رجع
(رَجَعَ)
الرَّاءُ وَالْجِيمُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ كَبِيرٌ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ، يَدُلُّ
عَلَى رَدٍّ وَتَكْرَارٍ. تَقُولُ:
رَجَعَ
يَرْجِعُ
رُجُوعًا، إِذَا عَادَ.
وَرَاجَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، وَهِيَ
الرَّجْعَةُ
وَالرِّجْعَةُ.
وَالرُّجْعَى:
الرُّجُوعُ.
وَالرَّاجِعَةُ: النَّاقَةُ تُبَاعُ وَيُشْتَرَى بِثَمَنِهَا مِثْلُهَا،
وَالثَّانِيَةُ هِيَ
الرَّاجِعَةُ. وَقَدِ
ارْتُجِعَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي إِبِلِ
الصَّدَقَةِ نَاقَةً كَوْمَاءَ، فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالَ الْمُصَدِّقُ: إِنِّي
ارْتَجَعْتُهَا بِإِبِلٍ ".» وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ
الرِّجْعَةُ. قَالَ:
جُرْدٌ جِلَادٌ مُعَطَّفَاتٌ عَلَى الْ ... أَوْرَقِ لَا
رِجْعَةٌ وَلَا جَلَبُ
وَتَقُولُ: أَعْطَيْتُهُ كَذَا ثُمَّ
ارْتَجَعْتُهُ أَيْضًا صَحِيحٌ بِمَعْنَاهُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
نُفِضَتْ بِكَ الْأَحْلَاسُ نَفْضَ إِقَامَةٍ ...
وَاسْتَرْجَعَتْ نُزَّاعَهَا الْأَمْصَارُ
وَامْرَأَةٌ
رَاجِعٌ: مَاتَ زَوْجُهَا
فَرَجَعَتْ إِلَى أَهْلِهَا.
وَالتَّرْجِيعُ فِي الصَّوْتِ: تَرْدِيدُهُ.
وَالرَّجْعُ:
رَجْعُ الدَّابَّةِ يَدَيْهَا فِي السَّيْرِ.
وَالْمَرْجُوعُ: مَا
يُرْجَعُ إِلَيْهِ مِنَ الشَّيْءِ.
وَالْمَرْجُوعُ جَوَابُ الرِّسَالَةِ. قَالَ حُمَيْدٌ: وَلَوْ أَنَّ
رَبْعًا رَدَّ
رَجْعًا لِسَائِلٍ ... أَشَارَ إِلَيَّ الرَّبْعُ أَوْ لَتَكَلَّمَا
وَأَرْجَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ فِي كِنَانَتِهِ، لِيَأْخُذَ سَهْمًا.
وَهُوَ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
فَعَيَّثَ فِي الْكِنَانَةِ
يُرْجِعُ
وَالرِّجَاعُ:
رُجُوعُ الطَّيْرِ بَعْدَ قِطَاعِهَا.
وَالرَّجِيعُ: الْجِرَّةُ؛ لِأَنَّهُ يُرَدَّدُ مَضْغُهَا. قَالَ
الْأَعْشَى:
وَفَلَاةٍ كَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ ... لَيْسَ إِلَّا
الرَّجِيعَ فِيهَا عَلَاقُ
وَالرَّجِيعُ مِنَ الدَّوَابِّ: مَا
رَجَعْتَهُ مِنْ سَفَرٍ إِلَى سَفَرٍ.
وَأَرْجَعَتِ الْإِبِلُ، إِذَا كَانَتْ مَهَازِيلَ فَسَمِنَتْ وَحَسُنَتْ
حَالُهَا، وَذَلِكَ
رُجُوعُهَا إِلَى حَالِهَا الْأُولَى. فَأَمَّا
الرَّجْعُ [فَ] الْغَيْثُ، وَهُوَ الْمَطَرُ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ:
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ
الرَّجْعِ}
[الطارق: 11] ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَغِيثُ وَتَصُبُّ ثُمَّ
تَرْجِعُ فَتَغِيثُ. وَقَالَ:
وَجَاءَتْ سِلْتِمٌ لَا
رَجْعَ فِيهَا ... وَلَا صَدْعٌ فَتَحْتَلِبَ الرِّعَاءُ
رجع
الرُّجُوعُ: العود إلى ما كان منه البدء، أو تقدير البدء مكانا كان أو
فعلا، أو قولا، وبذاته كان
رجوعه، أو بجزء من أجزائه، أو بفعل من أفعاله.
