سكر (لسان العرب)
السَّكْرَانُ: خلاف الصاحي. والسُّكْرُ نقيض الصَّحْوِ. والسُّكْرُ ثلاثة: سُكْرُ الشَّبابِ وسُكْرُ المالِ وسُكْرُ السُّلطانِ؛ سَكِرَ يَسْكَرُ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَرَاناً، فهو سَكِرٌ؛ عن سيبويه، وسَكْرانُ، والأُنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانَةٌ؛ الأَخيرة عن أَبي علي في التذكرة. قال: ومن قال هذا وجب عليه أَن يصرف سَكْرَانَ في النكرة. الجوهري: لغةُ بني أَسد سَكْرَانَةٌ، والاسم السُّكْرُ، بالضم، وأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ، والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى، وقوله تعالى: وترى الناسَ سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى؛ وقرئ: سَكْرَى وما هم بِسَكْرَى؛ التفسير أَنك تراهم سُكَارَى من العذاب والخوف وما هم بِسُكَارَى من الشراب، يدل عليه قوله تعالى: ولكنَّ عذاب الله شديد، ولم يقرأْ أَحد من القراء سَكَارَى، بفتح السين، وهي لغة ولا تجوز القراءة بها لأَن القراءة سنَّة. قال أَبو الهيثم: النعت الذي على فَعْلاَنَ يجمع على فُعَالى وفَعَالى مثل أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى، وغَيْرَانَ وقوم غُيَارَى وغَيَارَى، وإِنما قالوا سَكْرَى وفَعْلى أَكثر ما تجيء جمعاً لفَعِيل بمعنى مفعول مثل قتيل وقَتْلى وجريح وجَرْحَى وصريع وصَرْعَى، لأَنه شبه بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوال عقل السَّكْرَانِ، وأَما النَّشْوَانُ فلا يقال في جمعه غير النَّشَاوَى، وقال الفرّاء: لو قيل سَكْرَى على أَن الجمع يقع عليه التأْنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً؛ وأَنشد بعضهم: أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ، إِنِّي عَفَوْتُ، فَلا عارٌ ولا باسُ وقوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصلاة وأَنتم سُكارَى؛ قال ثعلب: إِنما قيل هذا قبل أَن ينزل تحريم الخمر، وقال غيره: إِنما عنى هنا سُكْرَ النَّوْمِ، يقول: لا تقربوا الصلاة رَوْبَى. ورَجُلٌ سِكِّيرٌ: دائم السُّكر. ومِسْكِيرٌ وسَكِرٌ وسَكُورٌ: كثير السُّكْرِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لعمرو ابن قميئة: يا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه أَن قِيلَ يوماً: إِنَّ عَمْراً سَكُورْ وجمع السَّكِر سُكَارَى كجمع سَكرْان لاعتقاب فَعِلٍ وفَعْلان كثيراً على الكلمة الواحدة. ورجل سِكِّيرٌ: لا يزال سكرانَ، وقد أَسكره الشراب. وتساكَرَ الرجلُ: أَظهر السُّكْرَ واستعمله؛ قال الفرزدق: أَسَكْرَان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذا هجا تَمِيماً، بِجَوْفِ الشَّامِ،أَم مُتَساكِرُ؟ تقديره: أَكان سكران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع وفسره بالثاني فقال: كان ابن المراغة؛ قال سيبويه: فهذا إِنشاد بعضهم وأَكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على قطع وابتداء، يريد أَن بعض العرب يجعل اسم كان سكران ومتساكر وخبرها ابن المراغة؛ وقوله: وأَكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على قطع وابتداء يريد أَن سكران خبر كان مضمرة تفسيرها هذه المظهرة، كأَنه قال: أَكان سكران ابن المراغة، كان سكران ويرفع متساكر على أَنه خبر ابتداء مضمر، كأَنه قال: أَم هو متساكر. وقولهم: ذهب بين الصَّحْوَة والسَّكْرَةِ إِنما هو بين أَن يعقل ولا يعقل. والمُسَكَّرُ المخمور؛ قال الفرزدق: أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ، ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ، يُصْبِحْ مُسَكَّرا وسَكْرَةُ الموت: شِدَّتُهُ. وقوله تعالى: وجاءت سَكْرَةُ الموت بالحق؛ سكرة الميت غَشْيَتُه التي تدل الإِنسان على أَنه ميت. وقوله بالحق أَي بالموت الحق. قال ابن الأَعرابي: السَّكْرَةُ الغَضْبَةُ. والسَّكْرَةُ غلبة اللذة على الشباب. والسَّكَرُ الخمر نفسها. والسَّكَرُ شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ والآسِ، وهو محرّم كتحريم الخمر. وقال أَبو حنيفة: السَّكَرُ يتخذ من التمر والكُشُوث يطرحان سافاً سافاً ويصب عليه الماء. قال: وزعم زاعم أَنه ربما خلط به الآس فزاده شدّة. وقال المفسرون في السَّكَرِ الذي في التنزيل: إِنه الخَلُّ وهذا شيء لا يعرفه أَهل اللغة. الفراء في قوله: تتخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً، قال: هو الخمر قبل أَن يحرم والرزق الحسن الزبيب والتمر وما أَشبهها. وقال أَبو عبيد: السَّكَرُ نقيع التمر الذي لم تمسه النار، وكان إِبراهيم والشعبي وأَبو رزين يقولون: السَّكَرُ خَمْرٌ. وروي عن ابن عمر أَنه قال: السَّكَرُ من التمر، وقال أَبو عبيدة وحده: السَّكَرُ الطعام؛ يقول الشاعر: جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَرا أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك. وقال الزجاج: هذا بالخمر أَشبه منه بالطعام؛ المعنى: جعلت تتخمر بأَعراض الكرام، وهو أَبين مما يقال للذي يَبْتَرِكُ في أَعراض الناس. وروى الأَزهري عن ابن عباس في هذه الآية قال: السَّكَرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها، والرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها. ابن الأَعرابي: السَّكَرُ الغَضَبُ؛ والسَّكَرُ الامتلاء، والسَّكَرُ الخمر، والسَّكَرُ النبيذ؛ وقال جرير: إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ مِن سَكَرٍ نادَيْنَ: يا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا وفي الحديث: حرمت الخمرُ بعينها والسَّكَرُ من كل شراب؛ السَّكَر، بفتح السين والكاف: الخمر المُعْتَصَرُ من العنب؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الأَثبات، ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف، يريد حالة السَّكْرَانِ فيجعلون التحريم للسُّكْرِ لا لنفس المُسْكِرِ فيبيحون قليله الذي لا يسكر، والمشهور الأَول، وقيل: السكر، بالتحريك، الطعام؛ وأَنكر أَهل اللغة هذا والعرب لا تعرفه. وفي حديث أَبي وائل: أَن رجلاً أَصابه الصَّقَرُ فَبُعِثَ له السَّكَرُ فقال: إِن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم. والسَّكَّار: النَّبَّاذُ. وسَكْرَةُ الموت: غَشْيَتُه، وكذلك سَكْرَةُ الهَمِّ والنوم ونحوهما؛ وقوله: فجاؤونا بِهِمْ، سُكُرٌ علينا، فَأَجْلَى اليومُ، والسَّكْرَانُ صاحي أَراد سُكْرٌ فأَتبع الضم الضم ليسلم الجزء من العصب، ورواه يعقوب سَكَرٌ. وقال اللحياني: ومن قال سَكَرٌ علينا فمعناه غيظ وغضب. ابن الأَعرابي: سَكِرَ من الشراب يَسْكَرُ سُكْراً، وسَكِرَ من الغضب يَسْكَرُ سَكَراً إِذا غضب، وأَنشد البيت. وسُكِّرَ بَصَرُه: غُشِيَ عليه. وفي التنزيل العزيز: لقالوا إِنما سُكِّرَتْ أَبصارُنا؛ أَي حُبِسَتْ عن النظر وحُيِّرَتْ. وقال أَبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ، وقرأَها الحسن مخففة وفسرها: سُحِرَتْ. التهذيب: قرئ سُكِرت وسُكِّرت، بالتخفيف والتشديد، ومعناهما أُغشيت وسُدّت بالسِّحْرِ فيتخايل بأَبصارنا غير ما