عشماوي
 
هيئة التحرير  ||  اتصل بنا  ||  عن الباحث العربي  ||  الرئيسية


الباحث العربي
       Add to Google

المصدر: لسان العرب مقاييس اللغة الصّحّاح في اللغة القاموس المحيط العباب الزاخر
 


المفردات ذات الصلة فضح فضح فضح ضحح فَضَحَهُ غمد الشَّنَارُ خَزِيَ الشَّناعَةُ حجف الشَّيْخُ دحس خصف قوس فرث



فضح (لسان العرب)
الفَضْحُ: فعلُ مجاوز من الفاضح إِلى المَفْضُوح، والاسم الفَضِيحةُ، ويقال للمُفْتَضِح: يا فَضُوح؛ قال الراجز: قومٌ، إِذا ما رَهِبُوا الفَضائِحا على النساءِ، لَبِسُوا الصَّفائِحا ويقال: افْتَضَحَ الرجلُ يَفْتَضِحُ افْتِضاحاً إِذا ركب أَمراً سَيِّئاً فاشتهر به.
ويقال للنائم وقت الصباح. فَضَحك الصُّبح فقُمْ معناه أَن الصُّبح قد استنار وتبين حتى بَيَّنك لمن يَراك وشَهَرَكَ.
وقد يقال أَيضاً: فَصَحك الصبح، بالصاد، ومعناهما مقارب؛ وفي الحديث: أَن بلالاً أَتى ليُؤَذِّنَ بالصبح فَشَغَلَت عائشةُ بلالاً حتى فَضَحَه الصبح أَي دَهَمَتْه فُضْحةُ الصُّبح، وهي بياضه؛ وقيل: فَضَحَه كشفه وبَيَّنَه للأَعْيُن بضوئه، ويروى بالصاد المهملة، وهو بمعناه؛ وقيل معناه: إِنه لما تبين الصبح جِدًّا ظهرت غفلته عن الوقت فصار كما يَفْتَضح بعيب ظهر منه.
وفضَحَ
الشيءَ يَفْضَحُه فَضْحاً فافْتَضَح إِذا انكشفت مساويه، والاسم الفَضاحَة والفُضُوحُ والفُضُوحَة والفَضِيحة.
ورجل فَضَّاحٌ وفَضُوح: يَفْضَحُ الناسَ.
وفَضَحَ
القمرُ النجومَ: غلب ضوءُه ضوءَها فلم يتبين.
وفَضَّحَ
الصُّبْحُ وأَفْضَحَ: بدا.
والأَفْضَحُ
الأَبيضُ، وليس بشديد البياض؛ قال ابن مقبل: فأَضْحَى له جُلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمةٍ، أَجَشُّ سِماكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْضَحُ الأَجَشُّ: الذي في رعده غِلَظٌ.
والسِّماكِيّ: الذي مُطِرَ بِنَوْءِ السِّماكِ.
وشُرمة: موضع بعينه.
وأَكنافها: نواحيها.
والجُلْب: السحابُ.
والاسم الفُضْحةُ؛ وقيل: الفُضْحة والفَضَحُ غُبْرَةٌ في طُحلةِ يخالطها لونٌ قبيح يكون في أَلوان الإِبل والحمام، والنعت أَفْضَحُ وفَضْحاءُ، وهو أَفْضَحُ وقد فَضِحَ فَضَحاً.
والأَفْضَحُ الأَسد للونه، وكذلك البعير، وذلك من فَضَحِ اللونِ. قال أَبو عمرو: سأَلت أَعرابيّاً عن الأَفْضَح، فقال: هو لون اللحم المطبوخ.
وأَفْضَحَ
البُسْرُ إِذا بدت الحمرة فيه.
وأَفْضَح
النخل: احمرَّ واصفرَّ؛ قال أَبو ذؤَيب الهذلي: يا هلْ رأَيتَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً، كالنخل، زَيَّنَها. يَنْعٌ وإِفْضاحُ وسئل بعضُ الفقهاء عن فضِيح البُسْر، فقال: ليس بالفَضِيح ولكنه الفَضُوح؛ أَراد أَنه يُسْكِر فَيَفضَحُ شاربه إِذا سكر منه.
والفَضِيحة: اسم من هذا لكل أَمر سَيّءٍ يَشْهَرُ صاحبَه بما يسوءُ.

فضح (الصّحّاح في اللغة)
 فَضَحَهُ، فافْتَضَحَ، إذا كشف مَساوِيَه.
والاسم الفَضيحةُ والفُضوحُ.
وفَضَّحَ
الصبحُ وأفْضَحَ، إذا بدا.
وأفْضَحَ
البُسْرُ، إذا بدت فيه حمرةٌ. قال الشاعر أبو ذؤيب:

كالنخلِ زَيَّنها يَنْعٌ وإفْـضـاحُ    يا هل رأيتَ حُمُولَ الحَيِّ غادِيةً

والأَفْضَحُ:
الأبيض وليس بالشديد البياض.
وقيل: الفَضَحُ غُبرةٌ في طُحْلَة.
والأَفْضَحُ
الأسد، وكذلك البعير، وذلك من فَضَحِ اللون.
فضح (مقاييس اللغة)

الفاء والضاد والحاء كلمتان متقاربتان تدلُّ إحداهما على انكشافِ شيء، ولا يكاد يُقال إلاّ في قبيح، والأخرى على لونٍ غير حسنٍ أيضاً.فالأوَّل قولهم: أفْضَح الصُّبح وفَضَّح، إذا بدا. ثم يقولون في التَّهتُّك: الفُضوح. قالوا: وافْتَضَح الرّجُل*، إذا انكشفتْ مساوِيه.وأمَّا اللَّون فيقولون: إِنَّ الفَضَح: غُبْرَةٌ في طُحْلة؛ وهو لَوْنٌ قبيح .
وأفْضحَ
البُسر، إذا بدَتْ منه حمرةٌ.
ويقولون: الأفْضَح: الأسَد، وكذلك البعير، وذلك من فَضَحِ اللَّون.

