عشماوي
 
هيئة التحرير  ||  اتصل بنا  ||  عن الباحث العربي  ||  الرئيسية


الباحث العربي
       Add to Google

المصدر: لسان العرب مقاييس اللغة الصّحّاح في اللغة القاموس المحيط العباب الزاخر
 


المفردات ذات الصلة فرر فرر جمزر كرز ذكا علكم كرز الحَرُّ وسق ذكا شري بأس خلل



فرر (لسان العرب)
الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهِرب. فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب.
ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غير كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد والجمع فيه سواء.
وفي حديث الهجرة: قال سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش؛ يقال منه رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ، لا يثنى ولا يجمع. قالالجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه: فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد: فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.
والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى.
وأَفَرَّه غيرُه وتَفارُّوا أَي تهاربوا.
وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه قوله تعالى: أَين المِفَرُّ.
والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع.
وأَفَرَّ به: فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله إِلا الله. التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به عملاً يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث عاتكة: أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم، فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول.
والفَرورُ من النساء: النَّوارُ.
وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ، وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد أَفْرَرْته.وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرًا: كشف عن أَسنانها لينظر ما سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت عنها لتنظر إِليها. أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت: ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات، إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ.
ويقال: الخبيثُ عينُه فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها، وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته. الجوهري: إِن الجوادَ عينُه فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ أَسنانه.
وفَرَرْتُ
الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه.
وفي خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها.
وفي حديث عمر: قال لابن عباس، رضي الله عنه: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي أَكشفك. ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَيته، بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.
وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله.
ويقال أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال: وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ، إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع غيرُها.
وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى أَسنانه.
وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام أَي يَكْشِرُ إِذا تبسم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛ شبَّه بياض أَسنانه به.
وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ أَفُرُّ.
ويقال: فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه.
وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق، واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه، وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت.
وافْتَرَّ الشيءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة: كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا ويقال: هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم، وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته. اليزيدي: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إِذا فلقته.
والفَرِيرُ والفُرارُ: ولد النعجة والماعزة والبقرة. ابن الأَعرابي: الفَريرُ ولد البقر؛ وأَنشد: يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم، عليكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وجمعها فُرارٌ أَيضاً، وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما.
وقال مرة: هي الخِرْفان والحُمْلان؛ ومن أَمثالهم: نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ، مثل طُوالٍ وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان، فمتى ما رآه غيرُه نَزا لِنَزْوِه؛ يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته. يقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ فعلَه. يقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان، وقيل: الفَرير واحد والفُرارُ جمع. قال أَبو عبيدة: ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا أَحرف هذا أَحدها، وقيل: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق: لَعَمْري لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ، فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا والفُرارُ: يكون للجماعة والواحد.
والفُرار: البهْم الكبار، واحدها فُرْفُور.
والفَرِيرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، وقيل: هو أَصل مَعْرفة الفرس.
وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة.
ووقع القوم في فُرَّةٍ وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة.
وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ: شدته، وقيل: أَوله.
ويقال: أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله، ويقال: بل في شدته، بضم الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما؛ ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر، ومنهم من يقول: في أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف.
وحكى الكسائي أَن منهم من يجعل الأَلف عيناً فيقول: في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو منصور: أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ مثل الخُضُلَّةِ. الليث: ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان.
والفَرْفَرَةُ: الصياح.
وفَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدي: إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا والفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إِذا عقل بعد استرخاء.
والفَرْفَرةُ: الطيش والخفة؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ.
والفَرْفَرةُ: الكلام.
والفَرْفارُ: الكثير الكلام كالثَّرْثارِ.
وفَرْفَر في كلامه: خلَّط وأَكثر.
والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ.
وفَرْفَر الشيءَ: كسره.
والفُرافِرُ والفَرْفار: الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره.
وفَرْفَرْت الشيء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ يقال: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس لجامه أَسنانه وحرك رأْسه؛ وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف، قال ابن بري هو قوله: إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهما، مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا ويروى قَرْقَرا.
والهَيْذَبى، بالذال المعجمة: سير سريع من أَهْذَبَ الفرسُ في سيره إِذا أَسرع، ويروى الهَيْدَبى، بدال غير معجمة، وهي مِشْية فيها تبختر، وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر؛ قال: والرواية الصحيحة فَرْفَر، بالفاء، على ما فسره؛ ومن رواه قَرْقَر، بالقاف، فبمعنى صَوَّت. قال: وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا.
وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه.
وفرس فُرفِرٌ: يُفَرْفِرُ اللجام في فيه.
وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نفضني وحركني.
وفَرْفَر البعيرُ: نفض جسده.
وفَرْفَرَ أَيضاً: أَسرع وقارب الخَطْو؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا وفَرْفَر الشيءَ: شققه.
وفَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ وغيرها.
والفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ؛ قال: والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ البَلط: المِخرطة.
والحُبَر: العُقَد.
وفَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد بالفَرْفار، وهي شجرة صَبُور على النار.
وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، وهو مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.
والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر: سويقُ يَنْبوتِ عُمان.
والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير. الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر: حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ، ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة.
وفي حديث عون بن عبد الله: ما رأَيت أَحداً يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ يعني أَبا حازم، أَي يذمها ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها.
ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي يمزقها.وفَرِير: بطن من العرب.

فرر (الصّحّاح في اللغة)
فَرَّ يَفِرُّ فِراراً: هرب.
وأفَرَّهُ غيره.
والفَرورُ من النساء: النَوَارُ.
ورجلٌ فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث.
وفَرَرْتُ
الفرس أفُرُّهُ بالضم فَرًّا، إذا نظرت إلى أسنانه، قال الحجَّاج: فُرِرْتُ عن ذكاء.
وفَرَرْتُ
عن الأمر: بحثت عنه.
وأفَرَّتِ الإبل للإثناع بالألف، إذا ذهبت رواضعُها وطلع غيرها.
وتفارُّوا، أي تهاربوا.
وافْتَرَّ فلانٌ ضاحكاً، أي أبدى أسنانه.
وفُرَّهُ الحَرِّ بالضم: أوَّله، ويقال شِدَّته.
وحكى الكسائي أُفُرَّةُ الحَرِّ وأَفُرَّةُ الحَرِّ بضم الهمزة وفتحها، والفاء مضمومة فيهما.
وفرسٌ مِفَرٌّ بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه.
والمَفَرُّ: الفِرارُ.
ومنه قوله تعالى: "أين المَفَرُّ".
والمَفِرُّ بكسر الفاء: الموضع.
والفَريرُ: ولد البقرة الوحشية، وكذلك الفُرارُ.
وُ إنه جمع فَريرٍ.
ويقال أيضاً: إن الجواد عينه فُرارُهُ، وقد يُفتح، أي يغنيك شخصه ومنظره عن أن تختبره وأن تَفُرَّ أسنانه.

جمزر (لسان العرب)
يقال: جَمْزَرْتَ يا فلانُ أَي نَكَصْتَ وفَرَرْتَ.
كرز (الصّحّاح في اللغة)
الكُرْزُ: الخُرْجُ.
والجمع الكِرَزَةُ.
والكَرَّازُ: الكبش الذي يحمل خُرج الراعي، ولا يكون إلا أجَمَّ، لأنَّ الأقرن يشتغل بالنِطاح.
والكُرَّزُ: اللئيم، ويقال الحاذق.
وكارَزَ إلى المكان، إذا بادَرَ إليه واختبأ فيه.
ويقال: كازَرْتُ عن فلانٍ، إذا فررت عنه وعاجَزْته. أبو عمرو: الكُرَّزُ: البازي يُشَدُّ ليسقُطَ ريشه.
وقال أبو حاتم: الكُرَّزُ: البازي في سنته الثانية.
والكَريزُ: الأقِط.

ذكا (الصّحّاح في اللغة)
الذكاءُ ممدودٌ: حِدّة القلب.
وقد ذَكيَ الرجل بالكسر يَذْكى ذَكاءً، فهو ذَكيٌّ.
والذَكاءُ أيضاً: السنُّ.
وقال الحجاج: فُرْرْتُ عن ذَكاءٍ.
وبلغت الدابةُ الذَكاءَ، أي السنّ.
وذُكاءٌ بالضم غير مصروف: اسمٌ للشمس معرفة لا تدخلها الألف واللام. تقول: هذه ذُكاءُ طالعةً.
ويقال للصبح: ابن ذُكاءَ، لأنَّها من ضوئها. قال حُمَيد الأرقط:

    وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْرِ


والتَذْكِيَةُ: الذبحُ.
وتَذْكِيَةُ النار: إيقادها ورفعُها.
ويقال أيضاً: ذَكَّى الرجلُ، إذا أسَنَّ.
والمَذاكي: الخيل التي قد أتى عليها بعد قُروحها سنةٌ أو سنتان، الواحدة مُذَكٍّ، مثل المُخْلف من الإبل.
وفي المثل: جَرْيُ المُذَكِّياتِ غلاءٌ.
وذَكَتِ النار تَذْكو ذَكاً مقصورٌ، أي اشتعلت.
وأَذْكَيْتُها أنا.
وأَذْكَيْت عليه العيونَ، إذا أرسلْتَ عليه الطلائع. قال الشاعر في النار:

ذَكا النارِ من نَجْمِ الفروعِ طويلُ    وظَلَّ لـنـا يومٌ كـان أُولـرَه

والمُذكِيَةُ: ما يلقى على النار تذكَّى به.

علكم (لسان العرب)
العُلْكُمُ والعُلْكُوم والعُلاكِمُ والمُعَلْكَمُ: الشديدُ الصُّلْبُ من الإبل وغيرها، والأنثى عُلْكُومٌ؛ قال لبيد: بَكَرَتْ بها جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ تُرْوِي المَحاجِرَ، بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بري: المَحاجرِ الحَدِيقة؛ وأنشد ابن بري لمالك العُلَيْمي: حَتَّى تَرى الْبُوَيْزِلَ الْعُلْكُوما مِنْها تُوَلِّي العِرَكَ الحَيْزُوما وقال العِرَك، يريد العِرَاك.
ويقال: ناقة عُلاكِمَةٌ؛ قال أَبو الأَسود العجلي: عُلاكِمَة مِثْل الفَنيقِ شِمِلَّة، وحافِزَة في ذلك المِحْلَبِ الجَبْلِ والجَبْلُ: الضَّخْمُ؛ وفي قصيد كعب يصف الناقة: غَلْباءُ وَجَنْاءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ، في دَفِّها سَعَةٌ، قُدَّامَها مِيلُ العُلْكُومُ: القويَّة الصُّلبة، والعَلْكَمُ: الرَّجُل الضَّخْم، وقيل: ناقة عُلْكُومٌ غليظة الخَلْقِ مُوَثَّفةِ، وقيل: الجسيمة السمينة، وعَلْكَمَتُها: عِظَمُ سَنامها. أبو عبيد: العَلاكِمُ العِظام من الإبل.
والعَلْكَمةُ: عِظَمُ السَّنام.
ورجل مُعَلْكَمٌ: كثير اللحم.
وعَلْكَمٌ: اسم رجل؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد عن ابن قَنان: يُمْسِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلى، ونِسْوَتُه وعَلْكَمٌ مِثْل فَحْلِ الضأْن فُرْفُورُ (* قوله «يمسي إلخ» كذا في الأصل، وتقدم في مادة فرر: يمشي بالشين المعجمة، وعليكم بدل قوله وعلكم، والصواب ما هنا).
وعَلْكَمٌ: اسم ناقة؛ قال الشاعر: أَقُولُ والنَّاقَةُ بي تَقَحَّمُ: وَيْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ الجوهري: العُلْكُومُ الشديد من الإبل مثل العُلْجُوم، الذكرُ والأُنثى فيه سواء.

