أفك
(مقاييس اللغة)
الهمزة والفاء والكاف أصل واحد، يدلُّ على قلب الشيء
وصرْفِه عن جِهَته. يقال أُفِكَ الشَّيءُ.
وأَفِكَ الرّجُلُ،
إذا كذَب.
والإفك الكذِب.
وأفكتُ الرّجُلَ عن
الشيء، إذا صرفتَه عنه. قال الله تعالى: قالُوا أَجِئْتَنا
لِتأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا [الأحقاف
22].
وقال شاعر:
إن تكُ عن أفضل الخليفةِ
مَأْ فُوكاً ففي آخَرِينَ قد أُفِكُوا
والمؤتفكات: الرياح التي تختلف مَهابُّها. يقولون:"إذا
كثُرت المؤتفكات زَكَتِ الأرض
أفك
(لسان العرب)
لإِفْك: الكذب.
والأَفِيكةُ: كالإِفْك،
أَفَكَ
يَأْفِك وأَفِكَ
إِفْكاً وأُفُوكاً
وأَفْكاً
وأَفَكاً
وأَفَّكَ؛ قال رؤْبة: لا يأْخُذُ
التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا، ولا قول العِدَى ذُو الأَزِّ التهذيب:
أَفَكَ
يأُْفِكُ وأَفِكَ
يأْفَكُ إِذا كذب.
ويقال: أَفَكَ
كذب.
وأَفَكَ الناسَ:
كذبهم وحدَّثهم بالباطل، قال: فيكون أَفَكَ
وأَفَكْتُه مثل كَذَب وكَذَبْته.
وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: حين قال فيها أَهلُ
الإِفْكِ ما قالوا؛
الإِفْكُ في الأَصل الكذب وأَراد به ههنا
ما كُذِبَ عليها مما رميت به.
والإِفْك الإِثم.
والإِفْكُ الكذب،
والجمع الأَفَائكُ.
ورجل أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك: كذاب.
وآفَكَهُ جعله
يَأْفِكُ، وقرئَ: وذلك
إِفْكُهُمْ (* قوله «وقرئ وذلك
إفكهم إلخ» هكذا بضبط الأصل، وهي ثلاث
قراءات ذكرها الجمل وزاد قراءات أخر: أفكهم
بالفتح مصدراً وأفكهم بالفتحات ماضياً
وأفكهم كالذي قبله لكن بتشديد الفاء
وآفكهم بالمد وفتح الفاء والكاف
وآفكهم بصيغة اسم الفاعل.)
وأَفَكُهُمْ
وآفَكُهُمْ.
وتقول العرب: يا لَلأَفِيكةِ ويا لِلأَفِيكة، بكسر اللام
وفتحها، فمن فتح اللام فهي لام استغاثة، ومن كسرها فهو تعجب كأَنه قال: يا أَيها
الرجل اعجب لهذه الأَفيكة وهي الكَذْبة العظيمة.
والأَفْكُ، بالفتح:
مصدر قولك أَفَكَهُعن الشيء
يَأْفِكُه
أَفْكاً صرفه عنه وقلبه، وقيل: صرفه
بالإِفك؛ قال عمرو بن أُذينة (* قوله
«عمرو بن أُذينة» الذي في الصحاح وشرح القاموس: عروة). إِن تَكُ عن أَحْسَنِ
المُروءَة مَأْ فُوكاً، ففي آخِرِىنَ قد أُفِكُوا
(* قوله «أحسن المروءة» رواية الصحاح: أحسن الصنيعة). يقول: إِن لم تُوَفَّقْ
للإِحسان فأَنت في قوم قد صرفوا من ذلك أَيضاً.
وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب: لقد
أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك أَي
صُرِفوا عن الحق ومنعوا منه.
وفي التنزيل: يُؤْفَكُ
عنه مَن أُفِكَ؛ قال الفراء: يريد
يُصْرَفُ عن الإِيمان من صُرِف كما قال: أَجئتَنا
لتَأْفكَنَا عن آلهتنا؛ يقول: لتصرفنا وتصدنا.
والأَفَّاك: الذي
يَأْفِكُ الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله.
والمَأْفوك: الذي لا زَوْرَ له. شمر:
أُفِك الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف.
والمُؤْتفِكات: مَدائن لوط، على نبينا وعليه الصلاة
والسلام، سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف. قال تعالى: والمُؤْتَفِكةَ أَهْوى، وقوله
تعالى: والمُؤْتِفكات أَتتهم رسلهم بالبينات؛ قال الزجاج: المؤْتفكات جمع
مُؤْتَفِكة، ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَي انقلبت. يقال: إِنهم جمع من أَهلك كما يقال
للهالك قد انقلبت عليه الدنيا.
وروى النضر بن أَنس عن أَبيه أَنه قال: أَي بنيّ لا
تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت بأَهلها مرتين هي
مُؤْتَفِكة بهم الثالثة قال شمر: يعني بالمُؤتفكة أَنها غرقت مرتين فشبه غرقها
بانقلابها.
والائْتِفاك عند أَهل العربية: الانقلاب كقريات قوم لوط
التي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انقلبت، وقيل: المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التي قلبها الله
تعالى على قوم لوط، عليه السلام.
وفي حديث سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال: فمن
أَصابته تلك الافكة أَهلكته، يريد العذاب
الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم. يقال: ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَي
انقلبت، فهي مُؤتَفِكة.
وفي حديث بشير بن الخصَّاصية: قال له النبي، صلى الله عليه
وسلم: ممن أَنت؟ قال: من ربيعة، قال: أَنتم تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ
بمن عليها أَي انقلبت.
والمُؤْتَفِكاتُ: الرِّياح تختلف مَهابّهُا.
والمُؤْتَفِكات: الرياح التي تقلب الأَرض، تقول العرب:
إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زكازرعها؛ وقول رؤبة: وجَوْن خَرقٍ
بالرياح مُؤتَفك أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه.
وأَرض مَأْفوكة: وهي التي لم يصبها المطر فأَمحلت. ابن
الأَعرابي: ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
كأَنها، وهي تَهاوَى تَهْتَلِك، شَمْسٌ بِظلٍّ، ذا بهذا يَأْتَفِك قال يصف قَطاةً
باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة وشبه البياض الشمس،
يَأْتَفِك: ينقلب.
والمَأْفوك: المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي.
وقوله تعالى: يُؤْفَكُ
عنه مَن أُفِكَ؛ قال مجاهد: يُؤْفن عنه من
أُفِنَ.
وأُفِنَ الرجل: ضعف رأْيه، وأَفَنَهُ الله.
وأُفِكَ الرجل: ضعف
عقله ورأْيه، قال: ولم يستعمل أَفَكه الله
بمعنى أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه
بمعنى صرفه، فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله.
ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك: مخدوع عن رأْيه؛ الليث: الأَفِيكُ
الذي لا حَزْم له ولا حيلة؛ وأَنشد: ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا؟ ورجل مَأْفوك: لا
يصيب خيراً.
وأَفكهُ بمعنى
خدعة.