ضحح (لسان العرب)
الضِّحُّ: الشمس، وقيل: هو ضوؤها، وقيل: هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض، وقيل: هو قَرْنُها يصيبك، وقيل: كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ؛ وفي الحديث: لا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بين الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشيطان أَي نصفه في الشمس ونصفه في الظل؛ قال ذو الرمة يصف الحِرْباء: غدا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه، من الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ، أَخْضَرُ أَي واستقباله عينَ الشمس. الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الضِّحُّ نقيض الظل، وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأَرض، والشمس هو النور الذي في السماء يَطْلُعُ ويَغْرُب، وأَما ضوؤه على الأَرض فضِحٌّ؛ قال: وأَصله الضِّحْيُ فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها، وقالوا الضِّحُّ، قال: ومثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ، من القِنْيَةِ؛ ومن أَمثال العرب: جاء بالضِّحِّ والرّيحِ.
وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبين؛ قال الأَصمعي: هو مثلُ الضَّحْضاح يَنْتَشِر على وجه الأَرض.
وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال: الضِّحُّ كان في الأَصل الوِضْحُ، وهو نور النهار وضَوْءُ الشمس، فحذفت الواو وزيدت حاءٌ مع الحاء الأَصلية فقيل: الضِّحُّ؛ قال الأَزهري: والصواب أَن أَصله الضِّحْيُ مِن ضَحِيَتِ الشمسُ؛ قال الأَزهري في كتابه: وكذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الواو وبُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَين.
وجاء فلان بالضِّحِّ والريح إِذا جاء بالمال الكثير؛ يعنون إِنما جاء بما طلعت عليه الشمس وجَرَت عليه الريح يعني من الكثرة، ومن قال: الضِّيح والريح في هذا المعنى فليس بشيء وقد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة، وإِنما قلنا عند أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زيد قد حكاه، وإِنما الضِّيحُ عند أَهل اللغة لغة الضِّحِّ الذي هو الضوء وسيذكر؛ وفي حديث أَبي خَيْثَمة: يكون رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في الضِّحِّ والريح وأَنا في الظل أَي يكون بارزاً لحرّ الشمس وهبوب الرياح؛ قال: والضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض، وهو كالقَمْراء للقمر؛ قال ابن الأَثير: هكذا هو أَصل الحديث ومعناه، وذكر الهروي فقال: أَراد كثرة الخيل والجيش؛ ابن الأَعرابي: الضِّحُّ ما ضَحا للشمس، والريحُ ما نالته الريحُ.وقال الأَصمعي: الضِّحُّ الشمس بعينها؛ وأَنشد: أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه، مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم وفي حديث عَيَّاش بن أَبي ربيعة: لما هاجر أَقْسَمَتْ أُمُّه بالله لا يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها؛ وفي الحديث: لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير؛ أَراد: لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، كَنَى بهما عن كثرة المال؛ وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك. قال ابن الأَثير: ويروى عن الضِّيح والريح.
والضِّحُّ: ما بَرَزَ من الأَرض للشمس.
والضِّحُّ: البَراز الظاهرُ من الأَرض، ولا جمع لكل شيء من ذلك.
والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ: الماء القليل يكون في الغدير وغيره، والضَّحْلُ مثله، وكذلك المُتَضَحْضِحُ؛ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة: واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ، والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ (* قوله «واستدبروا» أي استاقوا.
والضحضاح: الإبل الكثيرة.
والمدفئة ذات الدفء.
والأَوزاع: الضروب المتفرقة، كما فسره صاحب الأساس.
والصرم جمع صرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين. فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة.) وقيل: هو الماء اليسير؛ وقيل: هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ؛ وقيل: هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ؛ وقول أَبي ذؤيب: يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ، يَتْبَعُه أُدْمٌ، تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ، ضَحْضاحُ قال خالد بن كُلْثوم: ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم؛ يقال: عنده إِبل ضَحْضاحٌ، قال الأَصمعي: غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كثيرة؛ وقال الأَصمعي: هي المنتشرة على وجه الأَرض؛ ومنه قوله: تُرَى بُيوتٌ، وتُرَى رِماحُ، وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قال: الأَصمعي: هو القليل على كل حال، وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة.
وقد تَضَحْضَحَ الماءُ؛ قال ابن مُقْبل: وأَظْهَرش في عِلانِ رَقْدٍ، وسَبْلُه عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ (* قوله «وأَظهر في علان إلخ» أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر.) وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر.
وفي حديث أَبي المِنْهال: في النار أَوديةٌ في ضَحْضاح؛ شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فيه؛ ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب: وجدته في غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ؛ وفي رواية: إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه دِماغُه.
والضَّحْضاحُ في الأَصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار.
والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ: جَرْيُ السَّراب.
وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ.

فَضَحَهُ (القاموس المحيط)
فَضَحَهُ، كمَنَعَهُ: كَشَفَ مَساوِيَهُ، فأفْضحَ، والاسْمُ:
الفَضيحَةُ والفُضوحُ والفُضوحَةُ، بضمِهما، والفَضاحَةُ، بالفتح، والفِضاحُ بالكسر.
والأَفْضَحُ: الأَبْيَضُ لا شديداً، فَضِحَ، كفَرِحَ، والاسمُ: الفُضْحَةُ، بالضم،
و=الأَسَدُ، والبَعيرُ.
وأفْضَحَ الصُّبْحُ: بَدا، كَفَضَّحَ،
و~ النَّخْلُ: احْمَرَّ واصْفَرَّ.
وفَضَحَكَ الصُّبْحُ: فَصَحَكَ.
والصُّبْحُ الفَضَحُ، محرَّكةً: ما تَعْلوهُ حُمْرَةٌ.
وهو فَضيحٌ في المالِ: سَيِّئُ القيامِ عليه، ويقالُ لِلمُفْتَضِحِ: يا فَضوحُ.
وفاضِحَةُ: ع.
وفاضَحٌ: ع قُرْبَ مَكَّةَ، ووادٍ بالشُّرَيْفِ بِنَجْدٍ.