كرز (لسان العرب)
الكُرْزُ: ضَرْبٌ من الجُوالِقِ، وقيل: هو الجُوالِقُ الصغير، وقيل: هو الخُرْجُ، وقيل: الخُرْجُ الكبير يحمل فيه الراعي زاده ومتاعه.
وفي المثل: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ وأَصله أَن فرساً يقال له أَعوج نُتِجَتْهُ أُمُّه وتَحَمَّلَ أَصحابه فحملوه في الكُرْزِ، فقيل لهم: ما تصنعون به؟ فقال أَحدهم: رب شدّ في الكرز، يعني عَدْوَهُ، والجمع أَكرازٌ وكِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرَةٍ.
وسعيدُ كُرْزٍ: لقبٌ. قال سيبويه: إِذا لقبت مفرداً بمفرد أَضفته إِلى اللقب، وذلك قولك: هذا سعيدُ كُرْزٍ، جعلت كُرْزاً معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد، فلو نكَّرت كرزاً صار سعيد نكرة لأَن المضاف إِنما يكون نكرة ومعرفة بالمضاف إِليه، فيصير كرز ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه.
والكَرَّازُ: الكَبْشُ الذي يضع عليه الراعي كُرْزَهُ فيحمله ويكون أَمام القوم، ولا يكون إِلا أَجَمَّ لأَن الأَقْرَنَ يشتغل بالنِّطاحِ؛ قال:يا ليتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ، والخُرْجُ منها فوقَ كَرَّازٍ أَجَمّْ وكارَزَ إِلى ثِقَةٍ من إِخوان ومالٍ وغِنًى: مالَ. أَبو زيد: إِنه ليُعاجِزُ إِلى ثِقَةٍ مُعاجَزَةً ويُكارِزُ إِلى ثقة مُكارَزَةً إِذا مال إِليه؛ قال الشماخ: فلما رَأَيْنَ المالَ قد حالَ دونَه دُعافٌ، لَدَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ، كارِزُ قيل: كارز بمعنى المستخفي. يقال: كَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً، فهو كارِزٌ إِذا استخفى في خَمَرٍ أَو غارٍ، والمُكارَزَةُ منه.
ويقال: كارَزْتُ عن فلان إِذا فَرَرْتَ منه وعاجَزْتَهُ.
وكارَزَ في المكان: اخْتَبَأَ فيه.
وكارَزَ إِليه: بادر.
وكارَزَ القومُ إِذا تركوا شيئاً وأَخذوا غيره.
والكَرِيصُ والكَرِيزُ: الأَقِطُ.
والكُرِّزُ والكُرَّزِيُّ: العَيِيُّ اللئيم، وهو دخيل في العربية، تسميه الفُرْسُ كُرَّزِيًّا؛ وأَنشد لرؤبة:أَو كُرَّز يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ والكُرَّزُ: المُدَرَّبُ المُجَرَّبُ، وهو فارسي.
والكُرَّزُ: اللئيم.
والكُرَّزُ: النجيب.
والكُرَّزُ: الرجل الحاذق، كلاهما دخيل في العربية.
والكُرَّزُ: البازي يُشَدُّ ليَسْقُطَ ريشه؛ قال: لما رَأَتْنِي راضِياً بالإِهْمادْ، كالكُرَّزِ المربوط بينَ الأَوْتادْ قال الأَزهري: شبهه بالرجل الحاذق وهو بالفارسية كُرُو فَعُرِّبَ.
وكُرِّزَ البازي إِذا سقط ريشه. أَبو حاتم: الكُرَّزُ البازي في سَنَتِهِ الثانية، وقيل: الكُرَّزُ من الطير الذي قد أَتى عليه حول، وقد كُرِّزَ؛ قال رؤبة: رأَيْتُه كما رأَيْتُ النَّسْرا، كُرِّزَ يُلْقِي قادِماتٍ زُعْرا وكَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه إِذا خاط عينيه وأَطعمه حتى يذل. ابن الأَنباري: هو كُرَّزٌ أَي داهٍ خبيثٌ محتال، شبه بالبازي في خبثه واحتياله وذلك أَن العرب تسمي البازي كُرَّزاً، قال: والطائر يُكَرَّزُ، وهو دخيل ليس بعربي.
والكُرَازُ: القارورة. قال ابن دريد: لا أَدري أَعربي أم عجمي غير أَنهم قد تكلموا بها، والجمع كِرْزانٌ.
وكُرْزٌ وكَرِزٌ وكَارِزٌ ومُكْرَزٌ وكُرَيْز وكَرِيزٌ وكُرازٌ: أَسماء.
وكَرازٌ: فرس حُصَين بن علقمة.

الحَرُّ (القاموس المحيط)
الحَرُّ: ضدُّ البردِ،
كالحُرورِ، بالضم،
والحرارةِ ج: حُرورٌ وأحارِرُ، وحَرِرْتَ يا يومُ، كَمَلِلْتَ وفَرَرْتَ ومَرَرْتَ، وزجْرٌ للبعيرِ يقالُ له: الحَرُّ، كما يقالُ للضأنِ: الحَيْهِ،
وجمعُ الحَرَّة لأرضٍ ذاتِ حجارَةٍ نَخِرَةٍ سُودٍ، كالحِرَارِ والحَرَّاتِ والحَرِّينَ والأَحَرِّينَ،
وبعيرٌ حَرِّيٌّ: يَرْعَى فيها.
وبالضم: خِلافُ العبدِ، وخيارُ كُلِّ شيءٍ، والفرسُ العتيقُ،
و~ من الطينِ والرَّملِ: الطَّيِّبُ، ورجُلٌ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ، ويضم، والحُرورةِ والحَرارِ والحُرِّيَّةِ
ج: أحرارٌ وحِرارٌ، وفَرْخُ الحمامةِ، وولَدُ الظَّبْيَةِ، وولدُ الحَيَّةِ، والفعلُ الحَسَنُ، ورُطَبُ الأَزاذِ، والصَّقْرُ، والبازِي،
و~ من الوجهِ: ما بَدَا،
و~ من الرَّملِ: وسَطُهُ، وابنُ يوسفَ الثَّقَفِيُّ، وإليه ينسبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوصلِ، وابنُ قيسٍ، وابنُ مالكٍ: صحابيانِ ووادٍ بنجدٍ، وآخرُ بالجزيرةِ،
و~ من الفرسِ: سوادٌ في ظاهِرِ أُذنيهِ.
وجُمَيْلُ حُرٍّ، وقد يكسر: طائرٌ.
وساقُ حُرٍّ: ذَكَرُ القَمَارِي.
والحُرَّانِ: الحُرُّ وأخوهُ أُبَيُّ.
وبالكسر: فَرْجُ المرأةِ، لُغَةٌ في المُخَفَّفةِ، وذُكِرَ في ح ر ح.
والحَرَّةُ: البَثْرَةُ الصَّغيرةُ، والعذابُ المُوجِعُ، والظُّلْمَةُ الكثيرةُ، وموضعُ وقْعَةِ حُنَيْنٍ،
وع بِتَبُوكَ، وبِنَقَدَةَ، وبينَ المدينةِ والعَقيقِ، وقِبْلِيَّ المدينةِ، وبِبِلادِ عَبْسٍ، وببلادِ فَزَارَةَ، وبِبِلادِ بني القَيْنِ، وبالدَّهْناءِ، وبعاليةِ الحِجازِ، وقربَ فَيْدٍ، وبِجِبالِ طيئٍ، وبأرضِ بارِقٍ، وبنجدٍ قربَ ضَرِيَّةَ،
وع لبني مُرَّةَ، وقربَ خَيْبَرَ وهي حَرَّةُ النارِ، وبظاهِرِ المدينةِ تحتَ واقِمٍ، وبها كانَتْ وقعةُ الحَرَّةِ أيامَ يَزيدَ، وبالبُرَيك في طريقِ اليمنِ، وحَرَّةُ غَلاَّسٍ ولُبْنٍ ولَفْلَفٍ وشورانَ والحمارَةِ وجَفْلٍ وميطانَ ومَعْشرٍ وليْلَى وعَبَّادٍ والرَّجْلاءِ وقَمْأَةَ: مَواضِعُ بالمدينةِ.
وبالضم: الكريمةُ، وضدُّ الأَمَةِ
ج: حرائِرُ،
و~ من الذِّفْرَى: مجالُ القُرطِ،
و~ من السحابِ: الكثيرةُ المطرِ.
وأبو حُرَّةَ الرقاشيُّ: م.
وباتتْ بلَيْلَةِ حُرَّةٍ: إذا لم يقْدِرْ بَعْلُها على افْتضاضها، وهي أولُ ليلةٍ من الشهرِ، ويقالُ: ليلةٌ حُرَّةٌ وصْفاً.
وحَرَّ يَحَرُّ، كظَلَّ يَظَلُّ، حَراراً: عَتَقَ، وحَرَّةً: عطِشَ، فهو حَرَّانُ، وهي حَرَّى،
و~ الماءَ حَرَّاً: أسخنَه.
ورماه اللُه بالحِرَّةِ تحتَ القِرَّةِ، كُسِرَ للازدواجِ.
وحرارةُ، كسحابةٍ: أحمدُ بنُ عليٍّ المحدثُ الرَّحَّالُ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بن حرارةَ البَرْذَعِيُّ: حدثَ.
والحَرَّانُ: لقب أحمدَ بن محمدٍ المَصِيصيِّ الشاعِرِ،
وبلا لامٍ: د بِجزيرةِ ابن عمرَ، منه الحسنُ بنُ محمدِ بنِ أبي معشرٍ، وقد ينسبُ إليه: حَرْنانِيُّ، بنونينِ، وقريتانِ بالبحرينِ: كُبْرَى وصُغْرَى،
وة بِحلبَ، وبِغُوطَةِ دِمَشقَ، ورملةٌ بالباديةِ، وبالضم: سكَّةٌ بأصفهانَ.
ونهشَلُ بنُ حَرِّيٍّ، كبَرِّيٍّ: شاعِرٌ، ونصرُ بنُ سيَّارِ بنِ رافعِ بنِ حَرِّيٍّ: من تَبعِ التابعينَ، ومالكُ بنُ حَرِّيٍّ: تابعيٌّ.
والحريرُ: من تَداخَلَتْه حرارةُ الغَيْظِ أو غيرِهِ،
كالمحرورِ، وفرسُ ميمونِ بنِ موسى المَرْئِيِّ، وأُمُّ الحريرِ: مولاةُ طلحةَ بنِ مالكٍ، وبهاءٍ: دقيقٌ يطبخُ بلبنٍ أو دسمٍ،
وحَرَّ، كفَرَّ: طَبخهُ، وواحدةُ الحريرِ من الثيابِ.
والحَرور: الريحُ الحارَّةُ بالليلِ، وقد تكونُ بالنهارِ، وحَرُّ الشمسِ، والحَرُّ الدائِمُ، والنارُ.
وحُرَيرٌ، كزبيرٍ: شيخُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ المَوْصِليِّ، وقَيسُ بنُ عُبَيدِ بنِ حُرَيرٍ: صحابيٌّ.
والحُرِّيَّةُ: الأرضُ اللينةُ الرمليةُ،
و~ من العربِ: أشرافُهم.
والحُرَيْرَةُ، كهُرَيرةَ: ع قربَ نَخلةَ.
وحُرَيرٌ، بالضم: د قربَ آمِدَ.
وحَروراءُ، كجَلولاءَ وقد تُقْصَرُ: ة بالكوفةِ،
وهو حَرُوريٌّ، بَيِّنُ الحَرُوريَّةِ، وهُمْ نَجْدَةُ وأصحابُهُ.
وتَحريرُ الكتابِ وغيرِهِ: تقويمُهُ،
و~ للرقبةِ: إعتاقُها.
ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ، كمعظمٍ: صحابيٌّ، وابنُ قَتَادَةَ كانَ يُوصِي بنيهِ بالإِسلام، وابنُ أبي هريرةَ: تابعيٌّ.
ومُحَرَّرُ دارمٍ: ضربٌ من الحياتِ.
واستحَرَّ القتلُ: اشتدَّ.
وهو أحرُّ حُسناً منه، أي: أرقُّ منه رقَّةَ حُسْنٍ.
والحارُّ من العملِ: شاقُّهُ وشديدهُ، وشعَرُ المَنْخَرَيْنِ.
وأحرَّ النهارُ: صار حارّاً،
و~ الرجلُ: صارتْ إبلُهُ حِراراً، أي: عطاشاً.
وحَرْحارٌ: ع ببلادِ جهينةَ.
ومحمدُ بنُ خالدٍ الحَرَوَّرِيُّ، كعملسِيٍّ: محدثٌ.

