شق
(مقاييس اللغة)
الشين والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على
انصداعٍ في الشيء، ثم يحمل عليه ويشتقُّ منه على معنى
الاستعارة. تقول شقَقت الشيء أَشُقه
شقَّا، إذا صدعتَه.
وبيده شُقوق، وبالدابّة شُقاق.
والأصل واحد.
والشِّقَّة: شَظِيَّةٌ تُشَظَّى من لوحٍ أو خشبة.ومن
الباب: الشِّقَاق، وهو الخِلاف، وذلك إذا انصدعت الجماعةُ وتفرَّقتْ يقال: شَقُّوا
عصا المسلمين، وقد انشقّت عصا القومِ بعد التئامها، إذا تفرَّقَ أمرُهم.
ويقال لنِصف الشيء الشِّقّ.
ويقال أصابَ فلاناً شِقٌّ ومَشقّة، وذلك الأمر الشديد
كَأنَّه من شدّته يشقُّ الإنسان شقّا. قال الله جل ثناؤه وتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ
إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُس [النحل 7].
والشِّقّ أيضاً: الناحية من الجبل.
وفي الحديث: "وَجَدني في أهل غُنَيْمَةٍ بِشَقّ".
والشِّقّ: الشقيق، يقال هذا أخي وشقيقي وشِقُّ نفسي.
والمعنى أنه مشبَّه بخشبةٍ جعلت شِقّيْنِ.
ويقولون في الغضبان: احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ، كَأنه
انشقّ من شدة الغضب.
وكلُّ هذه أمثال.والشُّقَّة: مسيرٌ بعيدٌ إلى أرض نطيَّة.
تقول: هذه شُقّةٌ شاقّة. قال الله سبحانه: ولَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّة
[التوبة 42].
والشُّقة من الثياب، معروفة.
ويقال اشتقَّ في الكلام في الخصومات يميناً وشِمالاً مع
ترك القَصْد، كأنَّه يكون مرةً في هذا الشِّق، ومرَّة في هذا.
وفرسٌ أَشَقُّ، إذا مالَ في أحد شِقَّيه عند عَدْوِهِ.
والقياس في ذلك كلِّه واحد.والشّقِيقة: فُرْجَةٌ بين
الرمال تُنْبِتُ. قال أبوخَيْرَة: الشَّقيقة: لَيِّن من غلظ الأرض، يطول ما طال
الحَبْل.
وقال الأصمَعيّ: هي أرضٌ غليظةٌ بين حَبْلَينِ من الرَّمل.
وقال أبو هشامٍ الأعرابيّ: هي ما بين *الأمِيلَين.
والأمِيل والحَبْل سواء.
وقال لبيد:
عُرْضَ الشقائقِ
طَوْفُها وبُغَامُها
وقال الأصمعيُّ: قِطعٌ غِلاظٌ بين كلّ حَبْلَيْ رمْل.
وفي رواية النَّضْر: الشقيقة الأرض بين الجبلَين على
طَوَارهما، تنقاد ما انقاد الأرض، صلبة يَسْتَنْقِعُ الماء فيها، سَعَتُها
الغَلْوَةُ والغَلْوتان. قلنا: ولولا تطويلُ أهل اللُّغَةِ في ذكر هذه الشَّقائق،
وسلوكُنا طريقَهم في ذلك، لكان الشّغل بغيره مما هو أنفع منه أولى، وأيُّ منفعةٍ في
علم ما هي حتى تكون المنفعة في علم اختلاف الناس فيها.
وكثيرٌ مما ذكرناه في كتابنا هذا جارٍ هذا المجرى، ولاسيما
فيما زاد على الثلاثيّ، ولكنَّه نَهج القوم وطريقَتُهم.ومن الباب الشِّقْشِقَة:
لَهَاة البعير، وهي تسمَّى بذلك لأنّها كأنَّها منشقَّة.
ولذا قالوا للخطيب هو شقشقة، فإنما يشبّهونه بالفحل. قال
الأعشى:
فاقْنَ فإني طَبِنٌ
عالمٌ أقطعُ من شِقشقة الهادِرِ
وفي الحديث: "إنَّ كثيراً من الخطب شقاشقُ
الشَّيْطان".ومما شذَّ عن هذا الباب: الشَّقيق، قالوا: هو الفَحْلُ إذا استَحْكَم
وقوِيَ. قال الشاعر:
شقق
(لسان العرب)
الشَّقُّ: مصدر قولك
شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ: الصَّدْع البائن، وقيل: غير البائن، وقيل:
هو الصدع عامة.
وفي التهذيب: الشَّقُّ الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة؛
شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ وشقَّقَه
فتَشَقَّقَ؛ قال: ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ
يَثْرُدانٍ، أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً،
كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما (*
قوله «ألا يا خبز إلخ» في هذين البيتين عيب الاصراف.
وقوله: وبرقاً تقدم في مادة ث ر د وبرق).
والشَّقُّ: الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر، وجمعه
شُقوق.
وقال اللحياني: الشَّقُّ المصدر، والشَّقُّ الاسم؛ قال ابن
سيده: لا أَعرفها عن غيره.
والشِّقُّ: اسم لما نظرت إليه، والجمع الشُّقوق.