غمد (لسان العرب)
الغِمْدُ: جَفْنُ السيف، وجمعه أَغمادٌ وغُمودٌ وهو الغُمُدَّانُ؛ قال ابن دريد: ليس بِثَبَت. غَمَدَ السيفَ يَغْمِدُه غَمْداً وأَغْمَدَه: أَدْخَلَهُ في غِمْدِهِ، فهو مُغْمَدٌ ومَغْمُودٌ. قال أَبو عبيد في باب فعلت وأَفعلت: غَمَدْتُ السيفَ وأَغْمَدتُه بمعنى واحد وهما لغتان فصيحتان.
وغَمَدَ العُرْفُطُ غُمُوداً إِذا اسْتَوفَرَتْ خُصْلَتُه ورَقاً حتى لا يُرى شَوْكُها كأَنه قد أُغْمِدَ.
وتَغَمَّدَه اللَّهُ بِرَحْمَتِه: غَمَده فيها وغَمَرَه بها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما أَحَدٌ يَدْخُلُ الجنَّة بِعَمَلِه، قالوا: ولا أَنت؟ قال: ولا أَنا إِلاَّ أَن يَتَغَمَّدَني اللَّهُ بِرَحْمَتِه. قال أَبو عبيد: قوله يتغمدني يُلْبِسَني ويَتَغَشَّاني ويَسْتُرَني بها؛ قال العجاج: يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوْناً مِرْدَسا قال: يعني أَنه يلقي نفسه عليهم ويركبهم ويُغشِّيهم، قال: ولا أَحسب هذا مأْخوذاً إِلاّ من غِمْدِ السيف وهو غلافه لأَنك إِذا أَغْمَدْتَه فقد أَلبسته إِياه وغَشَّيْتَه به.
وقال الأَخفش: أَغْمَدْتُ الحِلْس إِغْماداً، وهو أَن تجعله تحت الرحل تقي به البعير من عقر الرحل؛ وأَنشد:وَوَضْعِ سِقاءٍ وإِخْفائِه، وحَلِّ حُلُوسٍ وإِغْمادِها (* قوله «وإخفائه» في الأساس وإحقابه).
وتَغَمَّدْتُ فلاناً: سَتَرْتُ ما كان منه وغَطَّيْتُه.
وتَغَمَّدَ الرجل وغَمَّدَه إِذا أَخَذَه بِخَتْل حتى يغطيه؛ قال العجاج:يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوناً مِرْدَسَا قال: وكله من الأَول.
وغَمَدَتِ الرَّكيّةُ تَغْمُدُ غُمُوداً: ذهَبَ ماؤْها.
وغامِدٌ: حَيٌّ من اليمن، قال: أَلا هَلْ أَتاها، على نَأْيِها، بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدُ؟ حمله على القبيلة، وقد اختلف في اشتقاقه فقال ابن الكلبي: سُمِّيَ غامِداً لأَنه تَغَمَّدَ أَمراً كان بينه وبين عشيرته فستره فسماه ملك من ملوك حِمْير غامداً؛ وأَنشد لغامد: تَغَمَّدْتُ أَمراً كان بَينَ عَشِيرَتي، فَسَمَّانيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدا (* قوله «أمراً» في الصحاح شراً.
وقوله «فسماني» فيه أيضاً فأسماني).
والحَضُور: قبيلة من حمير؛ وقيل: هو من غُمُودِ البئر. قال الأَصمعي: ليس اشتقاق غامد مما قال ابن الكلبي إِنما هو من قولهم غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كثر ماؤُها.
وقال أَبو عبيدة: غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها.
وقال ابن الأَعرابي: القبيلة غامدة، بالهاء؛ وأَنشد: أَلا هَلْ أَتاها، على نَأْيِها، بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَهْ؟ ويقال للسفينة إِذا كانت مشحونة: غامِدٌ وآمِدٌ، ويقال: غامِدَةٌ؛ قال: والخِنُّ الفارغةُ من السُّفُنِ وكذلك الحَفَّانَة (* قوله «الحفانة» كذا بالأصل) .
وغُمْدان: حِصْن في رأْس جبل بناحية صنعاء؛ وفيه يقول: في رأْسِ غُمْدانَ داراً منكَ مِحْلالا وغُمْدانُ: قُبَّةُ سَيْفِ بن ذي يَزِن، وقيل: قصر معروف باليمن.
وغُمْدانُ: موضع.
والغُمادُ وبَرْكُ الغُمادِ: موضع. قال ابن بري: أَهمل الجوهري في هذا الفصل ذكر الغُمادِ مع شهرته وهو موضع باليمن، وقد اختلف فيه في ضم الغين وكسرها رواه قوم بالضم وآخرون بالكسر؛ قال ابن خالويه: حضرت مجلس أَبي عبد الله محمد بن إِسمعيل القاضي المحاملي وفيه زُهاء أَلف، فَأَمَلَّ عليهم أَن الأَنصار قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم: والله ما نقول لك ما قال قوم موسى لموسى: اذهب أَنتَ وربك فقاتلا إِنا ههنا قاعدون، بل نَفْدِيك بآبائتا وأَبنائنا، ولو دعوتنا إِلى بَرْك الغِماد، بكسر الغين، فقلت للمستملي: قال النحوي الغُماد، بالضم، أَيها القاضي، قال: وما بَرْكُ الغُماد؟ قال: سأَلت ابن دريد عنه فقال هو بقعة في جهنم، فقال القاضي: وكذا في كتابي على الغبن ضمة؛ قال ابن خالويه: وأَنشدني ابن دريد لنفسه: وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا دُ، فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِيـ ـنَ، ولا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ واجْعَلْ مُقامَكَ، أَو مَقَرَّ لَ، جانِبَيْ بَرْكِ الغِمُادِ قال ابن خالويه: وسأَلت أَبا عُمَر عن ذلك فقال: يروى برك الغِماد، بالكسر، والغُماد، بالضم، والغِمار، بالراء مكسورة الغين.
وقد قيل: إِن الغماد موضع باليمن، وهو بَرَهُوت، وهو الذي جاء في الحديث: أَن أَرواح الكافرين تكون فيه.
وورد في الحديث ذكر غُمْدانَ، بضم الغين وسكون الميم: البِناء العظيم بناحية صَنْعاءِ اليمن؛ قيل: هو من بناءِ سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، له ذكر في حديث سيف بن ذي يَزَن.
واغْتَمدَ فلان الليل: دخل فيه كأَنه صار كالغِمْدِ له كما يقال: ادَّرَعَ الليلَ؛ وينشد: لَيْسَ لِوِلْدانِكَ لَيْلٌ فاغْتَمِدْ أَي اركب الليل واطلُبْ لهم القُوتَ.

الشَّنَارُ (القاموس المحيط)
الشَّنَارُ، بالفتح: أقْبَحُ العَيْبِ، والعارُ، والأَمْرُ المَشْهُورُ بالشُّنْعَةِ.
وشَنَّرَ عليه تَشْنِيراً: عابَهُ، أو سَمَّعَ به وفضَحَهُ.
والشِّنِّيرُ، كسِكِّيتٍ: السَّيِّئُ الخُلُقِ، والكثيرُ الشَّرِّ والعُيُوبِ،
كالشِّنِّيرَةِ.
وبَنُو شِنِّيرٍ: بَطْنٌ منهم.
والشَّنْرَةُ: مِشْيَةُ الرَّجُل الصَّالِحِ.
وشُنارَى، كحُبارَى: السِّنَّوْرُ.
وشَنَرَى، كجَمَزَى: ة بناحِيَةِ السَّمَنُّودِيَّةِ،
وة بناحِيَةِ البَهْنَسَى.

خَزِيَ (القاموس المحيط)
خَزِيَ، كرضِيَ، خِزْياً، بالكسر، وخَزًى: وقَعَ في بَلِيَّةٍ وشُهْرَةٍ فَذَلَّ بذلك،
كاخْزَوَى.
وأخْزاهُ الله: فَضَحَهُ.
ومن كلامِهِمْ لِمَنْ أتَى بِمُسْتَحْسَنٍ: مالَهُ أخْزاهُ الله، ورُبَّمَا حَذَفُوا مالَهُ.
والخَزْيَةُ، ويُكْسَرُ: البَلِيَّةُ.
وخَزِيَ أيضاً خَزَايَةً وخَزًى، بالقصر: اسْتَحْيا، والنَّعْتُ: خَزْيانُ وخَزْيَا
ج: خَزَايَا.
وخازانِي فَخَزَيْتُه: كُنْتُ أشَدَّ خِزْياً منه.
والخَزَاءُ للنَّبْتِ، بالمهملةِ، وغَلِطَ الجوهريُّ.