وسق (لسان العرب)
الوَسْقُ والوِسْقُ: مِكْيَلَة معلومة، وقيل: هو حمل بعير وهو ستون صاعاً بصاع النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو خمسة أَرطال وثلث، فالوسْقُ على هذا الحساب مائة وستون مَناً؛ قال الزجاج: خمسة أَوسق هي خمسة عشر قَفِيزاً، قال: وهو قَفِيزُنا الذي يسمى المعدّل، وكل وَسْق بالمُلَجَّم ثلاثة أَقْفِزَةٍ، قال: وستون صاعاً أَربعة وعشرون مكُّوكاً بالمُلَجَّم وذلك ثلاثة أَقفِزَةٍ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ليس فيما دون خمسة أَو سُقٍ من التمر صدقة. التهذيب: الوَسْقُ، بالفتح، ستون صاعاً وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز، وأَربعمائة وثمانون رطلاً عند أَهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمُدِّ، والأَصل في الوَسْق الحَمْل؛ وكل شيء وسَقَتْه، فقد حملته. قال عطاء في قوله خمسة أَوْسُقٍ: هي ثلاثمائة صاع، كذلك قال الحسن وابن المسيب.
وقال الخليل: الوَسْق هو حِمْل البعير، والوِقْرُ حمل البغل أَو الحمار. قال ابن بري: وفي الغريب المصنف في باب طلع النخل: حَمَلت وَسْقاً أَي وِقْراً، بفتح الواو لا غير، وقيل: الوَسْق العِدْل، وقيل العِدْلان، وقيل هو الحِملُ عامة، والجمع أوْسُقٌ ووُسوق؛ قال أَبو ذؤيب: ما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عامَ غِيارِه، عليه الوُسُوقُ، بُرُّها وشَعِيرُها ووَسَقَ البعيرَ وأَوْسَقه: أَوْقَره.
والوَسْقُ: وَقْر النخلة.
وأَوْسَقَت النخلةُ: كثر حَمْلها؛ قال لبيد: وإلى الله تُرْجَعون، وعند الـْ لمَه وِرْدُ الأُمور والإصدارُ كلَّ شيء أَحْصَى كتاباً وحِفْظاً، ولَدَيْهِ تَجَلَّت الأَسْرارُ (* في رواية أخرى: وعِلماً بدل وحفظاً). يوم أَرزاقُ من يُفَضَّلُ عُمٌّ، موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أَبكارُ قال شمر: وأَهل الغرب يسمون الوَسْق الوِقْر، وهي الأَوْساق والوُسُوق.
وكل شيء حملته، فقد وَسَقْته.
ومن أَمثالهم: لا أفعل كذا وكذا ما وَسَقَت عيني الماءَ أَي ما حملته.
ويقال: وَسَقَت النخلةُ إذا حملت، فإذا كثر حملها قيل أَوْسَقَتْ أَي حملت وَسْقاً.
وَوَسَقْت الشيء أَسِقُه وَسْقاً إذا حملته؛ قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِيُّ: فإنِّي، وإيَّاكم وشَوْقاً إليكُمُ، كقابض ماء لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ أَي لم تحمله، يقول: ليس في يدي شيء من ذلك كما أَنه ليس في يد القابض على الماء شيء، ووَسَقَت الأَتان إذا حلت ولداً في بطنها.
ووَسَقَت الناقة وغيرُها تَسِقُ أَي حملت وأَغْلَقَتْ رَحِمَها على الماء، فهي ناقة واسِقٌ ونُسوق وِساقٌ مثل نائم ونِيَام وصاحب وصِحَاب؛ قال بشر بن أَبي خازم:أَلَظَّ بِهِنَّ يَحْدوهُنَّ، حتى تَبَيَّنت الحِيالُ من الوِساقِ ووَسَقَت الناقةُ والشاةُ وَسْقاً ووُسوقاً، وهي واسِقٌ: لَقِحَتْ، والجمع مَوَاسِيق ومَواسِق كلاهما جمع على غير قياس؛ قال ابن سيده: وعندي أَن مَوَاسيق ومَوَاسق جمع ميساق ومَوْسق.
ولا آتيك ما وَسَقَتْ عيني الماءَ أَي ما حملته.
والمِيسَاق من الحمام: الوافر الجناح، وقيل: هو على التشبيه جعلوا جناحيه له كالوَسْقِ، وقد تقدم في الهمز، ويقوي أَن أَصله الهمز قولهم في جمعه مَآسيق لا غير.
والوُسُوق: ما دخل فيه الليل وما ضم.
وقد وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ؛ وكل ما انضم، فقد اتَّسَق.
والطريق يأتَسِقُ؛ ويَتَّسق أَي ينضم؛ حكاه الكسائي.
واتَّسَق القمر: استوى.
وفي التنزيل: فلا أُقسم بالشَّفَق والليل وما وَسَق والقمر إذا اتَّسَق؛ قال الفراء: وما وسَقَ أَي وما جمع وضم.
واتَّساقُ القمر: امتلاؤه واجتماعه واستواؤه ليلة ثلاث عشرة وأَربع عشرة، وقال الفراء: إلى ست عشرة فيهن امتلاؤه واتِّسَاقه، وقال أَبو عبيدة: وما وَسَقَ أَي وما جمع من الجبال والبحار والأشجار كأنه جمعها بأَن طلع عليها كلِّها، فإذا جَلَّلَ الليلُ الجبال والأَشجار والبحار والأَرض فاجتمعت له فقد وَسَقَها. أَبو عمرو: القمر والوَبَّاص والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرقان والسِّنِمَّارُ.
ووَسَقْت الشيءَ: جمعته وحملته.
والوَسْق: ضم الشيء إلى الشيء.
وفي حديث أُحُد: اسْتَوسِقُوا كما يَسْتَوْسِق جُرْبُ الغنم أَي استجمعوا وانضموا، والحديث الآخر: أَن رجلاً كان يَجوز المسلمين ويقول اسْتَوسِقُوا.
وفي حديث النجاشي: واسْتَوْسَقَ عليه أَمْرُ الحَبَشة أَي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه.
والوَسْقُ: الطرد؛ ومنه سميت الوَسِيقةُ، وهي من الإبل كالرُّفْقة من الناس، فإذا سُرِقَتْ طُرِدت معاً؛ قال الأَسود بن يَعْفُر: كَذَبْت عَلَيْكَ لا تزال تَقُوفُني، كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ وقوله كذبت عليك هو إغراء أَي عليك بي، وقوله تقوفني أَي تَقُضُّني وتتبع آثاري، والوَسِيقُ: الطَّرْد؛ قال: قَرَّبها، ولم تَكَدْ تُقَرَّب من آل نَسْيان، وَسِيقٌ أَجدب ووَسَق الإبلَ فاسْتَوْسقت أَي طردها فأَطاعت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:إنَّ لنا لإبلاً نَقانِقا مُسْتَوسْقاتٍ، لو تجدْنَ سائقا أَراد مثل النَّقانِق وهي الظِّلْمانُ، شبهها بها في سرعتها.
واسْتَوْسَقت الإبل: اجتمعت؛ وأَنشد للعجاج: إنَّ لنا قلائصاً حقَائقا مُسْتَوْسقات، لو تجدْنَ سائقا وأَوْسَقْتُ البعير: حَمّلته حمْله ووَسَقَ الإبل: طردها وجمعها؛ وأَنشد:يوماً تَرانا صالحينَ، وتارةً تَقومُ بنا كالوَِاسِقِ المُتَلَبِّبِ واسْتَوْسَقَ لك الأَمرُ إذا أَمكنك.
واتَّسَقت الإبل واسْتَوْسقَت: اجتمعت.
ويقال: واسَقْتُ فلاناً مُوَاسقةً إذا عارضته فكنت مثله ولم تكن دونه؛ وقال جندل: فلسْتَ، إنْ جارَيْتني، مُوَاسِقِي، ولسْتَ، إن فَرَرْتَ مِنِّي، سابِقي والوِساقُ والمُوَاسقة: المُنَاهدة؛ قال عدي: ونَدَامَى لا يَبْخَلُون بما نا لوا، ولا يُعْسِرون عند الوِساقِ والوَسِيقةُ من الإبل والحمير: كالرُّفْقة من الناس، وقد وَسَقها وُسُوقاً، وقيل: كل ما جُمِع فقد وُسِقَ.
ووَسِيقهُ الحمار: عانته.
وتقول العرب: إن الليل لطويل ولا أَسِقُ بالَهُ ولا أَسِقْهُ بالاً، بالرفع والجزم، من قولك وَسَق إذا جَمَع أَي وُكِلت بجمع الهموم فيه.
وقال اللحياني: معناه لا يجتمع له أمره، قال: وهو دعاء.
وفي التهذيب: إن الليل لطويل ولا تَسِقْ جزم على الدعاء، ومثله: إن الليل طويل ولا يَطُلْ إلا بخير أَي لا طال إلا بخير. الأَصمعي: يقال للطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار: هو المِيساقُ، وجمعه مَآسِيق؛ قال الأَزهري: هكذا سمعته بالهمز. الجوهري: أَبو عبيد المِيساقُ الطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار، قال: وجمعه مَياسِيقُ.والاتّساقُ: الإنتظام.
ووَسَّقْتُ الحِنطة تَوْسيقاً أَي جعلتها وَسْقاً وَسْقاً. الأَزهري: الوَسِيقةُ القطيع من الإبل يطردها الشَّلاَّل، وسميت وَسيقةً لأن طاردها يجمعها ولا يَدَعُها تنتشر عليه فيلحَقُها الطلبُ فيردها، وهذا كما قيل للسائق قابض، لأَن السائق إذا ساق قطيعاً من الإبل قبضها أَي جمعها لئلا يتعذر عليه سوقها، ولأَنها إذا انتشرت عليه لم تتابع ولم تَطْرِدْ على صَوبٍ واحد.
والعرب تقول: فلان يسوق الوَسِيقة وينسُل الوَدِيقة ويحمي الحَقيقة؛ وجعل رؤبة الوَسْق من كل شيء فقال: كأَنَّ وَسْقَ جَنْدَلٍ وتُرْبِ، عليَّ، من تَنْحيب ذاك النَّحْبِ والوَسِيقةُ من الإبل ونحوها: ما غصبت. الأَصمعي: فرس مِعْتاق الوَسِيقة وهو الذي إذا طُرِدَ عليه طرِيدةٌ أنجاها وسبق بها؛ وأَنشد: أَلم أَظْلِفْ عن الشعراء عِرْضي، كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟

ذكا (لسان العرب)
ذَكَتِ النارُ تَذْكو ذُكُوّاً وذكاً، مقصور، واسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ لهَبُها واشْتَعلت، ونارٌ ذكِيَّةٌ على النَّسب؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَنْفَحْنَ منه لهَباً مَنْفُوحَا لَمْعاً يُرى، لا ذَكِياً مَقْدُوحا وأَراد يَنْفُخْنَ منه لهباً مَنْفُوخاً، فأَبدل الحاء مكان الخاء ليوافق رَوِيّ هذا الرجز كله لأَن هذا الرجز حائي؛ ومثله قول رؤبة: غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيمُ السِّنْحِ، أَبلَجُ لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحَّ يريد: كريم السِّنْخِ.
وأَذْكاها وذَكَّاها: رَفَعها وأَلقى عليها ما تَذْكُو به.
والذُّكْوَة والذُّكْيَة (* قوله «والذكوة والذكية» وكلاهما ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب والتكملة بضم الذال، وكذلك الذكوة الجمرة، وضبطت في القاموس بالفتح): ما ذَكَّاها به من حَطَب أَو بَعَر، الأَخيرة من باب جَبَوتُ الخَراج جِبايةً.
والذُّكْوة والذَّكا: الجمرة المُلْتهبة.
وأَذْكَيْتُ الحَرْبَ إذا أَوْقَدْتها؛ وأَنشد: إنَّا إذا مُذْكي الحُروب أَرَّجا وتَذْكِيَةُ النار: رَفْعُها.
وفي حديث ذكر النار: قَشَبَني ريحُها وأَحْرَقَني ذَكاؤها؛ الذَّكاءُ: شدةُ وهَجِ النارِ؛ يقال: ذَكَّيْتُ النارَ إذا أَتْمَمْتَ إشْعالَها ورفَعْتها، وكذلك قوله تعالى: إلاَّ ما ذكَّيْتُم؛ ذبْحُهُ على التَّمام.
والذَّكا: تمامُ إيقادِ النارِ، مقصورٌ يكتب بالأَلف؛ وأَنشد: ويُضْرِم في القَلْبِ اضْطِراماً، كأَنه ذَكا النارِ تُرْفِيهِ الرِّياحُ النَّوافحُ وذُكاءُ، بالضم: اسمُ الشمس، معرفة لا يَنْصَرِف ولا تدْخُلها الأَلِفُ واللام، تقول: هذه ذُكاءُ طالِعةً، وهي مُشْتَقَّة من ذَكَتِ النارُ تَذْكُو، ويقال للصُّبْح ابنُ ذكاء لأَنه من ضَوْئها؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ قبل انبِلاج الفجرِ، وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ وقال ثعلبة بن صُعَير المازنيّ يصف ظَلِيماً ونَعامة: فتذَكَّرا ثَقَلاَ رَثِيداً، بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ والذَّكاءُ، ممدودٌ: حِدَّةُ الفؤاد.
والذَّكاءُ: سُرْعة الفِطْنَة. الليث: الذَّكاءُ من قولك قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إذا كان سريعَ الفِطْنَةِ، وقد ذكِيَ، بالكسر، يَذْكى ذَكاً.
ويقال: ذَكا يَذْكُو ذَكاءً، وذكُوَ فهو ذكِيٌّ.
ويقال: ذكُوَ قَلْبُه يَذْكُو إذا حَيَّ بَعْدَ بَلادَةٍ، فهو ذكِيٌّ على فَعِيلٍ، وقد يُسْتَعْمل ذلك في البَعِير.
وذَكا الريحِ: شِدَّتها من طِيبٍ أَو نَتْنٍ.
ومِسْكٌ ذكِيٌّ وذاكٍ: ساطِعُ الرائِحَةِ، وهو منه.
ومِسْكٌ ذكيٌّ وذكِيَّة، فمن أَنَّث ذهب به إلى الرائْحة؛ وقال أَبو هَفَّانَ: المِسْكُ والعَنْبَر يُؤنَّثان ويُذَكَّران. قال ابن بري: وتقول هو ذكِيٌّ الرائِحة وذاكِي الرائِحَة؛ قال قيس بن الخطيم: كأَنَّ القَرَنْفُل والزَّنْجَبِيل وذاكِي العَبِيرِ بِجِلْبابِها والذَّكاءُ: السِّنُّ.
وقال الحَجَّاج: فُرِرتُ عن ذكاء.
وبَلَغَت الدَّابَّةُ الذَّكاءَ أَي السَّنَّ.
وذكَّى الرجلُ: أَسَنَّ وبَدُنَ.
والمُذَكِّي أَيضاً: المُسِنُّ من كلِّ شيء، وخص بعضُهم به ذواتِ الحافِرِ، وهو أنْ يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ.
والمَذاكي: الخيلُ التي أَتى عليها بعدَ قُروحها سنَةٌ أَو سَنَتان، الواحد مُذَكٍّ مثل المُخْلِفِ من الإبل.
والمُذَكِّي أَيضاً من الخَيْلِ: الذي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ.
وفي المثل: جَرْيُ المُذَكِّياتِ غِلابٌ أَي جَرْيُ المَسانِّ القُرَّحِ من الخيل أَن تُغالِبَ الجَرْيَ غِلاباً، وتأويلُ تمَام السِّنِّ النهايةُ في الشّباب، فإذا نقَص عن ذلك أَو زاد فلا يقال له الذكاءُ.
والذَّكاءُ في الفَهْمِ: أَن يكون فَهْماً تامّاً سريع القَبُولِ. ابن الأَنباري في ذَكاءِ الفَهْمِ والذَّبْحِ: إنه التَّمامُ، وإنّهما ممدودانِ.
والتَّذْكِية والذَّبْحُ.
والذَّكاءُ والذَّكاةُ: الذَّبْحُ؛ عن ثعلب.
والعرب تقول: ذَكاةُ الجِنين ذَكاةُ أُمِّهِ أَي إذا ذُبْحتِ الأُمُّ ذُبح الجنينُ.
وفي الحديث: ذَكاةُ الجنين ذكاةُ أُمِّه. ابن الأَثير: التَّذْكِيَةُ الذَّبْحُ والنَّحْرُ؛ يقال: ذَكَّيْت الشَّاةَ تَذْكِيَة، والاسم الذَّكاةُ، والمَذْبوحُ ذَكيٌّ، ويروى هذا الحديث بالرفْع والنَّصب، فمن رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدأ الذي هو ذكاةُ الجنين، فتكون ذكاةُ الأُمِّ هي ذكاةَ الجنين فلا يَحتاجُ إلى ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، ومن نَصَب كان التقدير ذَكاةُ الجِنينِ كذَكاة أُمِّه، فلما حُذِفَ الجارُّ نُصِب، أَو على تَقْديرِ يُذَكَّى مثل ذكاةِ أُمِّه، فحَذَفَ المَصْدرَ وصِفَتَه وأَقام المضاف إليه مُقامه، فلا بدَّ عنده من ذبح الجنِين إذا خرج حَيّاً، ومنهم من يَرْويه بنصب الذّكاتَيْن أَي ذَكُّوا الجنينَ ذكاةَ أُمِّه. ابن سيده: وذَكاءُ الحيوان ذبْحُه؛ ومنه قوله: يُذَكِّيها الأَسَلْ وقوله تعالى: وما أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ ما ذكَّيْتُمْ؛ قال أَبو إسحق: معناهُ إلاَّما أَدْرَكْتُمْ ذَكاتَه من هذه التي وصفنا.
وكلُّ ذَبْحٍ ذَكاةً.
ومعنى التَّذْكِية: أَنْ تُدْرِكَها وفيها بَقِيَّة تَشْخُب مَعَها الأَوْداج وتَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الذي أُدْرِكَتْ ذَكاتُه، وأَهل العلم يقولون: إن أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ قَطْعاً تخرج معه الحِشْوة فلا ذَكاةَ لذلك، وتأْويلُه أَن يصير في حالة ما لا يُؤثَِّرُ في حياته الذَّبْحُ.
وفي حديث الصيد: كُلْ ما أَمْسَكَتْ عَلَيْك كلابُكَ ذَكيٌّ وغيرُ ذَكيٍّ؛ أَراد بالذَّكيِّ ما أُمْسِكَ عليه فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه في الحَلْقِ واللَّبَّةِ، وأَراد بغير الذَّكيِّ ما زَهَقَتْ روحُه قبل أَن يُدْركَه فيُذَكِّيَهُ ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه.
وفي حديث محمد بن علي: ذَكاةُ الأَرض يُبْسُها؛ يريد طَهارَتَها من النَّجاسَةِ، جَعَلَ يُبْسَها من النجاسة الرَّطْبة في التَّطْهِير بمَنْزِلة تَذْكِيَةِ الشاةِ في الإحْلالِ لأَن الذبح يطهرها ويحلِّل أَكْلَها.
وأَصل الذكاة في اللغة كُلِّها إتْمامُ الشيء، فمن ذلك الذَّكاءُ في السِّنِّ والفَهْمِ وهو تمام السنِّ. قال: وقال الخليل الذَّكاءُ في السنِّ أَن يأْتي على قُرُوحه سَنَةٌ وذلك تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قال زهير: يُفَضّلُه، إذا اجْتَهِدُوا عليْهِ، تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ وجَدْيٌ ذَكيٌّ: ذَبيْحٌ؛ قال ابن سيده: وهذه الكلمة واويَّة، وأَما ذ ك ي فعدم، وقد ذَكَرْتُ أَن الذَّكِيَّة نادرٌ.
وأَذْكَيْتُ عليه العُيونَ إذا أَرْسَلْتَ عليه الطَّلائع؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذلي: وظَلَّ لنا يَومٌ، كأَنَّ أُوارَهُ ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَويلُ الفُروعُ، بعين مهملة: فُروعُ الجوزاء، وهي أَشدُّ ما يكون من الحرّ.
وذَكْوانُ: قبيلةٌ من سُلَيْم.
والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْح، واحِدَتُها ذَكْوانَةٌ. ابن الأَعرابي: الذَّكْوان شجر، الواحدةُ ذَكْوانَةٌ.
ومَذاكي السَّحابِ: التي مَطَرَتْ مَرَّة بعد أُخرى، الواحدة مُذْكِيَة؛ قال الراعي: وتَرْعى القَرارَ الجَوْ، حيثُ تَجاوَبَتْ مَذاكٍ وأَبْكارٌ، من المُزْنِ، دُلَّحُ وذَكْوانُ: اسْمٌ.
وذَكْوةُ: قَرْيةٌ؛ قال الراعي: يَبِتْنَ سجُوداً من نَهِيتِ مُصَدَّرٍ بذَكْوَةَ، إطْراقَ الظِّباءِ من الوَبلِ وقيل: هي مأسَدة في ديار قَيْسٍ.