نرى. وقال مجاهد: سُكِّرَتْ أَبصارنا أَي سُدَّت؛ قال أَبو عبيد: يذهب مجاهد إِلى أَن الأَبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع السَّكْرُ الماء من الجري، فقال أَبو عبيدة: سُكِّرَتْ أَبصار القوم إِذا دِيرَ بِهِم وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فلم يُبْصِرُوا؛ وقال أَبو عمرو بن العلاء: سُكِّرَتْ أَبصارُنا مأْخوذ من سُكْرِ الشراب كأَن العين لحقها ما يلحق شارب المُسكِرِ إِذا سكِرَ؛ وقال الفراء: معناه حبست ومنعت من النظر. الزجاج: يقال سَكَرَتْ عَيْنُه تَسْكُرُ إِذا تحيرت وسَكنت عن النظر، وسكَرَ الحَرُّ يَسْكُرُ؛ وأَنشد: جاء الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ، وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ قال أَبو بكر: اجْثَأَلَّ معناه اجتمع وتقبَّض. والتَّسْكِيرُ للحاجة: اختلاط الرأْي فيها قبل أَن يعزم عليها فإِذا عزم عليها ذهب اسم التكسير، وقد سُكِرَ. وسَكِرَ النَّهْرَ يَسْكُرُه سَكْراً: سَدَّفاه. وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ، فقد سُكِرَ، والسِّكْرُ ما سُدَّ بِهِ. والسَّكْرُ سَدُّ الشق ومُنْفَجِرِ الماء، والسِّكْرُ: اسم ذلك السِّدادِ الذي يجعل سَدّاً للشق ونحوه. وفي الحديث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم: اسْكُرِيه، أَي سُدِّيه بخرقة وشُدِّيه بعضابة، تشبيهاً بِسَكْر الماء، والسَّكْرُ المصدر. ابن الأَعرابي: سَمَرْتُه ملأته. والسِّكْرُ، بالكسر: العَرِمُ. والسِّكْرُ أَيضاً: المُسَنَّاةُ، والجمع سُكُورٌ. وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكُوراً وسَكَراناً: سكنت بعد الهُبوب. وليلةٌ ساكِرَةٌ: ساكنة لا ريح فيها؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ: تُزَادْ لَياليَّ في طُولِها، فَلَيْسَتُ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ وفي التهذيب قال أَوس: جَذَلْتُ على ليلة ساهِرَهْ، فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكرهْ أَبو زيد: الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري؛ وقد سَكَر سُكُوراً. وسُكِرَ البَحْرُ: رَكَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة بحر: يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُسْكَرُ كذا أَنشده يسكر على صيغة فعل المفعول، وفسره بيركد على صيغة فعل الفاعل.والسُّكَّرُ من الحَلْوَاءِ: فارسي معرَّب؛ قال: يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ في فَمِهِ، مِثْلَ عصير السُّكَّرِ والسُّكَّرَةُ: الواحدة من السُّكَّرِ. وقول أَبي زياد الكلابي في صفة العُشَرِ: وهو مُرُّ لا يأْكله شيء ومَغافِيرهِ سُكَّرٌ؛ إِنما أَراد مثل السُّكَّرِ في الحلاوةِ. وقال أَبو حنيفة: والسُّكَّرُ عِنَبٌ يصيبه المَرَقُ فينتثر فلا يبقى في العُنْقُودِ إِلاَّ أَقله، وعناقِيدُه أَوْساطٌ، هو أَبيض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب، ويُزَبَّبُ أَيضاً. والسَّكْرُ بَقْلَةٌ من الأَحرار؛ عن أَبي حنيفة. قال: ولم يَبْلُغْنِي لها حِلْيَةٌ. والسَّكَرَةُ المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة. والسَّكْرَانُ موضع؛ قال كُثيِّر يصف سحاباً: وعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ، وارْتَكَى يجرُّ كما جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ والسَّيْكَرَانُ: نَبْتٌ؛ قال: وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ من النَّبْتِ، إِلاَّ سَيْكَراناً وحُلَّبَا قال أَبو حنيفة: السَّيْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ قال: وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْكَرانِ فقال: هو السُّخَّرُ ونحن نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قال: وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج. ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قد سَكَرَ يَسْكُرُ. وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه؛ والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتله. التهذيب: روي عن أَبي موسى الأَشعري أَنه قال: السُّكُرْكَةُ خمر الحبشة؛ قال أَبو عبيد: وهي من الذرة؛ قال الأَزهري: وليست بعربية، وقيده شمر بخطه: السُّكْرُكَةُ، الجزم على الكاف والراء مضمومة. وفي الحديث: أَنه سئل عن الغُبَيْراء فقال: لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك: فسأَلت زيد بن أَسلم: ما الغبيراء؟ فقال: هي السكركة، بضم السين والكاف وسكون الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وهي لفظة حبشية قد عرّبت، وقيل: السُّقُرْقَع. وفي الحديث: لا آكل في سُكُرُّجَة؛ هي، بضم السين والكاف والراء والتشديد، إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية، وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها.

|
|
سَكِرَ (القاموس المحيط)
سَكِرَ، كفَرِحَ، سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَراناً: نَقِيضُ صَحا، فهو سَكِرٌ وسَكْرانُ، وهي سَكِرةٌ وسَكْرَى وسَكْرانَةٌ ج: سُكارَى وسَكارَى وسَكْرَى. والسِّكِّيرُ والمِسْكِيرُ والسَّكِرُ والسَّكُورُ: الكثيرُ السُّكْرِ. والسَّكَرُ، محركةً: الخَمْرُ، ونَبيذٌ يُتَّخَذُ من التمرِ والكَشُوثِ، وكلُّ ما يُسْكِرُ، وما حُرِّمَ من ثَمَرَةٍ، والخَلُّ، والطَّعامُ، والامْتِلاَءُ، والغَضَبُ، والغَيْظُ، وبهاءٍ: الشَّيْلَمُ. والسَّكْرُ: المَلْءُ، وبَقْلَةٌ من الأَحْرارِ، (وهو من أحْسَنِ البُقُولِ)، وسَدُّ النَّهْرِ، وبالكسرِ: الاسمُ منه، وما سُدَّ به النَّهْرُ، والمُسَنَّاةُ ج: سُكُورٌ. وسَكَرَتِ الرِّيحُ سُكُوراً وسَكَراناً: سَكَنَتْ. وليلةٌ ساكِرَةٌ: ساكِنَةٌ. والسَّكْرانُ: وادٍ بمَشارِفِ الشامِ. والسَّيْكَرانُ، كضَيْمَرانٍ: نَبْتٌ دائمُ الخُضْرَةِ يُؤْكَلُ حَبُّه، وع. وكزُفَرَ: ع على يومينِ من مِصْرَ. والسُّكَّرُ، بالضم وشَدِّ الكافِ: مُعَرَّبُ شَكَرَ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، ورُطَبٌ طَيِّبٌ، وعِنَبٌ يُصِيبُه المَرَقُ فَيَنْتَثِرُ، وهو من أحْسَنِ العِنَبِ. والسُّكَّرَةُ: ماءَةٌ بالقادِسِيَّةِ. وابنُ سُكَّرَةَ: محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعرُ الهاشِمِيُّ الزاهِدُ المعروفُ، وعبدُ اللهِ بنُ المبارَكِ بنِ الصَّبَّاغِ، يُعْرَفُ بابن سُكَّرَةَ، والقاضي أبو علِيِّ بنُ سُكَّرَةَ: إمامٌ. وسُكَّرٌ: لَقَبُ أحمد بنِ سُليمانَ الحَرْبِيِّ. وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ طاووسِ بنِ سُكَّرٍ: محدثٌ. وككَتِفٍ: سَكِرّ الواعِظُ، ذكره البخاريُّ في تاريخهِ. والسَّكَّارُ: النَّبَّاذُ. وسَكْرَةُ الموتِ والهَمِّ: شِدتُهُ وهَمُّهُ وغَشْيَتُه. وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه. وقوله تعالى: {سُكِّرَتْ أبْصارُنا}، أي: حُبِسَتْ عن النَّظَرِ وحُيِّرَتْ، أو غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ. و{سُكِرَتْ}، بالتخفيفِ، أي: حُبِسَتْ. وكمُعَظَّمٍ: المَخْمورُ.