الشَّناعَةُ (القاموس المحيط)
الشَّناعَةُ: الفَظاعَةُ، شَنُعَ، ككَرُمَ، فهو شَنيعٌ وشَنِعٌ وأشْنَعُ.
ويَوْمٌ أشْنَعُ: كَرِيهٌ، والاسمُ: الشُّنْعَةُ، بالضمِّ.
وأشْنَعُ بنُ عَمْرِو بنِ طَريفٍ: أبو حَيٍّ.
وغَيْرَةٌ شَنْعاءُ: قَبيحَةٌ مُفْرِطَةٌ.
وشَنَعَ الخِرْقَةَ، كمَنَعَ: شَعَّثَها حتى تُنْفَشَ،
و~ فُلاناً: اسْتَقْبَحَهُ، وشَتَمَهُ، وفَضَحَهُ.
والشُّنوعُ، بالضمِّ: القُبْحُ.
ورَأَى أمْراً شَنِعَ به، كعَلِمَ، شُنْعاً بالضمِّ، أي: اسْتَشْنَعَهُ.
والمَشْنوعُ: المَشْهورُ.
والشَّنَعْنَعُ، كسَفَرْجَلٍ: المُضْطَرِبُ الخَلْقِ.
وأشْنَعَتِ الناقَةُ: أَسْرَعَتْ.
والتَّشْنيعُ: تَكثيرُ الشَّناعَةِ، والتَّشْميرُ، والانْكِماشُ، والجِدُّ في السَّيْرِ،
كالتَّشَنُّعِ.
وتَشَنَّعَ: تَهَيَّأ للقتالِ،
و~ الفَرَسَ: رَكِبَهُ وعَلاهُ،
و~ السلاحِ: لَبِسَه،
و~ الغارَةَ: بَثَّها،
و~ الثوبُ: تَقَزَّرَ.

حجف (العباب الزاخر)
يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة ودرقة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أتي بسارق سرق حجفة فقطعه، وفي حديث الآخر: أنه أعطى سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- حجف أو درقة؛ ثم قال: يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر أعزل فأعطيته أياها، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: إنك كالذي قال الأول: اللهم ابغني حبيباً هو أحب ألي من نفسي. قال سؤر الذئب:

بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ    

يريد: رُبَّ جوز تيهاء.
ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء؛ وهو طيء؛ فقال: هذا طلحت وخبز الذرت. والجمع: الحجف، وأنشد أبن فارس:

أيَمْنَعُنا القَوْمَ ماءَ الـفُـرَاتِ    وفينا السُّيُوْفُ وفينا الحَجَفْ

وقال الأغلب العجلي:

يَحْمِلنَ آسادَ العَرِيْنِ في الحَجَفْ    

وقال أبو العميثل: الحجف: الصدور، الواحد: حجفة.
وقاال بعضهم: الحجاف -بالضم-: ما يعتري من كثرة الأكل أو من شيء لا يلائم؛ فيأخذه البطن استطلاقاً، مثل الجحاف -بتقديم الجيم على الحاء-، ورجل محجوف ومحجوف، وأنشد الليث:

بَلْ أيُّها الدّاريءُ كالمَنْـكُـوْفِ    والمُشْتَكي من مَغْلَةِ المَحْجُوْفِ

وقال أبن العرابي: المحجوف والمحجوف واحد؛ وهو الحجاف والجحاف، والمنكوف: الذي يشتكي نكفته وهي أصل اللهزمة. والحجيف والجخيف: صوت يخرج من الجوف. واحتجفته: استخلصته. واحتجفت الشيء: أي جزته. واحتجفت نفسي عن كذا: أي ظلفتها. والمحاجف: المقاتل صاحب الحجفة. وحاجفته: عارضته. وانحجف: أي تضرع.

الشَّيْخُ (القاموس المحيط)
الشَّيْخُ والشَّيْخُونُ: مَنِ اسْتَبَانَتْ فيه السِّنُّ، أو من خَمْسِينَ أو إحْدَى وخَمْسِينَ إلى آخِرِ عُمُرِهِ أو إلى الثمانينَ،
ج: شُيُوخٌ وشِيوخٌ وأشْياخٌ وشِيَخَةٌ وشِيْخَةٌ وشِيخانٌ، ومَشْيَخَةٌ ومَشِيخَةٌ، ومَشْيوخاء ومَشْيُخاء ومشايخ، وتَصْغِيرُه: شُيَيْخٌ وشِيَيْخٌ، وشُوَيْخٌ قليلةٌ، ولم يَعْرِفْها الجوهريُّ.
وعبدُ اللَّطيفِ بنُ نَصْرٍ، وعبدُ الله بنُ محمد بنِ عبد الجَلِيلِ، المُحَدِّثانِ، الشَّيْخِيَّانِ: نِسْبَةٌ إلى الشَّيْخِ المِيْهَنِيِّ، وهي شَيْخَةٌ.
وشاخَ يَشِيخُ شَيَخاً، محركةً، وشُيُوخَةً وشُيوخِيَّةً وشَيْخُوخَةً وشَيْخُوخِيَّةً، وشَيَّخَ تَشْييخاً، وتَشَيَّخَ.
وأشياخُ النُّجومِ: أصولُها.
والشَّيْخُ: شجرةٌ،
و~ للمرأة: زوجُها.
ورُسْتاقُ الشَّيْخِ: ع بأصفهانَ.
وشَيْخَانُ: لَقَبُ مُصْعَبِ بنِ عبدِ الله المُحدِّثِ،
وع بالمدينةِ مُعَسْكَرُهُ صلى الله عليه وسلم، يومَ أُحُدٍ.
وشَيَّخَهُ: دعاهُ شَيْخاً تَبْجيلاً،
و~ عليه: عابَهُ،
و~ به: فَضَحَهُ.
والشَّيْخَةُ: رَمْلَةٌ بَيْضاءُ بِبِلادِ أسَدٍ وحَنْظَلَةَ، ومنه قَوْلُ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيِّ على الصحيح:
ومن جُحْرِه بالشَّيْخَةِ اليَتَقَصَّعُ
وبكسر الشين: ثَنِيَّةٌ لبياضِها.
والشاخَةُ: المُعْتَدِلُ.
فَصْلُ الصَّاد

دحس (العباب الزاخر)
دَحَسْتُ بين القوم: أي أفْسَدْتُ، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:

ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ    بالمَأْسِ يَرْقى فوقَ كُلِّ مَأسِ

