلِيَ. يقال: ما بقي من
الثوب إلا آسانٌ أَي بقايا، والواحد أُسُنٌ؛
قال الشاعر: يا أَخَوَيْنا من تَميمٍ، عَرِّجا نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ كآسانِ
الخَلَقْ.
وهو على آسانٍ من أَبيه أَي مَشابِهَ، واحدُها
أُسُنٌ كعُسُنٍ.
وقد تأَسَّنَ
أَباه إذا تَقَيّله. أَبو عمرو: تأَسَّنَ
الرجلُ أَباه إذا أَخذ أَخْلاقَه؛ قال اللحياني: إذا نزَعَ إليه في الشَّبَه. يقال:
هو على آسانٍ من أَبيه أَي على شَمائلَ من أَبيه وأَخْلاقٍ من أَبيه، واحدُها
أُسُنٌ مثل خُلُقٍ وأَخلاق؛ قال ابن بري:
شاهد تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قول بشير
الفريري: تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرو
وخالدٍ، أُبُوّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر.
وقال ابن الأَعرابي:
الأُسُنُ الشبَهُ، وجمعُه آسانٌ؛ وأَنشد: تعْرِفُ، في أَوْجُهِها
البَشائِرِ، آسانَ كلِّ أَفِقٍ مُشاجِرِ.
وفي حديث العباس في موت النبي، صلى الله عليه وسلم: قال
لعُمَرَ خَلِّ بيننا وبين صاحبنا فإنه يأْسَنُ
كما يأْسَنُ الناسُ أَي يتغيَّر، وذلك أَن
عمر كان قد قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يَمُتْ ولكنه صَعِقَ كما
صَعِقَ موسى، ومنعهم عن دَفْنِه.
وما أَسَنَ لذلك
يأْسُنُ
أَسْناً أَي ما فَطَنَ.
والتأَسُّنُ
التوهُّم والنِّسْيانُ.
وأَسَنَ الشيءَ:
أَثْبَتَه.
والمآسِنُ منابتُ
العَرْفجِ.
وأُسُنٌ ماءٌ لبني
تميم؛ قال ابن مقبل: قالت سُلَيْمَى ببَطْنِ القاعِ من
أُسُنٍ: لا خَيْرَ في العَيْشِ بعدَ
الشَّيْبِ والكِبَر وروي عن ابن عمر: أَنه كان في بيتِه الميْسُوسَنُ، فقال:
أَخْرِجُوه فإنه رِجْسٌ؛ قال شمر: قال البكراوي المَيْسُوسَنُ شيء تجعله النساء في
الغِسْلة لرؤوسهن.