|
|
سكر (الصّحّاح في اللغة)
السَكْرانُ: خلافُ الصاحي، والجمع سَكْرى وَسَكارى. والمرأةُ سَكْرى. ولغةٌ في بني أسد: سَكْرانَةٌ. وقد سَكِرَ يَسْكَرُ سَكَراً. والاسم السُكْرُ بالضم. وأَسْكَرَهُ الشرابُ. والمِسْكيرُ: الكثير السُكْرِ. والسِكِّيرُ الدائم السُكْرِ. والتَساكُرُ أن يُرِيَ من نفسه ذلك وليس به سُكْرٌ. والسَكَرُ بالفتح: نبيذُ التمر. وفي التنزيل: "تَتَّخِذون منه سَكَراً. النَبَّاذُ. وسَكْرَةُ الموتِ: شِدَّته. والسَكْرُ مصدرُ سَكَرْتُ النهرَ أَسْكُرُهُ سَكْراً، إذا سَدَدْته. والسِكْرُ بالكسر: العَرِمُ. وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكوراً. سكنتْ بعد الهبوب. وليلةٌ ساكِرَةٌ، أي ساكنةٌ. قال أوس بن حجر:
ولَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ تُزادُ لَياليَّ في طولِـهـا وسَكَّرَهُ تَسْكيراً: خَنَقَهُ. والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتُله. والمُسَكَّرُ المخمورُ. قال الشاعر الفرزدق:
ومَنْ يَشْرَبِ الخُرطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا أَبا حاضِرٍ مِنْ يَزْنِ يُعْـرَفْ زنـاؤُهُ وقوله تعالى: "سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا"، أي حُبِسَتْ عن النظَر وحُيِّرَتْ.وقال أبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ. وقرأها الحَسنُ مُخفَّفَةً. وفسرها سُحِرَتْ. والسُكَّرُ فارسيٌّ معرَّبٌ، الواحدة سُكَّرَةٌ.
|
|
سكر (مقاييس اللغة)
السين والكاف والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَيرة. من ذلك السُّكْر من الشراب. يقال سَكِر سُكْراً، ورجلٌ سِكِّير، أي كثير السُّكْر. والتَّسْكير التَّحيير في قولـه عزَّ وجل: لَقَالُوا إنَّما سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا [الحجر 15]، وناس يقرؤونها سُكِرَتْ مخففة. قالوا: ومعناه سُحِرت. والسِّكْر ما يُسكَر فيه الماء من الأرض. والسَّكْر حَبْس الماء، والماء إذا سُكِر تحيَّر. وأمّا قولهم ليلة ساكرة، فهي السَّاكنة التي [هي] طلقةٌ، التي ليس فيها ما يؤذِي. قال أوس: تُزادُ ليالِيَّ في طُولِها فليست بطَلْقٍ ولا ساكِرهْ ويقال سَكَرت الرِّيح، أي سكَنت. والسَّكَر الشَّراب. وحكى ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب. والبعير يُسَكِّر الآخر بذراعه حتى يكاد يقتلُه. قال:
|
|
سكرك (لسان العرب)
أَبو عبيد: ومن الأَشربة السُّكُرْكَةُ؛ قال أَبو موسى الأَشعري في حديثِ السُّكُرْكَةِ: هو خمر الحبشة وهو من الذرة يُسْكِرُ، وهي لفظة حبشية وقد عرّبت فقيل السُّقُرْقُع. وفي الحديث: أنه سئل عن الغُبَيْراء فقال: لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك: فسألت زيد بن أسلم: ما الغبيراء؟ فقال: هي السُّكُرْكَةُ بضم السين والكاف وسكون الراء، نوع من الخمور يتخذ من الذرة.
|
|
كس (مقاييس اللغة)
الكاف والسين صحيح، إلاَّ أنَّه قليلُ الألفاظ. والصحيح منه الكَسَس: خروج الأسنان السُّفْلى مع الحنك الأسفل. رجلٌ أكَسُّ. كذا في كتاب الخليل. وقال غيره: الكَسَس: قِصَر الأسنان. وما بعد هذا فكلامٌ. يقولون الكَسِيس: لحمٌ يُجَفَّفُ على الحجارة *ثم يُدَقُّ ويُتَزَوَّد. وممَّا يصحُّ في هذا: الكَسِيس، وهو شرابٌ يُتَّخَذ من ذُرة. وينشدون: لنا العينُ تَجرِي من كَسِيسٍ ومن سَكَرْ والشِّعر صحيح، ولعلَّ الكلمةَ من بعض اللُّغات التي استعارتها العرب في كلامها. وأمَّا الكسكسة فكلمةٌ مولَّدة فيمن يُبدِل في كلامه الكاف سيناً.
|
|
صحا (لسان العرب)
الصَّحْوُ: ذهابُ الغَيْم، يومٌ صحوٌ وسَماءٌ صحوٌ، واليومُ صاحٍ. وقد أَصْحَيا وأَصْحَيْنا أَي أَصْحتْ لنا السماء. وأَصحَت السماءُ، فهي مُصْحِيةٌ: انْقَشَع عنها الغَيْم، وقال الكسائي: فهي صَحْوٌ قال: ولا تَقُلْ مُصْحِيةٌ، قال ابن بري: يقال أَصْحَت السماء، فهي مُصحِيَةٌ، ويقال: يومٌ مُصْحٍ. وصحا السَّكْرانُ لا غَيْرُ. قال: وأَما العاذِلة فيقال فيها أَصحَت وصحَتْ، فيُشبَّه ذهابُ العَقْل عنْها تارةً بذهاب الغَيم وتارة بذهاب السُّكْر، وأَما الإِفاقة عن الحُبِّ فلم يُسمَع فيه إِلاَّ صحَا مثل السُّكْر؛ قال جرير: أَتَصحُو أَم فؤَادُكَ غيرُ صاحِ؟ ويقال: صَحْوان مثلُ سكْران؛ قال الرحَّال وهو عمرو بن النعمان بنِ البراء: بان الخَليطُ، ولم أَكُنْ صَحْوانا دَنفاً بزَيْنَبَ، لو تُريدُ هَوانا والصَّحْوُ: ارْتِفاعُ النهارِ؛ قال سُوَيْد: تَمْنَحُ المِرْآةَ وَجْهاً واضِحاً، مثلَ قَرْنِ الشمس في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ والصَّحْوُ: ذَهابُ السُّكْرِ وتَرْكُ الصِّبا والباطلِ. يقال: صَحَا قلبهُ. وصَحا السكرانُ من سُكْرِه يَصْحُو صَحْواً وصُحُوّاً، فهو صاحٍ، وأَصْحَى: ذَهَب سُكْرُه، وكذلك المُشْتاقُ؛ قال: صُحُوَّ ناشِي الشَّوْقِ مُسْتَبِلِّ والعرب تقول: ذَهَبَ بين الصَّحْوِ والسَّكْرَةِ أَي بين أَنْ يَعْقِلَ ولا يَعْقِلَ. ابن بُزُرْج: من أَمثالهم يريدُ أَن يأْخذَها بين السَّكْرَةِ والصَّحْوَةِ، مَثلٌ لطالبِ الأَمْرِ يَتجاهَلُ وهو يعلم. والمِصْحاة: جامٌ يُشْرَبُ فيه. وقال أَبو عبيدة: المِصْحاة إناءٌ، قال: ولا أَدرِي من أَيِّ شيءٍ هو؛ قال الأَعشى: بكَأْسٍ وإبْرِيقٍ كأَنّ شَرابَهُ، إذا صُبَّ في المِصْحاةِ، خالَطَ بَقَّمَا وقيل: هو الطاسُ. ابن الأَعرابي: المِصْحاةُ الكَأْسُ، وقيل: هو القَدَح من الفِضةِ؛ واحْتَجَّ بقول أَوْسٍ: إذا سُلّ مِن جَفْنٍ تَأَكَّلَ أَثْرُه، على مِثل مِصْحاةِ اللُّجَين، تأَكُّلا قال: شَبَّهَ نَقاءَ حَديدة السيفِ بنَقاءِ الفِضةِ. قال ابن بري: المِصْحاةُ إناءٌ مِن فِضةٍ قد صَحَا من الأَدْناسِ والأَكْدارِ لِنقاءِ الفِضةِ؛ وقي النهاية في تَرْجَمَة مَصَحَ: دَخَلَتْ عليه أُم حَبيبةَ وهو مَحْضُورٌ كأَنَّ وجهَه مِصحاةٌ.

