القاف والراء والضاد أصلٌ صحيحٌ،
وهو يدلُّ على القطع. يقال: قَرَضت الشيءَ بالمقراض.
والقَرْض
ما تُعطيه الإنسانَ من مالك لتُقْضَاه،وكأنَّه شيء قد قطعتَه من مالك.
والقِراض في التِّجارة، هو من هذا، وكأنَّ صاحب المال قد قَطَع من ماله طائفةً وأعطاها مُقارِضَهُ ليتّجر فيها.
ويقولون: [القريض]: الجرة، في قولهم: "حالَ الجريضُ دُونَ القريض"؛ [والظاهر أنه أريد به] الشِّعر، وهو أصح.
ويقال: إنَّ فلاناً وفلاناً يتقارضان الثَّناء، إذا أثنَى كلُّ واحدٍ منهما على صاحبه.
وكأنَّ معنى هذا أنَّ كلَّ واحدٍ منهما أقْرَضَ صاحبَه ثناءً كقَرضِ المال.
وهو يَرْجع إلى القياس الذي ذكرناه.

قرض (لسان العرب)
القَرْضُ:
القَطْعُ. قَرَضه يَقْرِضُه، بالكسر، قَرْضاً وقرَّضَه: قطَعه.
والمِقْراضانِ: الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد، هذا قول أَهل اللغة، وحكى سيبويه مِقْراضٌ فأَفْرد.
والقُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، ومنه قُراضةُ الذَّهب.
والمِقْراضُ: واحد المَقارِيض؛ وأَنشد ابن بري لعدي بن زيد: كلّ صَعْلٍ، كأَنَّما شَقَّ فِيه سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ وقال ابن مَيّادةَ: قد جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً، إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب (* قوله «مغفلات» كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء.) وقال أَبو الشِّيصِ: وجَناحِ مَقْصُوصٍ، تَحَيَّفَ رِيشَه رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه. قال ابن بري: ومثله المِفْراصُ، بالفاء والصاد، للحاذِي؛ قال الأَعشى: لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا وابنُ مِقْرَضٍ: دُوَيْبّة تقتل الحمام يقال لها بالفارسية دَلَّهْ؛ التهذيب: وابنُ مِقْرَض ذو القوائم الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام. ابن سيده: ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها.والقُراضةُ: فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو ثوب أَو غيرهما، وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ.
والقَرْضُ
والقِرْضُ: ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه، وجمعه قرُوضٌ، وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه؛ قال أُمية ابن أَبي الصلت: كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا وقال تعالى: وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً.
ويقال: أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه.
وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم، فهو من القُروضِ. الجوهري: والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بالكسر، لغة فيه؛ حكاها الكسائي.
وقال ثعلب: القَرْضُ المصدر، والقِرْضُ الاسم؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني، وقد أَقْرَضَه وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً.
واسْتَقْرَضْتُ
من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَني.
وأَقْرَضْتُ منه أَي أَخذت منه القَرْض.
وقَرَضْته قَرْضاً وقارَضْتُه أَي جازَيتُه.
وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى: مَنْذا الذي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حسَناً، قال: معنى القَرْضِ البَلاء الحسَنُ، تقول العرب: لك عندي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِّء، وأَصل القَرْضِ ما يُعطيه الرجل أَو يفعله ليُجازَى عليه، واللّه عزّ وجلّ لا يَسْتَقْرِضُ من عَوَزٍ ولكنه يَبْلُو عباده، فالقَرْضُ كما وصفنا؛ قال لبيد: وإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه، إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ معناه إِذا أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عليه. قال: والقرض في قوله تعالى: منذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً، اسم ولو كان مصدراً لكان إِقْراضاً، ولكن قَرْضاً ههنا اسم لكل ما يُلْتَمَسُ عليه الجزاء. فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازيته، وأَصل القَرْضِ في اللغة القَطْعُ، والمِقْراضُ من هذا أُخِذ.
وأَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً يُجازِي عليها.
وقال الأَخفش في قوله تعالى: يُقْرِضُ، أَي يَفْعَلُ فِعْلاً حسناً في اتباع أَمر اللّه وطاعته.
والعَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَيه خَيْراً: قد أَحْسَنْتَ قَرْضِي، وقد أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسناً.
وفي الحديث: أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليوم فَقْرِكَ؛ يقول: إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل فلا تُجازِه ولكن اسْتَبْقِ أَجْرَهُ

مُوَفَّراً لك قَرْضاً في ذمته لتأْخذه منه يوم حاجتك إِليْهِ.
والمُقارَضةُ: تكون في العَم¡