شري (لسان العرب)
شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ واشْتَراهُ: باعَه. قال الله تعالى: ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، وقال تعالى: وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ؛ أَي باعوه.
وقوله عز وجل: أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى؛ قال أَبو إسحق: ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه، والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ. الجوهري في قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضلالةَ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحذفت، فاجتمع ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها ساكن؛ قال ابن بري: الصحيح في تعليله أَن الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين، قال: ويجمَع الشِّرى على أَشْرِبةٍ، وهو شاذّ، لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة. قال ابن بري: ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه.
وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل: شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ الشِّراءِ. أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قال الله عز وجل: ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا. الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن مُفَرِّع: شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا وقال أَيضاً: وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني، من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله: واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.
وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها. أَبو سعيد: يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد: وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبـ صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟ وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من الغنم أَي مِثْلَها.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في الصدقة: فلا يأْخذ إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ إبلهِ.
وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْواها.
وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال: له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ.
وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي. يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ.
وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي فرَساً خِياراً فائقاً.
وشَرَى المالِ وشَراتُه: خيارهُ.
والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد.
وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد شَرىً، مقصور.
وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قال القطامي: لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.
وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ.
ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إذا كثُر اضطرابهُ.
وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ.
وشَرِيَ البرق، بالكسر، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وقيل: اسْتَطارَ وتَفَرَّق في وجه الغَيْمِ؛ قال: أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ، يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا وكذلك اسْتَشْرَى؛ ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه: شَرِيَ بَشْرَى شَرىً.
واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه.
والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يقال: هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه.
وفي حديث عائشة في صفة أَبيها، رضي الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به، وقيل: هو مِنْ شَريَ البرقُ واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ.
ويقال: شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت وتابَعَت الهَمَلان.
وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرجل شَرىً واسْتَشرَى: غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر: باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ شَرِبَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ، ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لا يَتماسك.
والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا، وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل: ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد وثَمَنُها الجنة، وقوله تعالى: إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ؛ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو خارجيٌّ: رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ التهذيب: الشُّراةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا أنهم باعُوا أَنفسهم لله، وقيل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة، والواحد شارٍ، ويقال منه: تَشَرَّى الرجلُ.
وفي حديث ابن عمر: أنه جمع بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم عن طاعةِ الإمامِ؛ قال: وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها.
وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها؛ قال الشاعر: فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى والشِّرَى: يكون بيعاً واشْتِراءً.
والشارِي: المُشْتَرِي.
والشاري: البائِعُ. ابن الأَعرابي: الشراء، ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا، قال: أَهلُ نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قال: وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان فَتَكَلَّمْت عنهم.
وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَيْتُ الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه.
وروي بيت الأَعشى: شَراة الهِجانِ.
وقال الليث: شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ، قال أَبو تراب: سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ.
وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ، علي فعيل. ابن سيده: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي يَلِجُّ.
وشاراهُ مُشاراةً: لاجَّهُ.
وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي؛ المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، وقيل: لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ، فقلب إحدى الراءَيْن ياءً؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه الحديث الآخر: لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ، وقال ثعلب في قوله لا يُشارِي: لا يَستَشْري من الشَّرِّ، ولا يُمارِي: لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال: وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي، قال: لا يُشارِي من الشَّرِّ، قال: ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ ليست له فيه منفعة، ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ وقوله أَنشده ثعلب: إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه، إلى النارِ، يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ ابن سيده: لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله.
ويقال: لَحاه الله وشَراهُ.
وقال اللحياني: شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ وأَرْغَمَه.
والشَّرى: شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم، وقيل: هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد.
وقد شَرِيَ شَرىً، فهو شَرٍ على فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قال: والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد.
وتَشَرّى القومُ: تَفَرَّقوا.
واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ: عظُمت وتفاقَمَتْ.
وفي الحديث: حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم (* قوله «حتى شري أمرهما أي عظم إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه، والحديث الآخر حتى شري أمرهما وحديث أم زرع إلخ).
وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه.
وفَعَلَ به ما شراهُ أَي ساءَه.
وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قال ذو الرمة: يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ والشَّرى: الناحية، وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر، وقد يُمَدُّ، والقَصر أَعْلى، والجمع أَشْراءٌ.
وأَشْراه ناحيةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال: أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا، يومَ الفِراقِ، إلى أَحْبابِنا صورُ وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري، مِنْ حيثُ ما سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ (* قوله حوثما: لغة في حيثما). يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو.
والشَّرى: الطريقُ، مقصورٌ، والجمع كالجمع.
والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه، واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة: في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل؛ قال الأعلم الهذلي: على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّـ واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ وفي حديث أَنس في قوله تعالى: كشجرة خَبيثة، قال: هو الشَّرْيان؛ قال الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ.
وفي حديث لَقيط: أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرواية شَرْبة، بالباء الموحدة.
وقال أَبوحنيفة: يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ.
وقال أَبو حنيفة: الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ.
وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.
والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بفتح الشين وكسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحدته شِرْيانةٌ.
وقال أَبو حنيفة: نَبات الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وله أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ من الشِّرْيانِ، قال: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ كَبْداءُ، وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ وقال الآخر: سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها صِحابي، وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما المبرد: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها، فما كان منها في قُلَّة جبَلٍ فهو النَّبْعُ، وما كان في سَفْحِهِ فهو الشِّرْيان، وما كان في الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ.
والشِّرْياناتُ: عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره.
والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بالفتح والكسر: واحد الشَّرايين، وهي العُروقُ النَّابضَة ومَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابي: الشِّريان الشَّقُّ، وهو الثَّتُّ، وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة.
وأَشْرى حوضَه: مَلأَه وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها، وقيل: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها، ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا والشَّرى: موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ، يقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا أُسودُ الشَّرى؛ قال بعضهم: شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ، وقيل: هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ، وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قال الشاعر: أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ.
والشَّرى: طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ.
والشَّراةُ: موضِع.
وشِرْيانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذي الكلب: بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً، ببَطْنِ شِرْيانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ وشَراءٌ، وشَراءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب: تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ، فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ (* قوله «أطلال جمرة» هو بالجيم في المحكم).
وفي الحديث ذكر الشَّراةِ؛ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ، وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق، كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيده: وشَراوَةُ موضعٌ قريب من تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قال كثير عزة: تَرامى بِنا منها، بحَزْنِ شَراوَةٍ مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ وشَرَوْرى: اسم جبل في البادية، وهو فَعَوْعَل، وفي المحكم: شَرَوْرى جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبيد، وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه لم ينوّنه أَحد من العرب، ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه من الصرف.