والدَّحس -أيضاً-: إدخال اليد بين جلد الشاة وصِفاقها للسَّلخ.
ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلَم-: أنَّه مَرَّ بغلام يسلَخ شاة فقال له: تَنَحَّ حتّى أُريكَ، فدَحَسَ بيدِه حتى توارت إلى الإبط، ثمَّ مضى فصلّى ولم يتوضَّأ. وفي حديث عطاءٍ: حَقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج. أراد: أن يَرُصُّوها ويَدُسُّوا أنفُسَهُم بين فُرَجِها، ويروى: "أن يَدْخَسُوا" بالخاء المعجمة؛ من الدَّخيس وهو اللحم المكتنز.
وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَه. وداحِس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير بن جَذيمَة العَبْسي.
ومنه حرب داحِس، وذلك أنَّ قيساً وحذيفة بن بدر الذبياني ثُمَّ الفَزارِيَّ تراهنا على خَطَرِ عشرين بعيراً؛ وجعل الغاية مائة غَلوة والمِضمار أربعين ليلة والمُجرى من ذات الإصاد، فأجرى قيس داحِساً والغبراء، وأجرى حذيفة الخطّارَ والحَنُفاء، فوضعت بنو فَزازة رَهْطُ حذيفة كميناً على الطريق فَرَدُّوا الغبراءَ ولَطَموها وكانَت سابقة، فهاجَت الحرب بين عبسٍ وذبيان أربعين سنة.
وقال أبو عبيدة: كان داحِس لبَني ثعلبة بن يربوع فأغار عليهم قيس بن زَهُير فأخذه، قال بشير بن أُبَيٍّ العبسيّ:

جَلَبْنَ بإذنِ اللهِ مقتـل مـالِـكٍ    وطَرَّحْنَ قيساً من وراء عُمانِ


وقال لبيد رضي الله عنه:

وغَنيتُ سَبتاً قبلَ مجرى داحِسٍ    لو كان للنفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ


وقال الأزهريّ: إنَّما سُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوى فرس قِرواش مَرَّت -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: جَلْوى هذه هي جَلْوى الكبرى، وقِرواش هو قِرواش بن عوف من بني ثعلبة بن يربوع- بذي العُقّال فرسِ حَوْطِ بن أبي جابر، وكان ذو العُقال مع جاريتين من الحَيِّ، فلمّا رأى جَلْوى وَدى، فضحِكَ شبابٌ من الحيِّ، فاستحيت الجاريتان فأرسَلَتاهُ فنَزا على جَلْوى فوافقَ قبولها، فَعَرَفَ حَوْط صاحب ذي العُقّال بذلك حين رأى عين فرَسِه، وكان شرّيراً، فطّلّبّ من القوم ماءَ فَحْلِه، فلم يَزَلِ الخطبُ بينهم حتى عَظُمَ، فحينئذٍ قالوا له: دونَكَ ماءَ فرسِكَ، فسَطا عليها حَوْطٌ وجعل يده في ماءٍ وتُراب وأدخل يده في رحمها حتى ظنَّ أنّه أخرج الماءَ، واشتمَلَت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرواشُ مُهراً فسَمِّيَ داحِساً من ذلك، وخرج كأنَّه ذو العُقّالِ أبوه.
ويضرب به المثل فيُقال: أشأمُ من داحِس. والدَّحّاس والدُّحّاس: دوَيبة تغيب في التُّراب، والضمُّ أعلى، والجمع: الدَّحاحيس، وهي صفراء صافية لها رأسٌ مُشَعَّث، دقيقة، يَشُدُّها الصبيان في الفِخاخ لصيد العصافير. والدّاحِس: قَرحَة تَخرُج باليد، ويقال له: الدّاحوس أيضاً، وهو بثرة تظهر بين الظُّفُرِ واللحم فينقلع منها الظُّفُر، يقال: إصبَعٌ مَدْحوسَة. والدَّحس: المَلءُ من كل شيء، يقال: وَطْبٌ مَدْحوس وعُسٌ مَدْحوس. وبيتٌ مَدْحوس ودِحاس -بالكسر-: أي مملوء كثير الأهل. وقال ابن عبّاد: الدَّحْسُ: الزرع إذا امتلأَ حبُّه، يُقال: دَحَسَتِ السنبلة تَدْحَسُ، وقيل: إذا امتلأتْ أكِمَّتُه من الحَبِّ فهو الدَّحْسُ. وقال ابن الأعرابي: دَحَسَ بِرِجْلِه: مثل دَحَصَ.
وقال أبو عمرو: الدَّيْحَسُ والدَّيْكِسُ: الكثير من كل شيء، وأنشد:

تَرعى حَلِيّاً ونَصيّاً دَيْحَسا    

ودَحَسوا عنك الحديث: أي غَيَّبوه. والدَّحْسُ بالشَّرِّ: دَسُّه من حيث لا يُعلَم، قال العلاء بن الحَضْرَميِّ رضي الله عنه:

وإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَـرُّمـا    وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ

وأدْحَسَ السنبُلُ: إذا غَلُظَ؛ مثل دَحَسَ. والتركيب يدل على تخلل الشيء للشيء في خفاءٍ ورِفق.

خصف (العباب الزاخر)
الخصف: النعل ذاة الطراق، وكل طراق: خصفة. وخصفت النعل خصفاً: خرزتها، قال الله تعال: (وطَفِقا يَخْصفانِ عليهما من وَرَقِ الجَنَّةِ) أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عوراتهما ويطبقان على أبدانهما ورق ورقة.
وقول العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:

من قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي    مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ تُخْصَفُ الوَرَقُ

معناه: حيث خصف آدم وحواء -صلوات الله عليهما- من ورق الجنة، يعني مستودعه من الجنة، وقد ذكرت القصة في تركيب ص ل ب. والمخصف: الإشفى، قال أبو كبير الذلي:

حتّى انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيْزَةٍ    سَوْداءَ رَوْثَةُ أنْفِها كالمِخْصَفِ

ويروي: "انْتَمَيْتُ إلى فراشِ غَريْبَةٍ". وخصفت الناقة تخصف خصافاً: إذا ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع، فهي خصوف، وقيل: الخصوف هي التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهر؛ والجرور بشهرين. والخصفة - بالتحريك-: الجلة التي تعمل من الخوص للتمر، وجمعها: خصف وخصاف. وقال الليث: الخصف: ثياب غلاظ جداً. قال: وبلغنا أن تبعاً كسا البيت المسوح؛ فانتفض البيت ومزقه عن نفسه، ثم كساه الخصف فلم يقبله، ثم كساه الأنطاع فقبلها، قال: وهو أول من كسا البيت. قال الأزهري: هذا غلط، وليس الخصف من الثياب في شيء، أنما هي من الخوص لا غير، وهي سفائف تسف من سعف النخل فيسوى منها شقق تلبس بيوت العراب، وربما سويت جلالاً للتمر. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي؛ فأقبل رجل في بصره سوء؛ فمر ببئر عليها خصفة؛ فوقع فيها، فضحك بعض من كان خلف النبي -صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. وخصفة -أيضاً-: أبو حي من العرب، وهو خصفة بن قيس عيلان. وخصفى -مثال بشكى-: موضع. والأخصف: الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم؛ وهو الذي ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه. والأخصف: لون كلون الرماد فيه سواد وبياض، قال العجاج:

حتّى إذا ما لَيْلُه تَـكَـشَّـفـا    من الصَّبَاحِ عن بَريْمٍ أخْصَفا

وأخصف: موضع. وحبل أخصف وظليم أخصف: فيهما سواد وبياض. وكتيبة خصيف: أي ذاة لونين لون الحديد وغيره، ولم تدخلها الهاء لأنها مفعولة، أي خصفت من ورائها بخيل؛ أي أردفت، ولو كانت للون الحديد لقالوا خصيفة؛ لأنها بمعنى فاعلة. والخصيف -أيضاً-: النعل المخصوفة. والخصيف: الرماد، قال الطرماح:

وخَصِيفٍ لدى مَنَاتِج ظِئْرَيْ    نِ من المَرْخِ أتْامَتْ زُنُدُهْ

والخصيف: اللبن الحليب يصب عليه الرائب، فغن جعل فيه التمر والسمن فهو العوبثاي، قال:

إذا ما الخَصِيْفُ العَوْبَثَانيُّ سـاءنـا    تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا

والخصاف -بالفتح والتشديد- الذي يخصف النعال. والخصاف -أيضاً-: الكذاب. وخصاف -مثال قطام-: فرس أنثى كانت لمالك بن عمرو الغساني؛ وكان فيمن شهد يوم حليمة فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تطيب رجال أبيها من مركن ، فلما دنت من هذا قبلها، فشكت ذلك إلى أبيها فقال: هو أرجى رجل عندي فدعيه فإما أن يقتل وإما أن يبلي بلاء حسناً.
ويسمى فارس خصاف. ويقال: أجرأ من فارس خصاف.
وخصاف -بالكسر؛ مثال لحاف-: حصان كان لسمير بن ربيعة الباهلي، وكان يقال له أيضاً-: فارس خصاف، ويقال فيه -أيضاً-: أجرأ من فارس خصاف. وخصاف -أيضاً-: حصان كان لحمل بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. كان معه هذا الفرس؛ فطلبه المنذر بن امرئ القيس ليفتحله؛ فخصاه بين يديه لجرأته، فسمي خاصي خصاف، وقيل في المثل: أجرأ من خاصي خصاف. وسماء مخصوفة: ملساء خلقاء.
ومخصوفة أيضاً-: ذاة لونين فيها سواد وبياض. والخصفة -بالضم-: الخرزة. وقال الليث: أخصف: أي أسرع، قال: وهو بالحاء جائز أيضاً. قال الأزهري: الصواب بالحاء المهملة لا غير. وأخصف الورق عليه: مثل خصفه، ومنه قراءة ابن بريدة والزهري في إحدى الروايتين عنه: (وطَفِقا يُخْصِفانِ). وقال غيره: المخصف: السيئ الخلق، وتخصيفه: اجتهاده في التكلف لما ليس عنده. وخصفه الشيب: إذا استوى هو والسواد. وقرأ الحسن البصري والزهري وأبن هرمز وعبد الله بن بريدة وعبد الله بن يزيد: (يُخَصِّفانِ عليهما). وقال الليث: الاختصاف: أن يأخذ العريان على عورته ورقاً عرضاً أو شيئاً نحو ذلك، يقال: اختصف بكذا، وقرأ الحسن البصري والزهري والعرج وعبيد بن عمير: (وطَفِقا يَخِصِّفانِ عليهما) بكسر الخاء والصاد وتشديدها؛ على معنى يختصفان، ثم تدغم التاء في الصاد وتحرك الخاء بحركة الصاد.
وروي عن الحسن أيضاً: يخصفان بفتح الخاء-، وقرأ الأعرج وأبو عمرو: يخصفان -بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة-. والتركيب يدل على اجتماع الشيء إلى الشيء، وقد شذ عن هذا التركيب خصفت الناقة.

قوس (العباب الزاخر)
القَوْس: يُذَكَّر ويُؤنَّث، فمن أنَّثَ قال في تصغيرها: قُوَيْسَة، ومَن ذَكَّرَ قال: قُوَيْس.
والغالِب التأنيث، لِقولِه -صلى الله عليه وسلّم-: مَنْ اتَّخَذَ قوساً عربيّة وجَفِيرَها نفَى الله عنه الفَقْرَ.
والتأنيث هو الاختيار.
وفي المَثَل: هو مِن خَيْرِ قُوَيْسٍ سَهْماً، وقال أبو الهيثم: يقال صارَ خَيْرُ قُوَيْسٍ سَهْماً، يَضْرَب مَثَلاً للّذي يُخالِفُكَ ثمَّ يَنْزِعُ عن ذلك ويعود لكَ إلى ما تُحِب. والجمع: قِسِيٌّ -بالكسر- وقُسِيٌّ -بالضَّم-، عن الفرّاء -وأقواس وقِيَاس، قال القُلاخُ بن حَزْن:

وَوَتَّرَ الأساوِرُ القِيَاسا    

وقال رؤبة:

نَدْفَ القِياسِ القُطُنَ المُوَشَّعا    

وقال النابغة الجعديّ رضي الله عنه:

بِعِيْسٍ تَعَطَّفُ أعْـنـاقُـهـا    كما عَطَّفَ الماسِخِيُّ القِيَاسا

وقِسِيٌّ: في الأصل قُوُوْسٌ -على فُعُوْل-، إلاّ أنَّهم قَدَّموا اللامَ وصَيَّروها قَسُوّاً -على فُلُوْعٍ-، ثمَّ قَلَبوا الواوَ ياءً وكَسَروا القاف كما كَسَروا عَينَ عِصِيٍّ، فصارت قِسِيٌّ -على فِلِيْعٍ-، وكانت من ذوات الثلاثة فصارَت من ذوات الأربعة، وإذا نَسَبْتَ إليها قُلْتَ: قُسَوِيٌّ، لأنَّها فُعُوْلٌ، فَتَرُدُّها إلى الأصل. وربّما سَمّوا الذِّراع قَوْساً لأنَّه يُقَدَّر بها المَذْرُوْع. وقال أبو عُبَيد: جمع القَوْس قِيَاس، وهذا أقْيَسُ من قَوْلِ مَنْ يَقول قِسِيٌّ لأنَّ أصْلَها قَوْسٌ، فالواو منها قَبْلَ السين، وإنَّما حُوِّلَت الواوُ ياءً لِكَسْرَةِ ما قَبْلِها، فإذا قُلْتَ في جمع القَوْسِ: قِسِيٌّ؛ أخَّرْتَ الواوَ بعدَ السِّيْن. قال: فالقِيَاس جمع القَوْس أحسَن عِندي مِنَ القِسِيِّ، ولذلك قال الأصمعيّ: من القِيَاسِ الفَجّاءُ. وقوله تعالى: (فكانَ قاب قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى) أي قَدَرَ قَوْسَيْنِ عَرَبِيَّتَيْنِ، يُراد بذلك قُرْبُ المَنْزِلَةِ، وقيل: أرادَ ذِراعَيْنِ. والقَوْس -أيضاً-: ما يَبْقى أسْفَلَ الجُلَّةِ من التَّمْر، يقال: ما بَقِيَ إلاّ قَوْسٌ في أسْفَلِها.
ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب- رضي الله عنه- أنَّه قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أأبْرَامٌ بَنو المَغِيْرَة؟ قال: وما ذاكَ؟ قال: تَضَيَّفْتُ خالدَ بن الوليد -رضي الله عنه- فأتاني بِقَوسٍ وكَعْبٍ وثَوْرٍ، قال: إنَّ في ذلك لَشَبَعاً، قال: لي أو لكَ، قال: لي ولكَ، قال: حِلاًّ يا أمير المؤمنين فيما تقول: إنّي لأكُلُ الجَذَعَة من الإبِل أنْتَقيها عَظْماً عَظْماً، وأشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَنِ رَثِيْئةً أوْ صَرِيْفاً. الثَّوْرُ: القِطْعة من الأقِطِ، والكَعْبُ: الكُتْلَة من السَّمْن. والقَوْسُ: برجٌ في السماء. وقَوْسُ السَّماء: التي يقال لها قوسُ قُزَح، وقد نُهِيَ أنْ يُقالَ ذلك، وإنَّما يُقال لها قَوْس الله أو النَّدْءةُ أو القُسْطانَة. والقُوَيْس: فَرَسُ سَلَمَة بن الخُرْشُبِ الأنماريّ، وهو القائلُ فيه:

أُقِيمُ لهم صَدْرَ القُوَيْسِ وأتَّقي    بِلَدْنٍ من المُرّانِ أسْمَرَ مِذْوَدِ

وذو القَوْس: حاجِب بن زُرارَة بن عُدُس بن زَيد بن عبد الله بن دارِم بن مالِك ابن حنظَلَة بن مالِك بن زيد مَنَاةَ بن تَميم، وكانَ أتى كِسْرى في جَدَبٍ أصابَهم بدَعوَةِ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، فسَأَله أنْ يَأْذَنَ له ولِقومِهِ أنْ يصيروا في ناحِيَةٍ من نواحي بَلَدِه حتى يُحْيُوا، فقال له كِسرى: فمَن لي بأن تَفيَ، قال: أرْهَنُكَ قوسي، فَضَحِكَ مَنْ حَولَه، وقال كِسْرى: ما كان لِيُسْلِمَها أبَداً. فَقَبِلَها منه، وأذِنَ لهم أن يَدخُلوا الريفَ. ثمَّ أحيا النّاسَ بدعوة النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وقد ماتَ حاجِب، فارْتَحَلَ عُطارِد بن حاجِب إلى كِسرى يطلُبُ قوسَ أبيه، فَرَدَّها عليه، وكَسَاهُ حُلَّةً. فلمّا وَفَدَ عُطارِد -رضي الله عنه- إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- أهدى الحُلَّةَ إلَيه، فلم يَقْبَلْها، فَبَاعَها من رجُلٍ من اليهود بأرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فقال ابن الطَّيْفانيَّة:  

وذو القَوْسِ منّا حاجِبٌ قد عَلِمْـتُـمُ    كَفى مُضَرَ الحَمْراء إذْ هو واقِفُ

وقال الفَرَزْدَق:

وضَمْرَةُ والمُجَبِّرُ كان منـهـم    وذُو القَوْسِ الذي رَكَزَ الحِرَابا

وذُو القَوسِ: سِنان بن عامِر بن جابِر بن عُقَيْل بن سُمَيِّ بن مازِن بن فَزازة رَهَنَ قَوْسَه على ألفِ بعير في قَتْلِ الحارِث بن ظالِم النُّعمان الأكبر. وذو القَوْسَين: سيفُ حسّان بن حصن بن حُذَيفَة بن بَدر الفَزازي. وقال ابن فارس: حكى بعضهم أنَّ القوس السَّبْقَ، يقال: قاسَ بنو فلان بني فُلان: إذا سَبَقوهُم، وأنْشَدَ:

لَعَمْري لقد قاسَ الجميعَ أبوكُمُ    فلا تَقيسون الذي كانَ قائسا

وقَوْسى -مثال فَوْضى-: موضِع ببلاد أزْدِ السَّرَاة. ويَومُ قَوْسى: من أيّامِهِم، قال أبو خِراش الهُذَليّ:

فواللـهِ لا أنْـسـى قَـتـيلاً رُزِئْتُـهُ    بِجانِبِ قَوْسى ما مَشَيْتُ على الأرضِ

ويروى: "فأقْسَمْتُ". والأقْوَس: المُنحَني الظهر، وقد قَوِسَ -بالكسر- يَقْوَسُ قَوَساً- بالتحريك-. والأقوَس من الرَّمل: المُشْرِف كالإطار، قال:

أُثْني ثَناءً من بَعِيدِ المَـحْـدِسِ    مَشْهُورَة تَجْتازُ جَوْزَ الأقْوَسِ

أي يقَع وَسَطَ الرَّمْلِ. ويقال: زمان أقْوَسٌ وقَوْسٌ وقَوْسِيٌّ: أي صعب. ورَماه اللهُ بأحْبى أقْوَسَ: أي بِداهِيَةٍ، قال أبو محمّد الفَقْعَسيُّ:

أُوْصي بِأُوْلى إبِلي لتُحْبَـسـا    حتّى تَطِيْبَ نَفْسُهُ ويَأْنَـسـا


ويقال للرجل إذا كان مانِعاً ما وراءَ ظَهْرِه: أحوى أقْوَسُ. وبلدٌ أقْوَس: أي بعيد. ويومٌ أقْوَس: أي طويل. والمِقْوَس -بكسر الميم-: وِعاء القَوْس. والمِقْوَس -أيضاً-: حَبْلٌ تُصَفُّ عليه الخيلُ عند السِباق، قال أبو العِيال الهُذَليّ:

إنَّ البَلاءَ لَدى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ    ما كانَ من غيبٍ ورَجْمِ ظُنُونِ

