ذر (مقاييس اللغة)
الذال والراء المشددة أصلٌ واحد يدلُّ على لطافة وانتشار.
ومن ذلك الذَّرُّ: صِغار النَّمل، الواحدة ذَرّةٌ.
وذَرَرْتُ المِلْحَ والدّواءَ.
والذرِيرة
 معروفة، وكلُّ ذلك قياسٌ واحد.ومن الباب: ذرّت الشّمْسُ ذُروراً، إذا طَلَعَتْ، وهو ضوءٌ لطيفٌ منتشر.
وذلك قولُهم: "لا أفعله ما ذَرَّ شارقٌ"، وما ذَرّ قرنُ الشّمْس. *وحكي عن أبي زيد: ذَرّ البَقْلُ، إذا طلَعَ من الأرض.
وهو من الباب؛ لأنّه يكون حينئذٍ صُغَاراً منتشراً. فأمَّا قولُهم: ذَارَّتِ النّاقةُ.
وهي مُذَارٌّ، إذا ساء خُلُقها، فقد قيل إنَّه كذا مثقّل. فإن كان صحيحاً فهو شاذٌّ عن الأصل الذي أصَّلناه. إلا أن الحطيئة قال:مخفّفاً.
وأراه الصحيح، ويكون حينئذٍ من ذئِرت، إذا تغضَّبت، فيكون على تخفيف الهمزة. [إلاّ] أنّ أبا زيدٍ قال: في نفسِ فُلانٍ ذِرارٌ، أي إعراضٌ غَضَباً،كذِرار النّاقة.
وهذا يدلُّ على القول الأول.
والله أعلم. 

ذرر (لسان العرب)
ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه: أَخذه بأَطراف أَصابعه ثم نثره على الشيء.
وذَرَّ
 الشيءَ يَذُرُّهُ إِذا بَدَّدَهُ.
وذُرَّ
 إِذا بُدِّدَ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ذُرّي أَحِرَّ لَكِ أَي ذُرِّي الدقيق في القِدْرِ لأَعمل لك حَرِيرَةً.
والذَّرُّ
 مصدر ذَرَرْتُ، وهو أَخذك الشيء بأَطراف أَصابعك تَذُرُّهُ ذَرَّ الملح المسحوق على الطعام.
وذَرَرْتُ
 الحَبَّ والملح والدواء أَذُرُّه ذَرّاً: فرَّقته؛ ومنه الذَّرِيرَةُ والذَّرُورُ، بالفتح، لغة في الذَّرِيرَة،وتجمع على أَذِرَّةٍ؛ وقد استعاره بعض الشعراء للعَرَضِ تشبيهاً له بالجوهر فقال: شَقَقْتِ القَلْبَ ثم ذَرَرْتِ فيه هَوَاكِ، فَلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ ليم هنا إِما أَن يكون مغيراً من لُئِمَ، وإِما أَن يكون فُعِلَ من اللَّوْمِ لأَن القلب إِذا نُهِيَ كان حقيقاً أَن ينتهي.
والذَّرُورُ
 ما ذَرَرْتَ.
والذُّرَارَةُ ما تناثر من الشيء المذْرُورِ.
والذَّرِيرَةُ ما انْتُحِتَ من قصَبِ الطِّيبِ.
والذَّرِيرَةُ
 فُتَاتٌ من قَصَبِ الطيب الذي يُجاءُ به من بلد الهند يشبه قصَبَ النُّشَّابِ.
وفي حديث عائشة: طَيَّبْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لإِحرامه بذَرِيرَةٍ؛ قال: هو نوع من الطيب مجموع من أَخلاط.
وفي حديث النخعي: يُنْثَرُ على قميص الميت الذَّرِيرَةُ؛ قيل: هي فُتاتُ قَصَب مَّا كان لنُشَّابٍ وغيره؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب أَبي موسى.
والذَّرُورُ،
 بالفتح: ما يُذَرُّ في العين وعلى القَرْحِ من دواء يابس.
وفي الحديث: تَكْتَحِلُ المُحِدُّ بالذَّرُورِ؛ يقال: ذَرَرْتُ عينَه إِذا دوايتها به.
وذَرَّ
 عينه بالذَّرُورِ يَذُرُّها ذَرّاً: كَحَلَها.
والذَّرُّ
 صِغارُ النَّمل، واحدته ذَرَّةٌ؛ قال ثعلب: إِن مائة منها وزن حبة من شعير فكأَنها جزء من مائة، وقيل: الذَّرَّةُ ليس لها وزن، ويراد بها ما يُرَى في شعاع الشمس الداخلِ في النافذة؛ ومنه سمي الرجل ذَرّاً وكني بأَبي ذَرٍّ.