بأس (لسان العرب)
الليث: والبَأْساءُ اسم الحرب والمشقة والضرب.
والبَأْسُ: العذاب.
والبأْسُ: الشدة في الحرب.
وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه: كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؛ يريد الخوف ولا يكون إِلا مع الشدَّة. ابن الأَعرابي: البأْسُ والبَئِسُ، على مثال فَعِلٍ، العذاب الشديد. ابن سيده: البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك، ولا بَأْسَ أَي لا خوف؛ قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ: يقولُ ليَ الحَدَّادُ، وهو يَقُودُني إِلى السِّجْنِ: لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس، فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً، أَلا ترى أَن فيها: وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشَّمْسِ فلولا أَن قوله من باس في حكم قوله من بأْس، مهموزاً، لما جاز أَن يجمع بين بأْس، ههنا مخففاً، وبين قوله ن الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً والثاني غير مردف.
والبَئِسُ: كالبَأْسِ.وإِذا قال الرجل لعدوّه: لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه، وهو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك، قال شاعرهم: شَرَيْنَا النَّوْمَ، إِذ غَضِبَتْت غَلاب، تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ: لَبَاتِ وقد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بلغتهم: لا بأْس؛ قال الأَزهري: كذا وجدته في كتاب شمر.
وفي الحديث: نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس، يعني الدنانير والدراهم المضروبة، أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها، إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها، وكره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى، وقيل: لأَن فيه إِضاعة المال، وقيل: إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً، فأَما للنفقة فلا، وقيل: كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً، وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه.
ورجلٌ بَئِسٌ: شجاع، بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زيد: بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً؛ حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز، فهو بَئِيسٌ، على فَعِيل، أَي شجاع.
وقوله عز وجل: سَتُدعَوْنَ إِلى قوم أُولي بَأْسِ شديد؛ قيل: هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر، رضي اللَّه عنه، في أَيام مُسَيْلمة، وقيل: هم هَوازِنُ، وقيل: هم فارس والروم.
والبُؤْسُ: الشدة والفقر.
وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إِذا افتقر واشتدت حاجته، فهو بائِسٌ أَي فقير؛ وأَنشد أَبو عمرو:وبيضاء من أَهلِ المَدينةِ لم تَذُقْ بَئِيساً، ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قال: وهو اسم وضع موضع المصدر؛ قال ابن بري: البيت للفرزدق، وصواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة؛ وقبله: إِذا شِئتُ غَنَّاني من العاجِ قاصِفٌ، على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفي حديث الصلاة: تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ؛ هو من البُؤْسِ الخضوع والفقر، ويجوز أَن يكون أَمراً وخبراً؛ ومنه حديث عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها؛ ومنه الحديث: كان يكره البُؤْسَ والتَّباؤُسَ؛ يعني عند الناس، ويجوز التَبَؤُسُ بالقصر والتشديد. قال سيبويه: وقالوا بُؤساً له في حد الدعاء، وهو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره.
والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازِم: فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ، والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ وقوله تعالى: أَخَذناهم بالبَأْساءِ والضَّرَّاءِ؛ قال الزجاج: البأْساء الجوع والضراء في الأَموال والأَنفس.
وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ؛ الأخيرة نادرة، قال ابن جني: هو. (* كذا بياض بالأصل.) كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم.
وأَبْأَسَ الرجلُ: حلت به البَأْساءُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها فأَبْأَسْت .* يومَ ذلك وابْنَما، (* كذا بياض بالأصل ولعل موضعه بنتاً.) والبائِسُ: المُبْتَلى؛ قال سيبويه: البائس من الأَلفاظ المترحم بها كالمِسْكين، قال: وليس كل صفة يترحم بها وإِن كان فيها معنى البائس والمسكين، وقد بَؤُسَ بَأْسَةٌ وبئِيساً، والاسم البُؤْسى؛ وقول تأَبط شرّاً:قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني، حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المساكينِ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس، ويجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه.
والبائس: الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به. ابن الأَعرابي: يقال بُوْساً وتُوساً وجُوْساً له بمعنى واحد.
والبأْساء: الشدة؛ قال الأَخفش: بني على فَعْلاءَ وليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجيء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد.
والبُؤْسَى: خلاف النُّعْمَى؛ الزجاج: البأْساءُ والبُؤْسى من البُؤْس، قال ذلك ابن دريد، وقال غيره: هي البُؤْسى والبأْساءُ ضد النُّعْمى والنَّعْماء، وأَما في الشجاعة والشدة فيقال البَأْسُ.
وابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس.
ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين؛ قال حسان بن ثابت: ما يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتِئِسٍ منه، وأَقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ أَي غير حزين ولا كاره. قال ابن بري: الأَحسن فيه عندي قول من قال: إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة، ومنه قوله سبحانه: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يفعلون؛ أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم، فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره، وإِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه، وليس اشتدّ بمعنى كره.
ومعنى بيت حسان أَنه يقول: ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به وشاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه، ويجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط ولا مُشتَدٍّ أَمره عليّ؛ وبعده: لقد عَلِمْتُ بأَني غالي خُلُقي على السَّماحَةِ، صُعْلوكاً وذا مالِ والمالُ يَغْشَى أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ، كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالي والطبَّاخُ: القوّة والسِّمَنُ.
والدِّنْدنُ: ما بَليَ وعَفِنَ من أُصول الشجر.
وقال الزجاج: المُبْتَئِسُ المسكين الحزين، وبه فسر قوله تعالى: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَعْمَلون؛ أَي لا تَحْزَن ولا تَسْتَكِنْ. أَبو زيد: وابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه؛ قال لبيد: في رَبْرَبٍ كَنِعاج صا رَةَ يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا وفي الحديث في صفة أَهل الجنة: إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا؛ بَؤُس يَبْؤُس، بالضم فيهما، بأْساً إِذا اشتد.
والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين.
والبَؤُوس: الظاهر البُؤْسِ.
وبِئْسَ: نَقيضُ نِعْمَ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها فسره فقال: يصف زِماماً، وبئسما دأَبت (* قوله «وبئسما دأبت» كذا بالأصل ولعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ.) أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت، قال لم يسمع إِلا في هذا البيت.
وبئس: كلمة ذم، ونِعْمَ: كلمة مدح. تقول: بئس الرجلُ زَيدٌ وبئست المرأَة هِنْدٌ، وهما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما، فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً، فنقلا إِلى المدح والذم فشابها الحروف فلم يتصرفا، وفيهما لغات تذكر في ترجمة نعم، إِن شاء اللَّه تعالى.
وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ؛ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم، وهو ضد نعم في المدح، قال الزجاج: بئس ونعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم، إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس، وإِنما كانتا كذلك لآن نعم مستوفية لجميع المدح، وبئس مستوفية لجميعي الذم، فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه، وإِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف ولام فهو نصب أَبداً، فإِذا كانت فيه الأَلف واللام فهو رفع أَبداً، وذلك قولك نعم رجلاً زيد ونعم الرجل زيد وبئس رجلاً زيد وبئس الرجل زيد، والقصد في بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس، وهذا قول الخليل، ومن العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز وجل: ولبئسما شَرَوْا به أَنفسهم.
وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِيَ ولكنه أُنْسِيَ.
والعرب تقول: بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا، إِذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل: بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم الناس؛ وروى جميع النحويين: بئسما تزويجٌ ولا مَهْر، والمعنى فيه: بئس تزويج ولا مهر؛ قال الزجاج: بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس.
وفي التنزيل العزيز: بعَذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقُون؛ قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة: بعذابٍ بَئِيسٍ، علة فَعِيلٍ، وقرأَ ابن كثير: بِئِيس، على فِعِيلٍ، وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ ابن عامر: بِئْسٍ، علة فِعْلٍ، بهمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة: بِيْسٍ، بغير همز. قال ابن سيده: عذاب بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شديد، وأَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ، وإِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وبابهما يوجهان العلة (* قوله «يوجهان العلة إلخ» كذا بالأصل.) وإِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة وكثيرة الانقلاب عن حرف العلة، فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف والعوض.
وبيس كخِيس: يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك، وليس بشيء.
وبَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ وهذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ.
والأَبْؤُسُ: جمع بَؤُسٍ، من قولهم يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ.
والأَبْؤُسُ أَيضاً: الداهية.
وفي المثل: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً.
وقد أَبْأَسَ إبْآساً؛ قال الكميت: قالوا: أَساءَ بنوكُرْزٍ، فقلتُ لهم: عسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ قال ابن بري: الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس، وهو بمعنى الأَبْؤُس (* قوله «وهو بمعنى الأبؤس» كذا بالأصل ولعل الأولى بمعنى البؤس.) لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ، وباب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ. يقال: بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إِذا اشتدّ، قال: وأَما قوله والأَبْؤُسُ الداهية، قال: صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد، وكذلك هو في قول الزَّبَّاءِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره، وهو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قال ابن الكلبي: التقدير فيه: عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً، قال: وهو جمع بَأْسٍ ولم يقل جمعُ بُؤْسٍ، وذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها: ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك، فقالت: عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ، وعسى ههنا إِشفاق؛ قال سيبويه: عسى طمع وإِشفاق، يعني أَنها طمع في مثل قولك: عسى زيد أَن يسلم، وإِشفاق مثل هذا المثل: عسى الغوير أَبؤُساً، وفي مثل قول بعض أَصحاب النبي؛ صلى اللَّه عليه وسلم: عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه، فهذا إِشفاق لا طمع، ولم يفسر معنى هذا المثل ولم يذكر في أَي معنى يتمثل به؛ قال ابن الأَعرابي: هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر، ويشهد بصحة قوله قول عمر، رضي اللَّه عنه، لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، وذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ؛ وقال الأَصمعي: هو مثل لكل شيء يخاف أَن يَأْتي منه شر؛ قال: وأَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً؛ هو جمع بأْس، وانتصب على أَنه خبر عسى.
والغُوَيْرُ: ماء لكَلْبٍ، ومعنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ.