فَالرُّجُوعُ: العود،
والرَّجْعُ: الإعادة،
والرَّجْعَةُ
والرِّجْعَةُ في الطّلاق، وفي العود إلى الدّنيا بعد الممات، ويقال:
فلان يؤمن
بِالرَّجْعَةِ.
والرِّجَاعُ: مختصّ
برجوع الطّير بعد قطاعها(١)
.
فمن
الرّجوع قوله تعالى:
﴿لَئِنْ
رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ﴾
[المنافقون : 8] ،
﴿فَلَمَّا
رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ﴾
[يوسف : 63] ،
﴿وَلَمَّا
رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ﴾
[الأعراف : 150] ،
﴿وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ
ارْجِعُوا
فَارْجِعُوا﴾
[النور : 28] ، ويقال:
رَجَعْتُ عن كذا
رَجْعاً،
ورَجَعْتُ الجواب(٢)
نحو قوله:
﴿فَإِنْ
رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ﴾
[التوبة : 83] ، وقوله:
﴿إِلَى اللَّهِ
مَرْجِعُكُمْ﴾
[المائدة : 48] ، وقوله:
﴿إِنَّ إِلى رَبِّكَ
الرُّجْعى﴾
[العلق : 8] ، وقوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ
مَرْجِعُكُمْ
[الأنعام : 164] ، يصحّ أن يكون من
الرُّجُوعِ، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ(٣)
، ويصحّ أن يكون من
الرّجع، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ(٤)
، وقد قرئ: وَاتَّقُوا يَوْماً
تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ(٥)
بفتح التّاء وضمّها، وقوله:
﴿لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ﴾
[الأعراف : 168] ، أي:
يرجعون عن الذّنب، وقوله:
﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا
يَرْجِعُونَ﴾
[الأنبياء : 95] ، أي: حرّمنا عليهم أن يتوبوا
ويرجعوا عن الذّنب، تنبيها أنه لا توبة بعد الموت كما قال:
﴿قِيلَ
ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً﴾
[الحديد : 13] ، وقوله:
﴿بِمَ
يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾
[النمل : 35] ، فمن
الرّجوع، أو من
رجع الجواب، كقوله:
﴿يَرْجِعُ
بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ﴾
[سبأ : 31] ، وقوله:
﴿ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا
يَرْجِعُونَ﴾
[النمل : 28] ، فمن
رجع الجواب لا غير، وكذا قوله:
﴿فَناظِرَةٌ بِمَ
يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾
[النمل : 35] ، وقوله:
﴿وَالسَّماءِ ذاتِ
الرَّجْعِ﴾
[الطارق : 11] ، أي: المطر(٦)
، وسمّي
رجعا لردّ الهواء ما تناوله من الماء، وسمي الغدير
رَجْعاً إمّا لتسميته بالمطر الذي فيه، وإمّا
لِتَرَاجُعِ أمواجه وتردّده في مكانه. ويقال: ليس لكلامه
مَرْجُوعٌ، أي: جواب. ودابة لها
مرجوع: يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة
رَاجِعٌ: تردّ ماء الفحل فلا تقبله،
وأَرْجَعَ يده إلى سيفه ليستلّه،
والارْتِجَاعُ: الاسترداد،
وارْتَجَعَ إبلا إذا باع الذّكور واشترى إناثا، فاعتبر فيه معنى
الرّجع تقديرا، وإن لم يحصل فيه ذلك عينا،
واسْتَرْجَعَ فلان إذا قال: إنّا لله وإنّا إليه
راجعون.
والتَّرْجِيعُ: ترديد الصّوت باللّحن في القراءة وفي الغناء، وتكرير قول
مرّتين فصاعدا، ومنه:
التَّرْجِيعُ في الأذان(٧)
.
والرَّجِيعُ: كناية عن أذى البطن للإنسان والدّابّة، وهو من
الرُّجُوعِ، ويكون بمعنى الفاعل، أو من
الرَّجْعِ ويكون بمعنى المفعول، وجبّة
رَجِيعٌ، أعيدت بعد نقضها، ومن الدابّة: ما
رَجَعْتَهُ من سفر إلى سفر(٨)
، والأنثى
رَجِيعَةٌ. وقد يقال: دابّة
رَجِيعٌ،
ورجْعُ سفر: كناية عن النّضو(٩)
،
والرَّجِيعُ من الكلام: المردود إلى صاحبه أو المكرّر.