والمِقْوَس -أيضاً-: المَوْضِع الذي تُجرى منه الخَيْل؛ كما هو الحَبْل الذي يُمَدُّ هناك، وقال ابن عبّاد: المِقْوَسُ: المَيْدان. وقام فُلان على مِقْوَس: أي على حِفَاظٍ. والأقواس من أضلاع البَعير: المُقَدِّماتُ. وقُسْتُ الشيء بغيره وعلى غيره؛ أقُوْسُه قَوْساً؛ وقِياساً، وأصلُهُ قِوَاسٌ، صارَت الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلَها: لغةٌ في قِسْتُهُ أقيسُهُ قَيْساً وقِياساً. وقُوْسٌ -بالضم-: من أوديَة الحِجاز، قال أبو صخرٍ الهُذَليّ يصف سَحاباً:

فَجَرَّ على سِيْفِ العِرَاق فَفَرْشِهِ    فأعْلامِ ذي قُوْسٍ بأدْهَمَ ساكبِ

والقُوْس- أيضاً-: صومَعَة الراهِب، قال جرير:

لا وَصْلَ إذْ صَرَفَتْ هِنْدٌ ولو وَقَفَتْ    لاسْتَفْتَنَتْني وذا المِسْحَيْنِ في القُوْسِ

وقال ذو الرُّمَّة يصف الحمُرَ:

على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَـاءِ كـأنَّـه    عَصا قَسِّ قُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها

والقُوْس -أيضاً-: بيت الصائِد. والقُوْس -أيضاً-: زَجْرُ الكَلْبِ، إذا خَسَأْتَه قُلْتَ: قُوْسْ قُوْسْ، وإذا دَعَوْتَهُ قُلْتَ: قُسْ قُسْ. وقاسانُ: بَلَدٌ ما وراء النهر، والغالِب على ألسِنَةِ الناس: كاسان. وقاسانُ -أيضاً-: من نواحي أصْفَهان. وتقول العَوَامُّ: أقَسْتُ الشَّيْئَ، والصَّواب: قِسْتُه. وقَوَّسَ الشَّيْخُ تَقْوِيْساً: أي انْحَنى، قال أبو محمد الفَقْعَسيّ:

مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِيْهْ    

وقال امرؤ القيس يصف النِّساء:

أراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مـالُـه    ولا مَنْ رَأيْنَ الشَّيْبَ فيه وقَوَّسا

وقال جرير:

قد كُنْتِ خِدْناً لنا يا هِنْدُ فاعْتَبِري    ماذا يَرِيْبُكِ من شَيْبي وتَقْويسي

وكذلك استَقْوَسَ. وانْقاسَ الشَّيْءُ: من قُسْتُه وقِسْتُه جَميعاً.
وكذلك قَوْلُهم: هو يَقْتلسُ الشَّيْءَ بغَيرِه: أي يَقيسُه به. ويَقْتاسُ بأبيه: أي يَسْلُكُ سَبيلَهُ ويَقْتَدي به. من اللَّغَتَيْنِ جَميعاً. وقال ابن السكِّيت: يقال رجل مُتَقَوِّس قَوْسَه: أي معه قَوْس. وتَقَوَّسَ ظهرُ الرجل: إذا انْحَنى.
وحاجِبٌ مُتَقَوِّسٌ ومُسْتَقْوِسٌ: يُشَبَّه بالقَوْس، وكذلك النُّؤْيُ. وقال ابن عبّاد: المُقَاوِس: الذي يَرْسِلُ الخيل، وقيل: هو القَيّاس. والتركيب يدل على تقدير شيءٍ بِشَيءٍ، ثمَّ يُصَرَّفُ فَتُقْلَبُ واوُه ياءً.

فرث (لسان العرب)
الفَرْثُ: السِّرْجينُ، ما دام في الكَرِشِ، والجمع فُرُوثٌ. ابن سيده: الفَرْثُ السِّرْقِينُ، والفَرْثُ والفُراثة: سِرْقِينُ الكَرشِ.
وفَرَثْتُها عنه أَفْرُثُها فَرْثاً، وأَفْرَثْتُها، وفَرَّثْتُها، كذلك، وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه، وأَفْرثَها، وفَرَّثَها: فَتَّتَها.
وفَرَثْتُ كَبِدَه، أَفْرِثُها فَرْثاً، وفَرَّثْتُها تَفْريثاً إِذا ضَرَبْتَه حتى تَنْفَرِثَ كَبِدُه؛ وفي الصحاح: إِذا ضَرَبتَه وهو حَيٌّ، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه أَي انْتَثرتْ.
وفي حديث أُم كُلْثوم، بنتِ عليٍّ، قالت لأَهل الكوفة: أَتدرون أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ الفَرْثُ: تَفْتيت الكَبِد بالغم والأَذى.
وفَرَثَ الجُلَّة، يَفْرُثُها ويَفْرِثُها فَرْثاً إِذا شَقَّها ثم نَثرَ جميعَ ما فيها؛ وفي التهذيب: إِذا فَرَّقها.
وأَفرَثْتُ الكَرِشَ: إِذا شَقَقْتَها، ونَثرْتَ ما فيها. ابن السكيت: فَرَثْتُ للقوم جُلَّةً، وأَنا أَفْرِثها، وأَفرُثُها إِذا شَقَقْتها، ثم نَثرْتَ ما فيها؛ وقيل: كلُّ ما نثرْته، من وِعاءٍ، فَرْثٌ.
وشَرِبَ على فَرْثٍ أَي على شِبَع.
وأَفرَثَ الرجلَ إِفْراثاً: وقَعَ فيه.
وأَفْرَثَ أَصحابَه: عَرَّضَهم للسلطان، أَو لِلائَمةِ الناس، أَو كَذَّبهم عند قوم، ليُصغَّرَهم عندَهم، أَو فَضَحَ سِرَّهم.
وامرأَةٌ فُرُثٌ: تَبْزُقُ وتَخْبُثُ نفسُها، في أَول حَمْلِها، وقد انْفُرِثَ بها. أَبو عمرو: يقال للمرأَة إِنها لمُنْفَرثةٌ، وذلك في أَولِ حَمْلها، وهو أَن تَخْبُثَ نفسُها، في أَول حملها، فيكْثُر نَفْثُها للخَراشِيِّ التي على رأْس مَعِدتِها؛ قال أَبو منصور: لا أَدري مُنْفَرِثةٌ أَم مُتَفَرِّثةٌ؟ والفَرْثُ: غَثَيانُ الحُبْلى.
والفَرْثُ: الرَّكْوة الصغيرةُ.
وجبلٌ فَريثٌ: ليس بضخْمٍ صُخورُه، وليس بذي مَطَرٍ ولا طِينٍ، وهو أَصعبُ الجبال، حتى إِنه لا يُصْعَدُ فيه، لصُعوبته وامتناعه.
وثَريدٌ فَرْثٌ: غير مُدَقَّقِ الثَّرْدِ، كأَنه شُبِّه بهذا الصِّنْفِ من الجبال.
وقال اللحياني: قال القَنانيّ: لا خير في الثريدِ إِذا كان شَرِثاً فَرِثاً، وقد تقدم ذكر الشَّرِثِ.