بثّ
(مقاييس اللغة)
الباء والثاء أصلٌ واحد، وهو تفريق الشيء وإظهاره؛ يقال
بثُّوا الخيلَ في الغارة.
وبثّ الصيّاد كلابَه على الصّيد. قال النابغة:
فبَثَّهُنَّ عليه واسْتَمَرّ
بِهِ صُمْعُ الكُعُوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ
والله تعالى خَلقَ الخلْقَ وبثَّهمْ في الأرض لمعاشهم.
وإذا بُسِط المتاعُ بنَواحِي البيت والدّار فهو مَبثُوث.
وفي القرآن: وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ [الغاشية 16] أي
كثيرة متفرّقة. قال ابن الأعرابيّ: تَمْرٌ بَثٌّ، أي متفرِّق لم يجمعه كَنْزٌ. قال:
وبثَثْتُ الطَّعامَ والتمرَ إذا
قَلّبْتهُ* وألقيتَ بعضَه على بعض، وبثثْتُ
الحديثَ أي نشَرْتُه.
وأما البثُّ من الحزْن فمِنْ ذلك أيضاً، لأنه شيءٌ
يُشتَكَى ويُبَثّ ويُظهَر. قال الله تعالى في قصّة مَن قال: إنَّما أَشْكُو بَثِّي
وَحُزْني إلى اللهِ [يوسف 86]. قال أبو زيد: يقال أبَثَّ فلانٌ شُقُورَهُ وفُقُورَه
إلى فلانٍ يُبِثّ إبثاثاً.
والإبثاث أن يشكو إليه فقره وضَيعته. قال:
وأبكِيهِ حَتَّى كاد مِمَّا
أُبِثُّهُ تُكَلِّمُني أَحْجَارُهُ ومَلاعِبُهْ
وقالت امرأةٌ لزوجها: "والله لقد أطعَمْتُك مأدُومِي،
وأبْثَثْتُكَ مكتُومي، باهلاً غيرَ ذاتِ
صِرار".
بثث
(لسان العرب)
بَثَّ الشيءَ والخَبَرَ يَبُثُّه ويَبِثُّه بَثّاً،
وأَبَثَّه، بمعنًى، فانْبَثَّ: فَرَّقه فتَفَرَّقَ، ونَشَره؛ وكذلك بَثَّ الخيلَ في
الغارة يَبُثُّها بَثّاً فانْبَثَّتْ، وبَثَّ الصيادُ كلابَه يَبُثُّها بَثّاً؛
وانْبَثَّ الجَرادُ في الأَرض: انْتَشَر؛ وخَلَقَ اللهُ الخلْقَ، فبَثَّهم في
الأَرض.
وفي التنزيل العزيز: وبَثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساء؛
أَي نَشَر وكَثَّر؛ وفي حديث أُم زَرْع: زَوْجي لا أَبُثُّ خَبَره أَي لا أَنْشُره
لقُبْح آثاره.
وبُثَّت البُسُطُ إِذا بُسِطَتْ. قال الله عز وجل:
وزَرابيُّ مَبْثُوثَةٌ؛ قال الفراءُ: مَبْثُوثة كثيرة.
وقوله عز وجل: فكانتْ هَباءً مُنْبَثّاً؛ أَي غُباراً
مُنتَشِراً.
وتَمْرٌ بَثٌّ إِذا لم يُجَوَّدْ كَنْزُه فتَفَرَّقَ؛
وقيل: هو المنْتَثِرُ الذي ليس في جِرابٍ، ولا وٍعاءَ كَفَثٍّ، وهو كقولهم: ماءٌ
غَوْرٌ؛ قال الأَصمعي: تَمْرٌ بَثٌّ إِذا كان منْثُوراً مُتَفَرِّقاً بعضُه من
بعض.وبَثْبَثَ الترابَ: اسْتَثاره وكَشَفَه عما تَحْتَه.
وفي حديث عبد الله: فلما حَضَرَ اليهوديَّ المَوْتُ، قال:
بَثْبِثُوه أَي كَشِّفُوه؛ حكاه الهروي في الغريبين، وهو من البَثِّ إِظهارِ
الحديث، والأَصلُ فيه بَثِّثُوه، فأُبدل
من الثاء الوسطى باء تخفيفاً، كما قالوا في حَثَّثْتُ: حَثْحَثْتُ.
وأَبَثَّه الحديثَ: أَطْلَعه عليه؛ قال أَبو كبير: ثم
انْصَرَفْتُ، ولا أَبُثُّكَ حِيبَتي، رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ
أَراد: ولا أُخْبِرُك بكل سُوء حالتي.
والبَثُّ: الحالُ والحُزْنُ، يقال:
أَبْثَثْتُك أَي أَظْهَرْتُ لك بَثِّي.
وفي حديث أُم زرع: لا تَبُثُّ حديثَنا تَبْثيثاً؛ ويروى
تَنُثُّ، بالنون، بمعناه.
واسْتَبَثَّه إِياه: طَلَبَ إِليه أَن يَبُثَّه إِياه.
والبَثُّ: الحُزْنُ والغَمُّ الذي تُفْضِي به إِلى صاحبك.
وفي حديث أُم زرع: لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَم البَثَّ؛
قال: البَثُّ في الأَصل شدَّة الحُزْن، والمرضُ الشديدُ، كأَنه من شدَته يَبُثُّه
صاحبَه. المعنى: أَنه كان بجسدها عَيْبٌ أَو داء، فكان لا يُدْخِلُ يَدَه في ثوبها
فيَمَسَّه، لعِلْمِه أَن ذلك يُؤْذيها؛ تَصِفُه باللُّطْفِ؛ وقيل: إِن ذلك ذَمٌّ له
أَي لا يَتَفَقَّد أُمورَها ومصالحَها، كقولهم: ما أُدْخِلُ يدي في هذا الأَمْر أَي
لا أَتَفَقَّدُه.
وفي حديث كعب بن مالك: فلما تَوَجَّه قافِلاً من تبوكَ
حَضَرني بَثِّي أَي اشْتَدَّ حُزْني.
ويقال: أَبْثَثْتُ
فلاناً سِرِّي، بالأَلف، إِبْثاثاً أَي أَطْلَعْتُه عليه وأَظْهَرْته له.
وبَثَّثْتُ الخَبر،
شُدِّد للمبالغة، فانْبَثَّ أَي انْتَشَر.
وبَثْبَثْتُ الأَمْرَ إِذا فَتَّشْتَ عنه وتَخَبَرْته.
وبَثْبَثْتُ الخَبَر بَثْبَثةً: نَشَرْتُه، والغُبارَ:
هَيَّجتُه
بثث
(الصّحّاح في
اللغة)
بَثَّ الخبرَ وأَبَثَّهُ بمعنىً، أي نشره. يقال:
أَبْثَثْتُكَ سِرِّي، أي أظهرته لك.
وبَثَّثَ الخبرَ،
شُدِّدَ للمبالغة، فانْبَثَّ أي انتشر.
وتَمْرٌ بَثٌّ، إذا لم يُجَدْ كَنْزُهُ. قال الأصمعي:
تَمْرٌ بَثٌ، إذا كان منثوراً متفرِّقاً بعضه من بعض.
والبَثُّ: الحالُ والحُزْنُ. يقال:
أَبْثَثْتُكَ، أي أظهرتُ لك بثِّي.
وبَثْبَثْتُ الخبرَ بَثْبَثَةً: نَشَرْتُهُ، وكذلك
الغبارَ، إذا هَيَّجْتَهُ