ويقال: بيد فلان ورجله شُقوق، ولا يقال شُقاق، إنما
الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق
يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى أوْظِفَتِها.
وشُقَّ الحافرُ والرسغ: أَصابَهُ شُقاقٌ.
وكل شَقٍّ في جلد عن داء شُقاق، جاؤوا به على عامّة أَبنية
الأدواء.
وفي حديث قرة بن خالد: أصابنا شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا
أَبا ذرٍّ فقال: عليكم بالشَّحْمِ؛ هو تَشَقُّقُ
الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق.
والشَّقُّ: واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر. الأزهري:
والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من بَرْدٍ أَو
غيره في اليدين والوجه.
وقال الأصمعي: الشُّقاق في اليد والرجل من بدن الإنس
والحيوان.
وشَقَقْت الشيء
فانْشَقَّ.
وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً: وذلك في أَول ما تَنْفَطِر
عنه الأرض.
وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً: في أَوّل ما يظهر.
وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً: طلع، وهو لغة في شَقا
إذا فطر نابُه.
وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا: شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ
إليه طرْفُه وهو الذي حضره الموت، ولا يقال شَقَّ بَصَرَه.
وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه
أي انفتح، وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار.
والشَّقُّ: الصبح.
وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع.
وفي الحديث: فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة؛
يقال: شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه.
وانْشقَّ البرقُ
وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ، وشَقِيقة البَرْق: عَقِيقته.
ورأَيت شقِيقةَ البَرْق وعَقِيقته: وهو ما استطار منه في
الأُفق وانتشر.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سئل عن سحائب
مَرَّت وعن بَرْقِها فقال: أَخَفْواً أم وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً؟ فقالوا: بل
يَشُقُّ شَقّاً، فقال: جاءكم الحَيا؛ قال أَبو عبيد: معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ
شَقّاً هو البرق الذي تراه يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض،
ويَشقّ معطوف على الفعل الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم
يشق.
وشَقائِقُ النعمان: نَبْتٌ، واحدتها شَقيقةٌ، سميت بذلك
لحمرتها على التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق، وقيل: واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى
النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك. غيره: ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق
النُّعمان، قال: وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر نزل على
شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فاستحسنها وأَمر أَن تُحْمَى، فقيل
للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم للشَّقِر، وقيل: النُّعْمان اسم
الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها بحمرة الدم، وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ
النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق عليها.
وفي حديث أبي رافع: إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة
أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق؛ هو هذا الزهر الأحمر المعروف، ويقال له
الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال. قال الأَزهري:
والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة؛ قال الهذلي: فقلت لها: ما
نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِيثِ الرُّبى، جادَت عليها الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ:
المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها؛ قال عبد الله بن الدُّمَيْنة: ولَمْح
بعَيْنَيْها، كأَنَّ ومِيضَه وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وقالوا:
المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي الخُوصِة أي نحن متساوون
فيه، وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً انْشَقّت بنصفين، وهذا شَقِيقُ هذا
إذا انْشَقَّ بنصفين، فكل واحد منهما شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه، ومنه قيل فلانٌ
شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه؛ قال أَبو زبيد الطائي وقد صغره: يا ابنَ أُمّي، ويا
شُقَيِّقَ نَفْسِي، أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ: ما بين
الشُّفْرَين من حَيا المرأَة.
والشَّواقُّ من الطَّلْع: ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر
لأنها تَشُقُّ الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ.
وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ طلعت
شَواقُّه.
والشِّقَّةُ: الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح
أو خشب أَو غيره.
ويقال للإنسان عند الغضب: احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في
الأَرض وشِقَّةٌ في السماء.
وفي حديث قيس بن سعد: ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في شِقّة
من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه؛ هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في الشين ثم
قال: ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة، ورواه بعض المتأَخرين بالسين
المهملة، وهو مذكور في موضعه.
ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: فطارت شِقَّةٌ منها في
السماء وشِقَّة في الأرض؛ هو مبالغة في الغضب والغيظ. يقال: قد انْشَقَّ فلان من
الغضب كأنه امتلأ باطنُه؛ به حتى انْشَقَّ، ومنه قوله عز وجل: تكادُ تَميّزُ من
الغيظِ.
وشَقَّقْتُ الحطبَ
وغيره فتَشَقَّقَ.
والشِّقُّ والشِّقَّة، بالكسر: نصف الشيء إذا شُقَّ،
الأخيرة عن أبي حنيفة. يقال: أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ، والعرب تقول: خُذْ
هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ.
ويقال: المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة،
وهما متقاربان، فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك
شَقّاً نصبوا. قال: ولم نسمع غيره.
والشِّق: الناحية من الجبل.
والشِّقُّ: الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً.
وحكى ابن الأَعرابي: لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة
واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه والجبال لهذا.
وفي حديث أُم زرع: وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقِّ؛ قال
أَبو عبيد: هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر، فالكسر من المَشَقّةِ؛
ويقال: هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد؛ ومنه قوله تعالى: لم تكونوا بالِغِيه
إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ، وأَصله من الشِّقِّ نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف
أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه، وأما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ في الشي