|
|
نزف (لسان العرب)
نزَفْت ماء البئر نَزْفاً إذا نزحْته كله، ونزَفَت هي، يتعدّى ولا يتعدى، ونُزِفت أَيضاً، على ما لم يسم فاعله. ابن سيده: نزَف البئرَ ينْزِفها نَزْفاً وأَنْزَفها بمعنى واحد، كلاهما: نزَحها. وأَنزَفَت هي: نزَحت وذهب ماؤها؛ قال لبيد: أَرَبَّتْ عليه كلُّ وطْفاء جَوْنةٍ هَتُوفٍ، متى يُنْزَفْ لها الماء تَسْكُبِ قال: وأَما ابن جني فقال: نزَفْت البئر وأَنزَفَت هي فإنه جاء مخالفاً للعادة، وذلك أَنك تَجد فيها فعَل متعدياً، وأَفعَل غير متعدّ، وقد ذكر علة ذلك في شَنَق البعيرَ وجَفَلَ الظَّلِيمَ. وأَنزَف القومُ: نَفِدَ شرابُهم. الجوهري: أَنزَف القومُ إذا انقطع شرابهم، وقرئ: ولا هم عنها يُنْزِفُون، بكسر الزاي. وأَنزف القوم إذا ذهب ماء بئرهم وانقطع. وبئر نَزيفٌ ونَزُوف: قليلة الماء مَنزوفة. ونزَفْت البئر أَي استقَيْت ماءها كلَّه. وفي الحديث: زَمْزمُ لا تُنْزَف ولا تُذَمُّ أَي لا يَفْنى ماؤها على كثرة الاستقاء. أَبو عبيدة: نَزِفَت عَبْرتُه، بالكسر، وأَنزَفها صاحبها؛ قال العجاج: وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ، وأَنزَفَ العَبْرةَ من لاقى العِبَرْ ذمَره: زجَره أَي قال له جِدَّ في الأَمْر؛ وقال أَيضاً: وقد أَراني بالدِّيارِ مُنْزَفا، أَزْمانَ لا أَحْسَبُ شيئاً مُنْزَفا والنُّزْفةُ، بالضم: القليل من الماء والخمر مثل الغُرْفة، والجمع نُزَفٌ؛ قال ذو الرمة: يُقَطِّعُ مَوضُونَ الحديثِ ابتِسامُها، تَقَطُّعَ ماء المُزْن في نُزَفِ الخَمْر (* قوله «موضون الحديث» كذا بالأصل هنا، وقدم المؤلف في مادة قطع: موضوع الحديث بدل ما هنا، وقال في التفسير: موضوع الحديث محفوظه.) وقال العجاج: فشَنَّ في الإبرِيق منها نُزَفا والمِنْزَفَةُ: ما يُنْزَف به الماء، وقيل: هي دُلَيَّة تُشَدُّ في رأْس عود طويل، ويُنْصب عود ويُعَرَّض ذلك العود الذي في طرَفه الدَّلْو على العود المنصوب ويُستقى به الماء. ونزَفه الحجَّام يَنْزِفُه وينْزُفُه: أَخرج دمه كله. ونُزِف دمه نَزْفاً، فهو مَنْزوف ونَزِيف: هُرِيق. ونزَفَ فلان دَمَه يَنْزِفُه نزْفاً إذا استخرجه بحِجامة أَو فَصْد، ونزَفه الدمُ يَنْزفه نزْفاً، قال: وهذا هو من المقلوب الذي يُعرف معناه، والاسم من ذلك كله النُّزْف. ويقال: نزَفه الدم إذا خرج منه كثيراً حتى يَضْعُف. والنُّزْف: الضعْف الحادث عن ذلك؛ فأَما قول قَيس بن الخَطِيم: تَغْتَرِقُ الطرْفَ، وهي لاهِيةٌ، كأَنَّما شَفَّ وجْهَها نُزْفُ فإن ابن الأَعرابي قال: يعني من الضعْفِ والانْبِهار، ولم يزد على ذلك؛ قال غيره: النُّزف هنا الجرح الذي ينْزِفُ عنه دم الإنسان؛ وقال أَبو منصور: أَراد أَنها رَقِيقة المَحاسن حتى كأَنَّ دمها مَنْزُوف. وقال اللحياني: أَدركه النُّزْف فصرعه من نَزْفِ الدم. ونزَفه الدمُ والفَرَقُ: زال عقْلُه؛ عن اللحياني. قال: وإن شئت قلت أَنْزَفَه. ونزَّفت المرأَة تَنزيفاً إذا رأَت دماً على حملها، وذلك يَزيد الولد ضَعفاً وحَمْلَها طولاً. ونُزِفَ الرجلُ دماً إذا رَعَف فخرج دمه كله. وفي المثل: فلان أَجْبَنُ من المَنزوف ضَرِطاً وأَجبن من المنزوف خَضْفاً؛ وذلك أَن رجلاً فَزِع فضَرطَ حتى مات؛ وقال اللحياني: هو رجل كان يدعي الشجاعة، فلما رأَى الخيل جعل يَفْعل حتى مات هكذا، قال: يفعل يعني يَضْرَطُ؛ قال ابن بري: هو رجل كان إذا نُبِّه لشُرب الصَّبوح قال: هلاَّ نَبَّهْتني لخيل قد أَغارت؟ فقيل له يوما على جهة الاختبار: هذه نواصي الخيل فما زال يقول الخيل الخيلَ ويَضْرَط حتى مات؛ وقيل: المَنزوف هنا دابّة بين الكلب والذئب تكون بالبادية إذا صيح بها لم تزل تَضْرَط حتى تموت. والنَّزِيفُ والمَنْزوفُ: السكرانُ المنزوفُ العقْلِ، وقد نُزِفَ. وفي التنزيل العزيز: لا يُصَدَّعُون عنها ولا يُنْزَفُون أَي لا يَسكَرون؛ وأَنشد الجوهري للأُبَيْرِد: لَعَمْرِي لئنْ أَنْزَفْتُمُ أَو صَحَوتُمُ، لبئسَ النَّدامَى كنتمُ، آلَ أَبْجَرا شرِبتم ومَدَّرْتُمْ، وكان أَبوكُمُ كَذا كمْ، إذا ما يَشْرَبُ الكاسَ مَدَّرا قال ابن بري: هو أَبجرُ بن جابر العَجليّ وكان نصرانياً. قال: وقوم يجعلون المُنْزِف مثل المَنْزُوف الذي قد نُزِفَ دمُه. وقال اللحياني: نُزف الرجل، فهو مَنزوف ونَزِيف، أَي سَكِر فذهب عقلُه. الأَزهري: وأَما قول اللّه تعالى في صفة الخمر التي في الجنة: لا فيها غَول ولا هم عنها يُنْزَفُون؛ قيل أَي لا يَجدون عنها سُكْراً، وقرئت: يُنزِفُون؛ قال الفراء وله معنيان: يقال قد أَنْزَفَ الرَّجلُ فَنِيت خمره، وأَنزَفَ إذا ذهبَ عقله من السكر، فهذان وجهان في قراءة مَن قرأَ يُنْزِفون، ومن قرأَ يُنْزَفون فمعناه لا تذهب عُقولهم أَي لا يسْكرون؛ قال الشاعر في أََنْزَف: لعَمْرِي لئن أَنْزَفْتُمُ أَو صحَوْتمُ قال أَبو منصور: ويقال للرجل الذي عَطِشَ حتى يَبِست عُروقه وجَفَّ لِسانه نَزِيف ومَنْزُوف؛ قال الشاعر: شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ ماء الحَشْرَجِ أَبو عمرو: النَّزيفُ السكران، والسكرانُ نَزيف إذا نُزِف عقله. والنَّزيف: المَحْمُوم؛ قال أَبو العباس: الحَشْرَجُ النُّقْرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصْفُو. ونَزَف عَبْرتَه وأَنْزَفَها: أَفناها. وأَنزف الشيءَ؛ عن اللحياني؛ قال: أَيامَ لا أَحْسَبُ شيئاً مُنْزَفا وأَنزفَ القومُ: لم يبقَ لهم شيء. وأَنزف الرجلُ: انقطع كلامه أَو ذهب عقله أَو ذهبت حجته في خُصومة أَو غيرها؛ وقال بعضهم: إذا كان فاعلاً، فهو مُنزِف، وإذا كان مفعولاً، فهو مَنزوف، كأَنه على حذف الزائد أَو كأَنه وُضِع فيه النَّزْف. الجوهري: ونُزِف الرجل في الخصومة إذا انقطعت حُجته. الليث: قالت بنت الجَلَنْدى ملك عُمان حين أَلبست السُّلَحْفاةَ حُلِيَّها ودخلت البحر فصاحت وهي تقول: نَزافِ نَزاف، ولم يبقَ في البحر غير قَذاف؛ أَرادت انْزِفْن الماء ولم يبق غير غرفة.

|
|
نشا (لسان العرب)
النَّشا، مقصور: نَسِيم الرِّيح الطيبة، وقد نَشِيَ منه ريحاً طيبة نِشْوةً ونَشْوة أَي شَمِمْت؛ عن اللحياني؛ قال أَبو خِراش الهُذلي: ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهمْ، وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ قال ابن بري: قال أَبو عبيدة في المَجاز في آخر سورة ن والقلم: إَنَّ البت لقَيْس بن جَعْدة الخُزاعي. واسْتَنْشَى وتَنَشَّى وانْتَشَى. وأَنْشَى الضَّبُّ الرجلَ: وجَدَ نِشْوَتَه، وهو طَيِّب النِّشْوةِ والنَّشْوةِ والنِّشْيةِ (* قوله« والنشية» كذا ضبط في الأصل، والذي في القاموس: النشية كغنية، وغلطه شارحه فقال: الصواب نشية، بالكسر، زاعماً أنه نص ابن الاعرابي لكن الذي عن ابن الاعرابي كما في غير نسخة عتيقة من المحكم يوثق بها نشيه كغنية) ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، أَي الرائحة، وقد تكون النِّشوة في غير الريح الطيبة. والنَّشا، مقصْور: شيء يعمل به الفالوذَجُ، فارسي معرب، يقال له النَّشاسْتَج، حذف شطره تخفيفاً كما قالوا للمَنازِل مَنا، سمي بذلك لخُموم رائحته. ونشِيَ الرجل من الشراب نَشْواً ونُشْوةً ونَشوةً ونِشْوةً؛ الكسر عن اللحياني، وتَنَشَّى وانْتَشَى كله: سَكِرَ، فهو نَشْوان؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِني نَشِيتُ فما أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ، حتى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي ورجل نَشْوانُ ونَشْيانُ، على المُعاقبة، والأُنثى نَشْوَى، وجمعها نَشاوَى كسَكارَى؛ قال زهير: وقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ نَشاوَى واجِدينَ لِما نَشاء واسْتَبانَتْ نَشْوَتُه، وزعم يونس أَنه سمع نِشْوته. وقال شمر: يقال من الرِّيح نِشْوةٌ ومن السُّكْر نَشْوةٌ. وفي حديث شرب الخمر: إِن انْتَشَى لم تُقْبل له صلاةٌ أَربعين يوماً؛ الانْتِشاء: أَول السُّكر ومُقدَّماته، وقيل: هو السكر نفْسُه، ورجل نَشْوانُ بيِّن النَّشْوة. وفي الحديث: إِذا اسْتَنشَيت واسْتَنْثَرْت أَي اسْتَنْشَقْت بالماء في الوضوء، من قولك نَشِيت الرائحة إِذا شَمِمْتَها. أَبو زيد: نَشِيت منه أَنْشَى نشوة، وهي الرِّيح تجدها، واسْتَنْشَيْتُ نَشا رِيح طيبة أَي نَسِيمها؛ قال ذو الرمة: وأَدْرَك المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه ومِن ثمائِلها، واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ وقال الشاعر: وتَنْشَى نَشا المِسْك في فارةٍ، وريحَ الخُزامَى على الأَجْرَع قال ابن بري: قال على بن حمزة يقال للرائحة نَشوة ونَشاة ونَشاً؛ وأَنشد:بآيةِ ما إِنَّ النَّقا طَيِّبُ النَّشا، إِذا ما اعْتراه، آخِرَ اللَّيل، طارِقُهْ قال أَبو زيد: النَّشا حِدَّة الرائحة، طيبة كانت أَو خبيثة؛ فمن الطيب قول الشاعر: بآية ما إِن النقا طيب النشا ومن النَّتْن النَّشا، سمي بذلكَ لنَتْنِه في حال عمله، قال: وهذا يدل على أَن النَّشا عربي وليس كما ذكره الجوهري، قال: ويدلك على أَن النَّشا ليس هو النَّشاسْتَج، كما زعم أَبو عبيدة في باب ضروب الأَلوان من كتاب الغريب المصنف الأُرْجُوان: الحُمْرة، ويقال الأُرْجُوان النَّشاستج، وكذلك ذكره الجوهري في فصل رجا فقال: والأُرْجوان صبغ أَحمر شديد الحمرة؛ قال أَبو عبيد: وهو الذي يقال له النشاستج، قال: والبَهْرَمان دونه؛ قال ابن بري: فثبت بهذا أَن النشاستج غير النَّشا. والنِّشْوة: الخَبَرُ أَوّل ما يَرِدُ. ورجل نَشْيانُ بَيِّن النِّشوة: يتَخَبَّرُ الأَخبار أَوَّلَ ورُودها، وهذا على الشذوذ، إِنما حكمه نَشْوان، ولكنه من باب جَبَوْت المال جباية. الكسائي: رجل نَشْيانُ للخبر ونَشْوان، وهو الكلام المُعْتَمد. ونَشِيت الخبر إِذا تَخبَّرت ونظرتَ من أَين جاء. ويقال: من أَين نَشِيتَ هذا الخبرَ أَي من أَين علمته؟ الأَصمعي: انْظُر لنا الخبر واستَنْشِ واستَوْشِ أَي تعَرَّفْه. ورجل نَشْيانُ للخبر بيِّن النِّشوة، بالكسر، وإِنما قالوه بالياء للفرق بينه وبين النَّشْوانِ، وأًصل الياء في نَشِيت واو، قلبت ياء للكسرة. قال شمر: ورجل نَشْيانُ للخبَر ونَشْوانُ من السُّكر، وأَصلهما الواو ففَرقوا بينهما. الجوهري: ورجل نَشْوان أَي سَكران بيِّن النَّشوة، بالفتح. قال: وزعم يونس أَنه سمع فيه نِشْوة، بالكسر، وقول سنان بن الفحل: وقالوا: قد جُنِنْتَ فقلت: كَلاَّ ورَبي ما جُنِنْتُ، ولا انْتشَيْتُ يريد: ولا بَكَيْتُ من سكر؛ وقوله: من النَّشَواتِ والنَّشَإِ الحِسانِ أَراد جمع النَّشْوة. وفي الحديث: أَنه دخل على خَديجةَ خَطَبها ودخلَ عليها مُسْتَنْشِيةٌ من مُوَلَّدات قُريش، وقد روي بالهمز، وقد تقدَّم. والمُسْتَنْشِيةُ: الكاهِنةُ سميت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِي الأَخبارَ أَي تبحَث عنها، من قولك رجل نَشْيانُ للخبر. يعقوب: الذئب يَسْتَنْشِئُ الريح، بالهمز، قال: وإِنما هو من نَشِيت غير مهموز. ونَشَوْتُ في بني فلان: رُبِّيتُ، نادر، وهو محوّل من نشأْت، وبعكسه هو يَسْتَنْشِئُ الريح، حوّلوها إِلى الهمزة. وحكى قطرب: نَشا يَنْشُو لغة في نشأَ ينشأُ، وليس عنده على التحويل. والنَّشاة: الشجرة اليابسة، إِما أَن يكون على التحويل، وإِما أَن يكون على ما حكاه قطرب؛ قال الهذلي: تَدَلَّى عَلَيْه من بَشامٍ وأَيْكةٍ نَشاة فُرُوعٍ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ والجمع نَشاً. والنَّشْوُ: اسم للجمع؛ أَنشد: كأَنَّ على أَكتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ، وقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ

|
|
مزر (لسان العرب)
المِزْرُ: الأَصل. والمزرُ: نَبِيذُ الشعير والحنطة والحبوب، وقيل: نبيذ الذُّرَة خاصَّة. غيره: المِزْر ضَرْبٌ من الأَشربة. وذكر أَبو عبيد: أَن ابن عمر قد فسر الأَنبذة فقال البِتْعُ نبيذ العَسَل، والجِعَةُ نبيذ الشعيرِ، والمزر من الذرة، والسَّكَرُ من التمر، والخَمْرُ من العنب، وأَما السُّكُرْكَة، بتسكين الراء، فخمر الحَبَش؛ قال أَبو موسى الأَشعري: هي من الذرة، ويقال لها السُّقُرْقَعُ أَيضاً، كأَنه معرب سُكُرْكَةٍ، وهي بالحبشية. والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ: التَّرَوُّقُ والشُّرْبُ القَلِيلُ، وقيل: الشرْبُ بمَرَّةٍ، قال: والمِزْرُ الأَحْمَقُ. والمَزْرُ، بالفتح: الحَسْوُ لِلذَّوْقِ. ويقال: تَمَزَّرْتُ الشرابَ إِذا شَرِبْتَه قليلاً قليلاً، وأَنشد الأُموي يصف خمراً: تَكُونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ، في فَمِهِ، مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ والتَّمَزُّرُ: شُرْبُ الشرابِ قليلاً قليلاً، بالراء، ومثله التَّمَزُّرُ وهو أَقل من التمزر؛ وفي حديث أَبي العالية: اشْرَبِ النبيذَ ولا تُمَزِّرْ أَي اشْرَبْه لتسكين العطش كما تشرب الماء ولا تشربه للتلذذ مرة بعد أُخرى كما يصنع شارِبُ الخمر إِلى أَن يَسْكَر. قال ثعلب: مما وجدنا عن النبي، صلى الله عليه وسلم: اشْرَبُوا ولا تَمَزَّرُوا أَي لا تُدِيرُوه بينكم قليلاً قليلاً، ولكن اشربوه في طِلْقٍ واحد كما يُشْرَبُ الماء، أَو اتركوه ولا تشربوه شرْبة بعد شربة. وفي الحديث: المَزْرَةُ الواحدة تحرِّمُ أَي المصَّةُ الواحدة. قال: والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ الذوْقُ شيئاً بعد شيء؛ قال ابن الأَثير: وهذا بخلاف المرويّ في قوله: لا تُحَرِّمُ المَصَّةُ ولا المصتانِ، قال: ولعله لا تحرم فحرَّفه الرواة. ومَزَرَ السقاءَ مَزْراً: مَلأَه؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِيراً ملأَها فلَم يتْرُكْ فيها أَمْتاً؛ وأَنشد شمر: فَشَرِبَ القَوْمُ وأَبْقَوْا سُورا، ومَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِيرا والمَزِيرُ: الشَّدِيدُ القلبِ القَوِيُّ النافِذُ بَيِّنُ المَزَارَةِ؛ وقد مَزُرَ، بالضم، مَزَارَةً، وفلان أَمْزَرُ منه؛ قال العباس بن مِرْداسٍ: تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيه، وفي أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِيرُ ويروى: أَسد مَزِيرُ، والجمع أَمازِرُ مثل أَفِيل وأَفائِلَ؛ وأَنشد الأَخفش: إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ، خافي بَسَالَةَ الـ ـرجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كُلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ قال: يريد أَقاصِرُهُم وأَمازِرُهم، كما يقال فلان أَخبث الناس وأَفْسَقُه، وهي خَيْرُ جاريةٍ وأَفْضَلُهُ. وكل تَمْرٍ استحكم، فقد مَزُرَ يَمْزُرُ مَزَارَةً. والمَزِيرُ: الظَّرِيفُ؛ قاله الفراء؛ وأَنشد: فلا تذهبن عيناك في كل شرمح طوال، فإِن الأَقصرين أَمازره أَراد: أَمازر ما ذكرنا، وهم جمع الأَمزر.