وفي حديث جُبير بن مُطْعِم: رأَيت يوم حنين شيئاً أَسود ينزل من السماء فوقع إِلى الأَرض فَدَبَّ مثل الذَّرِّ وهزم الله المشركين؛ الذَّرُّ: النمل الأَحمر الصغير، واحدتها ذَرَّةٌ.
وفي حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن قتل النحلة والنملة والصُّرَدِ والهُدْهُدِ؛ قال إِبراهيم الحَرْبِيُّ: إِنما نهى عن قتلهن لأَنهن لا يؤذين الناس، وهي أَقل الطيور والدواب ضرراً على الناس مما يتأَذى الناس به من الطيور كالغراب وغيره؛ قيل له: فالنملة إِذا عضت تقتل؛ قال: النملة لا تَعَضُّ إِنما يَعَضُّ الذَّرُّ؛ قيل له: إِذا عَضَّت الذَّرَّةُ تقتل؛ قال: إِذا آذتك فاقتلها. قال: والنملة هي التي لها قوائم تكون في البراري والخَرِبات، وهذه التي يتأَذَّى الناس بها هي الذَّرُّ.
وذَرَّ الله الخلقَ في الأَرض: نَشَرَهُم والذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّةٌ منه، وهي منسوبة إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل الصغار، وكان قياسه ذَرِّيَّةٌ، بفتح الذال، لكنه نَسَبٌ شاذ لم يجئ إِلاَّ مضموم الأَول.
وقوله تعالى: وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ ن بني آدم من ظهورهم ذُرِّيَّاتِهم؛ وذُرِّيَّةُ الرجل: وَلَدُهُ، والجمعالذَّرَارِي والذُّرِّيَّاتُ.
وفي التنزيل العزيز: ذُرِّيَّةً بعضُها من بعض؛ قال: أَجمع القرّاء على ترك الهمز في الذرّية، وقال يونس: أَهل مكة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبيَّ والبَرِيَّةَ والذُّرِّية من ذَرَأَ الله الخلقَ أَي خلقهم.
وقال أَبو إِسحق النحوي: الذُّرِّيَّةُ غير مهموز، قال: ومعنى قوله: وإِذ أَخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذُرِّيَّاتهم؛ أَن الله أَخرج الخلق من صلب آدم كالذَّرِّ حين أَشهدهم على أَنفسهم: أَلَسْتُ بربكم؟ قالوا: بَلى، شهدوا بذلك؛ وقال بعض النحويين: أَصلها ذُرُّورَةٌ، هي فُعْلُولَةٌ، ولكن التضعيف لما كثر أُبدل من الراء الأَخيرة ياء فصارت ذُرُّويَة، ثم أُدغمت الواو في الياء فصارت ذُرِّيَّة، قال: وقول من قال إِنه فُعْلِيَّة أَقيس وأَجود عند النحويين.
وقال الليث: ذُرِّيَّة فُعْلِيَّة، كما قالوا سُرِّيَّةٌ، والأَصل من السِّر وهو النكاح.
وفي الحديث: أَنه رأَى امرأَة مقتولة فقال: ما كانت هذه تُقاتِلُ، الحَقْ خالداً فقل له: لا تَقْتُلْذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً؛ الذرية: اسم يجمع نسل الإِنسان من ذكر وأُنثى، وأَصلها الهمز لكنهم حذفوه فلم يستعملوها إِلا غير مهموزة، وقيل: أَصلها من الذَّرِّ بمعنى التفريق لأَن الله تعالى ذَرَّهُمْ في الأَرض، والمراد بها في هذا الحديث النساء لأَجل المرأَة المقتولة؛ ومنه حديث عمر: حُجُّوابالذُّرِّية لا تأْكلوا أَرزاقها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها أَي حُجُّوا بالنساء؛ وضرب الأَرْباقَ، وهي القلائد، مثلاً لما قُلِّدَتْ أَعناقُها من وجوب الحج، وقيل: كنى بها عن الأَوْزارِ.