خلل (لسان العرب)
الخَلُّ: معروف؛ قال ابن سيده: الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح.
وفي الحديث: نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ، واحدته خَلَّة، يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه؛ قال اللحياني: قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم، قال: فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من الخَلِّ أَم هي لغة فيه كخَمْر وخَمْرة، ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قال: رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه، فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال والخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، وقيل: الخَلُّ الخمرة الحامضة، وهو القياس؛ قال أَبو ذؤيب: عُقارٌ كماء النِّيءِ ليست بِخَمْطَة، ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها ويروى: فجاء بها صفراء ليست؛ يقول: هي في لون ماء اللحم النِّيءِ، وليست كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك بعد، ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر حتى كادت تصير خَلاًّ. اللحياني: يقال إِن الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا خَلَّة أَي ليست بحامضة، والخَمْطَة: التي قد أَخَذَت شيئاً من ريح كريح النَّبِقِ والتُّفَّاح، وجاءنا بلبن خامطٍ منه، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة، وجمعها خَلٌّ؛ قال المتنخل الهذلي: مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست، إِذا دِيفَتْ، من الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة: فَسَدت وحَمُضَت.
وخَلَّلَ الخمرَ: جعلها خَلاًّ.
وخَلَّل البُسْرَ: جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ ثم جعله في جَرَّة.
والخَلُّ: الذي يؤتدم به؛ سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ الحَلاوة.
والتَّخْليل: اتخاذ الخَلِّ. أَبو عبيد: والخَلُّ والخَمْر الخير والشر.
وفي المثل: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده؛ قال النمر بن تولب يخاطب زوجته: هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه، والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع ويروى: التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت؛ وبعد هذا البيت بأَبيات: لا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه، وإِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذلك فاجزَعي وسئل الأَصمعي عن الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال: الخَمْرُ الخير والخَلُّ الشر.
وقال أَبو عبيدة وغيره: الخَلُّ الخير والخمر الشر.
وحكى ثعلب: ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا شر.
والاختلال: اتخاذ الخَلِّ. الليث: الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب والتمر؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صار خَلاًّ، وكلامهم الجيِّد: خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار خَلاًّ. اللحياني: يقال شَرابُ فلان قد خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً، قال: وكذلك كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل.
والخَلاَّل: بائع الخَلِّ وصانِعُه.
وحكى ابن الأَعرابي: الخَلَّة الخُمْرة الحامضة، يعني بالخُمْرة الخمير، فرُدَّ ذلك عليه، وقيل: إِنما هي الخَمْرة، بفتح الخاء، يعني بذلك الخَمْر بعينها.
والخَلُّ أَيضاً: الحَمْض؛ عن كراع؛ وأَنشد: ليست من الخَلِّ ولا الخِمَاط والخُلَّة: كل نَبْت حُلْو؛ قال ابن سيده: الخُلَّة من النبات ما كانت فيه حلاوة من المَرْعى، وقيل: المرعى كله حَمْض وخُلَّة، فالحَمْض ما كانت فيه ملوحة، والخُلَّة ما سوى ذلك؛ قال أَبو عبيد: ليس شيء من الشجر العظام بحَمْض ولا خُلَّة، وقال اللحياني: الخُلَّة تكون من الشجر وغيره، وقال ابن الأَعرابي: هو من الشجر خاصة؛ قال أَبو حنيفة: والعرب تسمي الأَرض إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها من النبات شيء يقولون: عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً؛ وقال ابن شميل: الخُلَّة إِنما هي الأَرض. يقال: أَرْضٌ خُلَّة.
وخُلَلُ الأَرضِ: التي لا حَمْض بها، قال: ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر؛ وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها، وربما كان بها عِضاهٌ، وربما لم يكن، ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر وهي جُرُز من الأَرض قلت: إِنها لَخُلَّة؛ وقال أَبو عمرو: الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة، والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة؛ وقال الكميت: صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه، لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، من حَمْضه، الخُلَل والعرب تقول: الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِيصها، وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة.
وقوم مُخِلُّون: إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة.
وبَعيرٌ خُلِّيٌّ، وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة: تَرْعى الخُلَّة.
وفي المثل: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى حال. قال ابن دريد: هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ وقال أَبو عمرو في قول الطرماح: لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلْـ ـلَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يقول: إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، ويقول: من جاء مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض، والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة، وتضرب الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب.
وقال اللحياني: جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ.
وأَرض مُخِلَّة: كثيرة الخُلَّة ليس بها حَمْض.
وأَخَلَّ القومُ: رعت إِبلُهم الخُلَّة.
وقالت بعض نساء الأَعراب وهي تتمنى بَعْلاً: إِن ضَمَّ قَضْقَض، وإِن دَسَر أَغْمَض، وإِن أَخَلَّ أَحْمَض؛ قالت لها أُمها: لقد فَرَرْتِ لي شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تقول: إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر؛ وقول العجاج: جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا، ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم؛ وقال ابن سيده: معناه أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه؛ يُضْرب ذلك للرجل يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فيلقى من هو أَشد منه.
ويقال: إبل حامضة وقد حَمَضَتْ هي وأَحْمَضتها أَنا، ولا يقال إِبل خالَّة.
وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها خَلاًّ وأَخَلَّها: حَوَّلها إِلى الخُلَّة، وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في الخُلَّة.
واخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ في الخُلَّة؛ قال أَبو منصور: من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان، ولا تكون الحُلَّة إِلا من العُرْوة، وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً للنَّعْم إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب.
والعَرْفَج والحِلَّة: من الخُلَّة أَيضاً. ابن سيده: الخُلَّة شجرة شاكة، وهي الخُلة التي ذكرتها إِحدى المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت: مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة، فقالت لها ابنة الخُسِّ: سريعة الدِّرَّة والجِرَّة.
وخُلَّة العَرْفَج: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه.
والخَلَل: مُنْفَرَج ما بين كل شيئين.
وخَلَّل بينهما: فَرَّج، والجمع الخِلال مثل جَبَل وجبال، وقرئ بهما قوله عز وجل: فترى الوَدْق يخرج من خِلاله، وخَلَله.
وخَلَلُ السحاب وخِلالُه: مخارج الماء منه، وفي التهذيب: ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر. قال ابن سيده في قوله: فترى الودق يخرج من خِلاله، قال: قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع عليه، قال: وقد روي عن الضحاك أَنه قرأَ: فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه، وهي فُرَجٌ في السحاب يخرج منها. التهذيب: الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع، وهي الفُرْجة في الخُصِّ.
وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة.
والخَلَل: الفُرْجة بين الشيئين.
والخَلَّة: الثُّقْبة الصغيرة، وقيل: هي الثُّقْبة ما كانت؛ وقوله يصف فرساً: أَحال عليه بالقَناةِ غُلامُنا، فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس يعدو وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه، وقيل: يعدو وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما بنفسه.
وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم.
وخِلالُ الدار: ما حوالَيْ جُدُرها وما بين بيوتها.
وتَخَلَّلْتُ ديارهم: مَشَيت خِلالها.
وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فيه.
وفي التنزيل العزيز: فجاسُوا خِلالَ الدِّيار.
وقال اللحياني: جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين البيوت ووسط الدور، قال: وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم.
وفي التنزيل العزيز: ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ؛ قال الزجاج: أَوْضَعْت في السير إِذا أَسرعت فيه؛ المعنى: ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم، وقال أَبو الهيثم: أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة، وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم.
وقال ابن الأَعرابي: ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار.
وتَخَلَّل القومَ: دخل بين خَلَلهم وخِلالهم؛ ومنه تَخَلُّل الأَسنان.
وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء الصِّرام، واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة؛ وقال أَبو حنيفة: هي ما يبقى في أُصول السَّعَف من التمر الذي ينتثر، وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء، فإِذا فعل ذلك قال: تَخَلَّلت.
وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء: أَسال الماء بينها في الوضوء، وكذلك خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه.
وفي الحديث: خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها، وفي رواية: خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار.
وفي الحديث: رَحِم الله المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام؛ التخليل: تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين والرجلين في الوضوء، وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء، وهو وسَطُه.
وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ، فهو مَخْلول وخَلِيل، وتَخَلَّله: ثَقَبه ونَفَذَه، والخِلال: ما خَلَّه به، والجمع أَخِلَّة.
والخِلال: العود الذي يُتَخَلَّل به، وما خُلَّ به الثوب أَيضاً، والجمع الأَخِلَّة.
وفي الحديث: إِذا الخِلال نُبَايِع.
والأَخِلَّة أَيضاً: الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت.
والخِلال: عود يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ؛ قال امرؤ القيس: فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه، كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ، وقيل: خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود.
وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه، وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه.
ويقال: خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ، فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال.
وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ وقوله يصف بقراً: سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً، ما يُخَلُّ لهنَّ عُود (* قوله «سمعن بموته إلخ» أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر). إنما أَراد: لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً؛ وقبل هذا البيت: أَلا هلك امرؤ قامت عليه، بجنب عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد: ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود، قال: وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر.
وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد، ومنه: خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به.
والخَلُّ: خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال؛ وقال: سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ، وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلاًّ قال ابن بري: قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل، وخَلاًّ، الأَخير: الذي يُصْطَبَع به، يريد: سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك في هذا الموضع من الرمل. الجوهري: الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث، يقال حَيَّةُ خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة. ابن سيده: الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال المتراكمة؛ قال: أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً، إِنِّي لأُزْرِي عليها، وهي تَنْطَلِقُ قال: سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ.
وتَخَلَّل الشيءُ أَي نَفَذ، وقيل: الخَلُّ الطريق بين الرملتين، وقيل: هو طريق في الرمل أَيّاً كان؛ قال: من خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال.
والخَلَّة: الرملة اليتيمة المنفردة من الرمل.
وفي الحديث: يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل وطريق بينهما، قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي أَخَذَ مخيط ما بينهما، خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة، ورواه بعضهم بالحاء المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته.
واخْتَلَّه بسهم: انْتَظَمه.
واخْتَلَّه بالرمح: نَفَذه، يقال: طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته؛ قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ، لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ وتَخَلَّله به: طعنه طعنة إِثر أُخرى.
وفي حديث بدر: وقتِل أُمَيَّة بن خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا أَن يضربوه بها ضرباً.
وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل: غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ.
والخَلَل: الفساد والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا أُحْكِم.
وفي رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق.
وفي حديث المقدام: ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بي أَي أَوهنتموني ولم تعينوني.
والخَلَل في الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن والفساد.
وأَمر مُخْتَلٌّ: واهن.
وأَخَلَّ بالشيء: أَجْحَف.
وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره: غاب عنه وتركه.
وأَخَلَّ الوالي بالثغور: قَلَّل الجُنْدَ بها.
وأَخَلَّ به: لم يَفِ له.
والخَلَل: الرِّقَّة في الناس.
والخَلَّة: الحاجة والفقر، وقال اللحياني: به خَلَّة شديدة أَي خَصَاصة.
وحكي عن العرب: اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه.
ويقال في الدعاء للميت: اللهم اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك، وأَصله من التخلل بين الشيئين؛ قال ابن بري: ومنه قول سلمى بنت ربيعة: زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ، يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي: يقال للرجل إِذا مات له ميت: اللهم اخْلُفْ على أَهله بخير واسْدُدْ خَلَّته؛ يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي أَبقاه في أُموره؛ وقال أَوس: لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي الـ فُقُودُ، ولا خَلَّةُ الذاهب أَراد الثُّلْمة التي ترك، يقول: كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ خَلَّته.
وفي حديث عامر بن ربيعة: فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احتجنا إِليها (* قوله «أَي احتجنا إِليها» أَي فاصل الكلام اختللنا إِليها فحذف الجار وأوصل الفعل كما في النهاية) وطلبناها.
وفي المثل: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السرقة.
وخَلَّ الرجلُ: افتقر وذهب مالُه، وكذلك أُخِلَّ به.
وخَلَّ الرجلُ إِذا احتاج.
ويقال: اقْسِمْ هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر.
ويقال: فلان ذو خَلَّة أَي محتاج.
وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور؛ قاله ابن الأَعرابي.
وفي الحديث: اللهم سادّ الخَلَّة؛ الخَلَّة، بالفتح: الحاجة والفقر، أَي جابرها.
ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ: مُعْدِم فقير محتاج؛ قال زهير: وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ، يقول: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ قال: يعني بالخَلِيل المحتاج الفقير المُخْتَلَّ الحال، والحَرِم الممنوع، ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل كَبِد وكِبْد؛ ومثله قول أُمية:ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم، ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم قال ابن دريد: وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج.
وحكى اللحياني: ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه، وقال: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر.
واخْتَلَّ إِلى كذا: احتاج إِليه.
وفي حديث ابن مسعود: تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج الناس إِلى ما عنده؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وما ضَمَّ زيدٌ، من مُقيم بأَرضه، أَخَلَّ إِليه من أَبيه، وأَفقرا أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى كذا احتاج، لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه.
والخَلَّة: كالخَصْلة، وقال كراع: الخَلَّة الخصلة تكون في الرجل.
وقال ابن دريد: الخَلَّة الخصلة. يقال: في فلان خَلَّة حسنة، فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة، وقد يجوز أَن يكون مَثَّل بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة.
وفي التهذيب: يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة سيئة، والجمعِ خلال.
ويقال: فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال، وهي الخِصال.
وخَلَّ في دعائه وخَلَّل، كلاهما: خَصَّص؛ قال: قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ، وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاًّ وقال: كأَنَّك لم تَسمع، ولم تكُ شاهداً، غداةَ دعا الداعي فعمَّ وخَلَّلا وقال أُفْنون التَّغْلَبي: أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ في سَراتهم: أَنَّ الفؤاد انطوى منهم على دَخَن قال ابن بري: والذي في شعره: أَبلغ حبيباً؛ وقال لَقِيط بن يَعْمَر الإِيادي: أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتم: أَني أَرى الرأْيَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا وقال أَوس: فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَيَّرتهم فيما أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك، أَعُمُّ بخير صالحٍ وأُخَلِّل قال ابن بري: صواب إِنشاده: بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك، بالفاء ونصب الدال.
وخلَّل، بالتشديد، أَي خَصَّص؛ وأَنشد: عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع، فَأَصبحوا أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً.
والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته، وجمعها خِلال، وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛ وقال النابغة الجعدي: أَدُوم على العهد ما دام لي، إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء، عند البَلا ءِ والرُّزْء، أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته كأَبي مَرْحَب؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب.وأَبو مَرْحَب: كنية الظِّل، ويقال: هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب.
والخِلال والمُخالَّة: المُصادَقة؛ وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً؛ قال امرؤ القيس: صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى، ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل: لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة، قال الزجاج: يعني يوم القيامة.
والخُلَّة الصَّداقة، يقال: خالَلْت الرجلَ خِلالاً.
وقوله تعالى: مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا بَيْع فيه ولا خِلال؛ قيل: هو مصدر خالَلْت، وقيل: هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال.
والخِلُّ: الوُدُّ والصَّدِيق.
وقال اللحياني: إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة، كلاهما بالكسر، أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ؛ وأَما قول الهذلي: إنَّ سَلْمى هي المُنى، لو تَراني، حَبَّذا هي من خُلَّة، لو تُخالي إِنما أَراد: لو تُخالِل فلم يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء.
وفي الحديث: إِني أَبرأُ إِلى كل ذي خُلَّة من خُلَّته؛ الخُلَّة، بالضم: الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَي في باطنه.
والخَلِيل: الصَّدِيق، فَعِيل بمعنى مُفَاعِل، وقد يكون بمعنى مفعول، قال: وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى، فليس فيها لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة، وهذه حال شريفة لا ينالها أَحد بكسب ولا اجتهاد، فإِن الطباع غالبة، وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين؛ ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من الخَلَّة، وهي الحاجة والفقر، أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد غير الله عز وجل، وفي رواية: أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته، بفتح الخاء (* قوله «بفتح الخاء إلخ» هكذا في الأصل والنهاية، وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء: يعني من خلته) وكسرها، وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل؛ ومنه الحديث: لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً، والحديث الآخر: المرء بخَلِيله، أَو قال: على دين خَليله، فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل؛ ومنه قول كعب بن زهير: يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ موعودَها، أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة: الصديق، الذكر والأُنثى والواحد والجمع في ذلك سواء، لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة؛ وقال أَوْفى بن مَطَر المازني: أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً: بأَنَّ خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه، وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال ومثله: أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما، إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن العهد: فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها؛ وفي الحديث الآخر: فيُفَرِّقها في خلائلها، جمع خَليلة، وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس: لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً؛ قال: ويجوز أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة، ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم، وقد ثَنَّى بعضهم الخُلَّة.
والخُلَّة: الزوجة، قال جِران العَوْد: خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ، فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن التزوج خُلَّة أَيضاً. التهذيب: فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر والمؤنث.
والخِلُّ: الودّ والصديق. ابن سيده: الخِلُّ الصَّديق المختص، والجمع أَخلال؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي، وأَخْدانُك اللائي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى: يُزَيَّنَّ.
ويقال: كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا وخُلاًّ؛ قال اللحياني: كسر الخاء أَكثر، والأُنثى خِلٌّ أَيضاً؛ وروى بعضهم هذا البيت هكذا: تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ، كأَنه قال: تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك؛ ومن رواه بمكان حِلٍّ، فحِلّ ههنا من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال.
والخَلِيل: كالخِلِّ.
وقولهم في إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: خَلِيل الله؛ قال ابن دريد: الذي سمعت فيه أَن معنى الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها، قال: ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في القرآن، يعني قوله: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛ والجمع أَخِلاّء وخُلاّن، والأُنثى خَلِيلة والجمع خَلِيلات. الزجاج: الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل.
وقوله عز وجل: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛ أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها؛ قال: وجائز أَن يكون معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه، قال: وقيل للصداقة خُلَّة لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه. الجوهري: الخَلِيل الصديق، والأُنثى خَلِيلة؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: بأَصدَقَ بأْساً من خَلِيل ثَمِينةٍ، وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جعله خَلِيلها لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر: لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني هَمِّي، وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرجل: قلبُه، عن أَبي العَمَيْثَل، وأَنشد: ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله، من بين قائم سيفه والمِعْصَم قال الأَزهري في خطبة كتابه: أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي الفقيه أَنه قال: كان الليث بن المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم يَفْرُغ من كتابه، فأَحب الليث أَن يُنَفِّق الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى لسانه الخليل، قال: فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت الخليل بن أَحمد وأَخبرني الخليل بن أَحمد، فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه، وإِذا قال: قال الخليل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه، قال: وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من قِبَل خَلِيل الليث. ابن الأَعرابي: الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل الناصح والخَلِيل الرفيق، والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل الرُّمْح والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم، وهو المخلول والخَلُّ أَيضاً؛ قال لبيد: لما رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله، من بين قائم سيفه والمِحْمَل صُبْح: كان من ملوك الحبشة، وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نفسه ظَهِر؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي: إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له، أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال: الخَلِيل هنا الأَنف. التهذيب: الخَلُّ الرجل القليل اللحم، وفي المحكم: الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل.
وقال ابن دريد: الخَلُّ الخفيف الجسم؛ وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى الشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبَّطَ شَرًّا: فاسْقِنيها، يا سَواد بنَ عمرو، إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ الصحاح: بعد خالي لَخَلُّ، والأُنثى خَلَّة. خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلُولاً واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف، وذلك في الهُزال خاصة.
وفلان مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف الجسم.
والخَلُّ: الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم.
واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل، وأَما ما جاء في الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول، فقيل هو الهزيل الذي قد خَلَّ جسمُه، ويقال: أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا يرتضع فيُهْزَل لذلك؛ وفي التهذيب: وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع أُمه فتُهْزَل، قال: وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمين ضدّ المهزول.
والمهزول: هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ، والأَصح في الحديث أَنه المشقوق اللسان لئلا يرضع، ذكره ابن سيده.
ويقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقيق الجسم. ابن الأَعرابي: الخَلَّة ابنة مَخاض، وقيل: الخَلَّة ابن المخاض، الذكر والأُنثى خَلَّة (قوله «وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة» هكذا في النسخ، وفي القاموس: والخل، ابن المخاض، كالخلة، وهي بهاء أَيضاً).
ويقال: أَتى بقُرْصة كأَنه فِرْسِن خَلَّة، يعني السمينة.
وقال ابن الأَعرابي: اللحم المخلول هو المهزول.
والخَلِيل والمُخْتَل: كالخَلِّ؛ كلاهما عن اللحياني.
والخَلُّ: الثوب البالي إِذا رأَيت فيه طُرُقاً.
وثوب خَلٌّ: بالٍ فيه طرائق.
ويقال: ثوب خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه رِقَّة. ابن سيده: الخَلُّ ابن المخاض، والأُنثى خَلَّة.
وقال اللحياني: الخَلَّة الأُنثى من الإِبل.
والخَلُّ. عِرْق في العنق متصل بالرأْس؛ أَنشد ابن دريد: ثمَّ إِلى هادٍ شديد الخَلِّ، وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ والخِلَل: بقية الطعام بين الأَسنان، واحدته خِلَّة، وقيل: خِلَلة؛ الأَخيرة عن كراع، ويقال له أَيضاً الخِلال والخُلالة، وقد تَخَلَّله.
ويقال: فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل، وهو مثل.
ويقال: وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت.
وقال ابن بزرج: الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام، والخِلال ما أَخرجته به؛ وأَنشد: شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل، على ثَناياه من اللحم خِلَل والخُلالة، بالضم: ما يقع من التخلل، وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل.
وفي الحديث: التَّخَلُّل من السُّنَّة، هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام.
والمُخْتَلُّ: الشديد العطش.
والخَلال، بالفتح: البَلَح، واحدته خَلالة، بالفتح؛ قال شمر: وهي بِلُغة أَهل البصرة.
واخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل؛ حكاه أَبو عبيد؛ قال الجوهري: وأَنا أَظنه من الخَلال كما يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب.
وفي حديث سنان بن سلمة: إِنا نلتقط الخَلال، يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه.
والخِلَّة: جفن السيف المُغَشَّى بالأَدَم؛ قال ابن دريد: الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف تنقش بالذهب وغيره، والجمع خِلَل وخِلال؛ قال ذو الرمة: كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب وقال آخر: لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل، يلوحُ كأَنه خِلَل وقال عَبِيد بن الأَبرص الأَزدي: دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الدهـ ر، فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التهذيب: والخِلَل جفون السيوف، واحدتها خِلَّة.
وقال النضر: الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن تُرى من خارج، واحدتها خِلَّة، وهي نقش وزينة، والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف خَلاَّلاً.
وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه، فروى عن ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف من ذلك؛ وأَما قوله: إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة، بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه قال ابن سيده: زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن السيف، قال: ولا أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة، لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر على أَفْعِلة، هذا خطأٌ، قال: فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على خِلال كطِبَّة وطِباب، وهي الطريقة من الرمل والسحاب، ثم تُكَسَّر خِلال على أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع؛ قال: وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة السيف فيكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف وقياسها المعروف، إِلا أَني لا أَعرف الخِلال لغة في الخِلَّة، وكل جلدة منقوشة خِلَّة؛ ويقال: هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي القوس. ابن سيده: الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس.
وقوله في الحديث: إِن الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل الباقرةُ الكلأَ بلسانها؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا.
والخَلْخَل والخُلْخُل من الحُلِيِّ: معروف؛ قال الشاعر: بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل وقال: ملأى البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ للضرورة.
والخَلْخالُ: كالخَلْخَل.
والخَلْخَل: لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه، واحد خَلاخِيل النساء، والمُخَلْخَل: موضع الخَلْخال من الساق.
والخَلْخال: الذي تلبسه المرأَة.
وتَخَلْخَلَت المرأَةُ: لبست الخَلْخال.
ورمل خَلْخال: فيه خشونة.
والخَلْخال: الرمْل الجَرِيش؛ قال: من سالكات دُقَق الخَلْخال (* قوله «من سالكات إلخ» سبق في ترجمة دقق وسهك: بساهكات دقق وجلجال) وخَلْخَل العظمَ: أَخذ ما عليه من اللحم.
وخَلِيلانُ: اسمٌ رواه أَبو الحسن؛ قال أَبو العباس: هو اسم مُغَنٍّ.