|
|
الطَّوْقُ (القاموس المحيط)
الطَّوْقُ: حَلْيٌ للعُنُقِ، وكُلُّ ما اسْتدارَ بشيءٍ، ج: أطْواقٌ. وتَطَوَّقَ: لَبِسَه، و= : الوُسْعُ والطاقَةُ، وحابولُ النَّخْلِ. ومالكُ بنُ طَوْقٍ: كان في زَمَنِ هارونَ، وهو صاحبُ رَحَبَةِ الفُراتِ. و"كَبِرَ عَمْرٌو عن الطَّوْقِ": يُضْرَبُ لمُلابِسِ ما هو دون قَدْرِه، وهو عَمْرُو بنُ عَدِيٍّ، وكان خالُه جَذِيْمَةُ جَمَعَ غِلْمَاناً من أبْناء المُلوكِ يَخْدِمونَهُ، منهم عَدِيٌّ، وكان جميلاً، فَعَشِقَتْه رَقاشِ أخْتُ جَذِيمَةَ، فقالت له: إذا سَقَيْتَ المَلِكَ فَسَكِرَ فاخْطُبْنِي إليه، فَسَقَى عَدِيٌّ جَذِيمَةَ، وألْطَفَ له، فلما سَكِرَ قال له: سَلْني ما أحْبَبْتَ، فقالَ: زَوِّجْنِي رَقاشِ أخْتَكَ، قال: قد فَعَلْتُ، فَعَلِمَتْ رَقاشِ أنه سَيُنْكِرُ إذا أفاقَ، فقالت للغُلامِ: ادْخُلْ على أهْلِكَ، فَفَعَلَ، وأصْبَحَ في ثيابٍ جُددٍ وطيبٍ، فلما رَآهُ جَذِيْمَةُ، قال: ما هذا؟ قال: أنْكَحْتَنِي أخْتَكَ البارِحَةَ، فقال: ما فَعَلْتُ، وجَعَلَ يَضْرِبُ وَجْهَهُ ورأسَه، وأقْبَلَ على رَقاشِ، وقال: حَدِّثِيني وأنتِ غيرُ كَذُوبٍ **** أبِحُرٍّ زَنَيْتِ أمْ بهَجينِ أمْ بعَبْدٍ وأنتِ أهْلٌ لعَبْدٍ **** أمْ بدونٍ وأنتِ أهْلٌ لدُونِ قالتْ: بل زَوَّجتَني كُفُؤاً كريماً من أبناءِ المُلوكِ، فأطْرَقَ جَذيمةُ، فلما أُخْبِرَ عَدِيٌّ بذلك خافَ، فَهَرَبَ، ولَحِقَ بِقَوْمِهِ، وماتَ هُنالِكَ وعَلِقَتْ منهُ رَقاشِ، فأتَتْ بابْنٍ سَمَّاهُ جَذيمَةُ عَمْراً، وتَبَنَّاهُ، وأحَبَّهُ حُبّاً شَديداً، وكانَ لا يولَدُ له، فلمَّا تَرَعْرَعَ كانَ يَخْرُجُ مع الخَدَمِ يَجْتَنونَ للمَلِكِ الكَمْأَةَ، فَكانوا إذا وَجَدوا كَمْأَةً خِياراً أكَلوها، وأتَوا بالباقي إلى المَلِكِ، وكانَ عَمْرٌو لا يأكُلُ منه، ويَأتِي به كما هو، ويقولُ: هذا جَنايَ وخِيارُهُ فيهِ **** إذْ كُلُّ جانٍ يَدُهُ إلى فِيهِ ثم إِنَّهُ خَرَجَ يَوْماً وعليه حَلْيٌ وثِيابٌ، فاسْتُطيرَ، فَفُقِدَ زَماناً، فَضُرِبَ في الآفاقِ، فلم يوجَدْ، ثم وجَدَهُ مالِكٌ وعَقيلٌ ابنا فارِجٍ، رَجُلانِ من بَلْقَيْنِ كانا مُتَوَجِّهَيْنِ إلى جَذيمَةَ بِهَدايا، فبينما هُما بوادٍ في السَّماوَةِ، انْتهَى إليهما عَمرُو بنُ عَدِيٍّ، فَسألاهُ مَنْ أنْتَ؟ فقالَ: ابنُ التَّنوخِيَّة، فقالا لجارِيَةٍ مَعَهُما: أطْعِمينا، فأطْعَمَتْهُما، فأشارَ عَمْرٌو إليها: أنْ أطْعِميني، فأطْعَمَتْهُ ثم سَقَتْهُما، فقال عَمْرٌو: اسْقيني، فقالت الجارِيَةُ: "لا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فَيطَمَعَ في الذراعِ"، ثُمَّ إِنَّهما حَمَلاهُ إلى جَذيمَةَ، فَعَرَفَهُ وضَمَّهُ وقَبَّلَهُ، وقالَ لَهُما: حُكْمَكُما! فَسألاهُ مُنادَمَتَهُ، فَلَمْ يَزالا نَديمَيْهِ، وبَعَثَ عَمْراً إلى أُمِّهِ، فأدْخَلَتْهُ الحَمَّامَ، وألْبَسَتْهُ وطَوَّقَتْهُ طَوْقاً كانَ له مِنْ ذَهبٍ، فَلَمَّا رآه جَذيمَة، قالَ: كَبِرَ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ. والأَطْواقُ: لَبَنُ النارِجيلِ، وهو مُسْكِرٌ جِدّاً سُكْراً مُعْتَدِلاً ما لَم يَبْرُزْ شارِبُهُ للريحِ، فإِنْ بَرَزَ أفْرَطَ سُكْرُهُ، وإذا أدامَهُ منْ لَم يَعْتَدْهُ أفْسَدَ عَقْلَهُ، فإنْ بَقِيَ إلى الغَدِ كانَ أثْقَفَ خَلٍّ. والطَّوْقَةُ: أرْضٌ تَسْتَديرُ سَهْلَةٌ بين أرَضينَ غِلاظٍ. والطاقُ: ما عُطِفَ من الأَبْنِيَةِ، ج: طاقاتٌ وطيقانٌ، وضَرْبٌ من الثيابِ، والطَّيْلَسانُ أوِ الأَخْضَرُ، ود بِسِجِسْتانَ، وحِصْنٌ بطَبَرِسْتانَ، وبه سَكَنَ محمدُ بنُ النُّعْمانِ شَيطانُ الطاقِ، وناشِزٌ يَنْدُرُ من الجَبَلِ، كالطائِق، وكذلك في البِئْرِ، وفيما بين كُلِّ خَشَبَتَينِ من السَّفينَةِ، ويُقالُ: طاقُ نَعْلٍ، وطاقَةُ رَيْحانٍ. وطائقانُ: ة بِبَلْخَ. وطَوَّقْتُكَهُ: كَلَّفْتُكَهُ. وطَوَّقَني اللّهُ أداءَ حَقِّهِ: قَوَّاني عليه. وطَوَّقَتْ له نفسُه: طَوَّعَتْ، أي: رَخَّصَتْ وسَهَّلَتْ، وقُرِئَ: {وعلى الذينَ يُطَوَّقونَهُ}، أي: يُجْعَلُ كالطَّوْقِ في أعْناقِهِم. يَطَّوَّقُونَهُ: أَصلُهُ: يَتَطَوَّقُونَهُ، قُلِبَتِ التّاءُ طاءً وأُدْغِمَتْ. يُطَيَّقُونه: أَصلُهُ: يُطَيْوَقُونَهُ، قُلِبَتِ الواوُ ياءً. يَطَّيَّقونَهُ، يَتَفَيْعَلُونَهُ: أَصلُهُ: يَتَطَيْوَقُونَهُ، قُلِبَت الواوُ ياءً. والمُطَوَّقَةُ: الحَمَامَةُ ذاتُ الطَّوْقِ، والقارورةُ الكَبيرةُ لها عُنُقٌ مُطَوَّقَةٌ. والإِطاقَةُ: القُدْرَةُ على الشَّيْءِ. وقد طاقَهُ طَوْقاً، وأَطاقَهُ، وعليه، والاسمُ: الطاقَةُ.