وذَرِّيُّ
 السيف: فِرِنْدُه وماؤه يُشَبَّهانِ في الصفاء بِمَدَبِّ النمل والذَّرِّ؛ قال عبدالله بن سَبْرَةَ: كل يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ، جَلَّى الصَّياقِلُ عن ذَرِّيِّه الطَّبَعَا ويروى: جَلا الصَّياقِلُ عن ذرّيهالطبعا يعنى عن فِرِنْده؛ ويروى: عن دُرِّيِّهِ الطبعا يعني تلألؤه؛ وكذلك يروي بيت دريد على وجهين: وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ اليومِ مَصْدَقاً، وطولُ السُّرَى ذَرّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ إِنما عنى ما ذكرناه من الفرند.
ويروى: دُرِّيَّ عَضْبٍ أَي تلألؤه وإِشراقه كأَنه منسوب إِلى الدُّرِّ أَو إِلى الكوكب الدُّرِّيِّ. قال الأَزهري: معنى البيت يقول إِن أَضَرَّ به شِدَّة اليوم أَخرج منه مَصْدَقاً وصبراً وتهلل وجهه كأَنه ذَرِّيُّ سيف.
ويقال: ما أَبْيَنَ ذَرِّيَّ سيفه؛ نسب إِلى الذَّرِّ.
وذَرَّتِ الشمسُ تَذُرُّ ذُرُوراً، بالضم: طلعت وظهرت، وقيل: هو أَوّل طلوعها وشروقها أَوَّلَ ما يسقط ضَوْؤُها على الأَرض والشجر، وكذلك البقل والنبت.
وذَرَّ
 يَذُرُّ إِذا تَخَدَّدَ؛ وذَرَّتِ الأَرضُ النبتَ ذَرّاً؛ ومنه قول الساجع في مطر: وثَرْد يَذُرُّ بَقْلُه، ولا يُقَرِّحُ أَصلُه؛ يعني بالثَّرْدِ المطرَ الضعيفَ. ابن الأَعرابي: يقال أَصابنا مطر ذَرَّ بَقْلُه يَذُرُّ إِذا طلع وظهر؛ وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر وإِنما يَذُرُّ البقلُ من مطر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ ولا يُقَرِّحُ البقلُ إِلاَّ من قَدْرِ الذراع. أَبو زيد: ذَرَّ البقلُ إِذا طلع من الأَرض.
ويقال: ذَرَّ الرجلُ يَذُرُّ إِذا شابَ مُقَدَّمُ رَأْسه.
والذِّرَارُ
 الغَضَبُ والإِنكارُ؛ عن ثعلب، وأَنشد لكثير: وفيها، على أَنَّ الفُؤَادَ يُجِبُّها، صُدُودٌ، إِذا لاقَيْتُها، وذِرَارُ الفراء: ذَارَّت الناقةُ تَذَارُّ مُذَارَّةً وذِرَاراً أَي ساءَ خُلُقُها، وهي مُذَارُّ، وهي في معنى العَلُوق والمُذَائِرِ؛ قال ومنه قول الحطيئة: وكنتُ كَذاتِ البَعْلِ ذَارَت بأَنْفِها، فمن ذاكَ تَبْغي غَيْرَه وتُهاجِرُهْ إِلاَّ أَنه خففه للضرورة. قال أَبو زيد: في فلان ذِرارٌ أَي إِعراضٌ غضباًكَذِرَارِ الناقة. قال ابن بري: بيت الحطيئة شاهد على ذَارَت الناقةُ بأَنفها إِذا عطفت على ولد غيرها، وأَصله ذَارَّتْ فخففه، وهو ذَارَتْ بأَنفها، والبيت: وكنتُ كذاتِ البَوِّ ذَارَتْ بأَنفِها، فمن ذاكَ تَبْغي بُعْدَه وتُهاجِرُهْ قال ذلك يهجو به الزِّبْرِقانَ ويمدح آلَ شَمَّاسِ بن لاي؛ أَلا تراه يقول بعد هذا: فَدَعْ عَنْكَ شَمَّاسَ بْنَ لأي فإِنهم مَوالِيكَ، أَوْ كاثِرْ بهم مَنْ تُكاثِرُهْ وقد قيل في ذَارَتْ غيرُ ما ذكره الجوهري، وهو أَن يكون أَصله ذَاءَرَتْ، ومنه قيل لهذه المرأَة مُذَائِرٌ، وهي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا يَصْدُقُ حُبُّها فهي تَنِفرُ عنه.
والبَوُّ: جِلْدُ الحُوَارِ يُحْشَى ثُماماً ويُقامُ حَوْلَ الناقةِ لِتَدِرَّ عليه.
وذَرُّ
 اسم.
والذَّرْذَرَةُ
 تفريقك الشيء وتَبْدِيدُكَ إِياه.
وذَرْذَارٌ
 لقب رجل من العرب.