|
|
فوق (لسان العرب)
فَوْقُ: نقيض تحت، يكون اسماً وظرفاً، مبني، فإذا أًضيف أًعرب، وحكى الكسائي: أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ، بالفتح على حذف المضاف وترك البناء، قوله تعالى: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا بعوضةً فما فَوْقَها؛ قال أبو عبيدة: فما دونها، كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تقول وفَوْقَ ذلك أي أصغر من ذلك؛ وقال الفراء: فما فَوْقَها أي أعظم منها، يعني الذُّباب والعَنْكبوت. الليث: الفَوْقَ نقيض التحت، فمن جعله صفة كان سبيله النصب كقولك عبد الله فَوْقَ زيدٍ لأنه صفة، فإن صيرته اسماً رفعته فقلت فوقُه رأسُه، صار رفعاً ههنا لأنه هو الرأس نفسه، ورفعت كلَّ واحد منهما بصاحبه الفَوْقُ بالرأس، والرأسُ بالفَوْقِ. وتقول: فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ، نصبت الفَوْقَ لأنه صفة عين القَلَنْسُوة، وقوله تعالى: فخرَّ عليهم السقف من فَوْقِهِمْ، لا تكاد تظهر الفائدة في قوله من فَوْقِهِمْ لأن عليهم قد تنوب عنها. قال ابن جني: قد يكون قوله من فَوْقِهِم هنا مفيداً، وذلك أن قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة عَلى، تقول قد سِرْنا عشْراً وبَقيَتْ علينا ليلتان، وقد حفظت القرآن وبقيت عَلَيَّ منه سورتان، وقد صمنا عشرين من الشهر وبقي علينا عشر، وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه وقُبْح أفعاله: قد أَخرب عليّ ضَيْعَتي وأعْطَبَ عليَّ عَواملي، فعلى هذا لو قيل فخرَّ عليهم السقف ولم يُقَلْ من فوقهم، لجاز أن يظن به أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم، وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم، فإذا قال من فوقهم زال ذلك المعنى المحتمل، وصار معناه أنه سقط وهم من تحته، فهذا معنىً غيرُ الأول، وإنما اطّردَتْ على في الأفعال التي قدمنا ذكرها مثل خربت عليه ضَيْعَتُه، وبطلت عليه عَواملهُ ونحو ذلك من حيث كانت عَلى في الأصل للاستعلاء، فلما كانت هذه الأحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإنسان وتَضَعُه وتعلوه وتَتَفَرَّعُه حتى يخضع لها ويَخْنع لما يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع عَلى، ألا تراهم يقولون هذا لك وهذا عليك؟ فتَسْتعمل اللام فيما تُؤثِرهُ وعلى فيما تكرهه؛ قالت الخنساء: سَأحْمِلُ نَفْسي على آلَةٍ، فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها وقال ابن حلزة: فلَهُ هنالِكَ، لا عَلَيْهِ، إذا دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ فمِنْ هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال. وقوله تعالى: لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم؛ أراد تعالى: لأكلوا من قَطْر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من فَرْقِهِ إلى قَدَمه. وقوله تعالى: إذ جاؤوكم من فَوْقِكم ومن أسْفَلَ منكم؛ عَنى الأحزاب وهم قريش وغَطَفان وبنو قُرَيظةُ قد جاءتهم من قَوقهم وجاءت قريش وغطَفان من ناحية مكة من أسفل منهم. وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً: علاهُ. وتقول: فلان يَفُوقَ قومه أي يعلوهم، ويفوق سطحاً أي يعلوه. وجارية فائِقةٌ: فاقَتْ في الجمال. وقولهم في الحديث المرفوع: إنه قَسَم الغنائم يوم بدر عن فُواقٍ أي قسمها في قدر فُواقِ ناقةٍ، وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، تضم فاؤه وتفتح، وقيل: أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ على قدر غَنائهم وبَلائهم، وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رَغْبَةٍ وطِيبِ نفس، لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا محالة ومجاوزاً له؛ وقال ابن سيده في الحديث: أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم فيها فَوْق بعض على قدر غنائهم يومئذ؛ وفي التهذيب: كأنه أراد فَعَل ذلك في قدر فُواق ناقة، وفيه لغتان: من فَواق وفُواق. وفاقَ الرجل صاحبه: علاه وغلبه وفَضَلَهُ. وفاقَ الرجل أصحابه يَفُوقهم أي علاهم بالشرف. وفي الحديث حُبّب إليّ الجمال حتى ما أُحب أن يَفُوقني أحد بشِراك نعل؛ فُقْت فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فَوْقه في المرتبة؛ ومنه الشيء الفائقُ وهو الجيد الخالص في نوعه؛ ومنه حديث حنين: فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الريح من صدره. وفلان يَفُوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج مثل يَرِيقُ بنفسه. وفَاقَ بنفسه يَفُوقعند الموت فَوقاً وفُؤوقاً: جاد، وقيل: مات. ابن الأعرابي: الفَوْق نفس الموت. أبو عمرو: الفُوق الطريق الأول، والعرب تقول في الدعاء: رجع فلان إلى فُوقه أي مات؛ وأنشد: ما بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها، ثُمَّتَ لا يَرجِعْ لها في فُوقِها؟ أي لا يرجع ريقها إلى مجراه. وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً: أَخذه البَهَرُ. والفُواقُ: ترديد الشَّهْقة العالية. والفُواق: الذي يأخذ الإنسانِ عند النزع، وكذلك الريح التي تَشْخَصُ من صدره، وبه فُواق؛ الفراء: يجمع الفُواق أفِيقَةً، والأصل أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت ياء لإنكسار ما قبلها؛ ومثله: أقيموا الصلاة؛ الأصل أقْوِمُوا فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف فقُرِئَتْ أقيموا، كذلك قولهم أفِيقة. قال: وهذا ميزان واحد، ومثله مُصيبة كانت في الأصل مُصْوبِة وأفْوِقَة مثل جواب وأجْوِبة. والفُوَاق والفَوَاق: ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَيعةً يُرضعها الفَصيل لتَدِرّ ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فُوَاقاً. وفي حديث علي: قال له الأسير يوم صفِّين: أنْظِرْني فُوَاق ناقة أي أخِّرني قدر ما بين الحلبتين. وفلان يفوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج. وفُوَاق الناقة وفَواقها: رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها. يقال: لا تنتظره فُوَاق ناقة، وأقام فُوَاق ناقة، جعلوه ظرفاً على السعة. وفُوَاق الناقة وفَواقها: ما بين الحلبتين إذا فتحتَ يدك، وقي: إذا قبض الحالب على الضَّرْع ثم أرسله عند الحلب. وفيقَتُها: درّتها من الفُواق، وجمعها فيقٌ وفَيقٌ، وحكى كراع فَيْقَةَ الناقة، بالفتح، ولا أدري كيف ذلك. وفَاقَت الناقة بدِرّتها إذا أرسلتْها على ذلك. وأفَاقَتِ الناقة تُفِيق إفاقةً أي اجتمعت الفِيقةُ في ضرعها، وهي مُفِيق ومُفِيقةٌ: دَرّ لبنها، والجمع مَفَاويق. وفَوّقَها أهلُها واسْتَفَاقوها: نَفَّسوا حلبها؛ وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قِسيّاً: لنا مسائحُ زُورٌ، في مَراكِضِها لِينٌ، وليس بها وَهْيٌ ولا رَفَقُ شُدَّت بكل صُهَابيّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ قال: الفُيُق جمع مُفِيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، وذلك أنهم يحلبون الناقة ثم يتركونها ساعة حتى تفيق. يقال: أفَاقَت الناقة فاحْلُبْها. قال ابن بري: قوله الفُيُق جمع مُفِيقٍ قياسه جمع فَيُوق أو فَائقٍ. وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إذا نَفَّسوا حلبها حتى تجتمع دِرّتها. والفُواقَ والفَوَاق: ما بين الحلبتين من الوقت، والفُواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب، وهو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتى تَدِرّ؛ قال الراجز: أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها، مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها أفْوِقاتٌ: جمع أفْوقِةٍ، وأفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ. وقد فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً وفِيقةً؛ وكلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ، فاسمها الفِيقةُ. وقال ابن الأعرابي: أفاقتِ الناقةُ تُفِيقُ إفاقةً وفُوَاقاً إذا جاء حين حلبها. ابن شميل: الإفاقةُ للنافة أن تَرِدَ من الرعي وتُتْرك ساعة حتى تستريح وتفيق، وقال زيد بن كُثْوة: إفاقةُ الدِّرة رجوعها، وغرارُها ذهابها. يقال: اسْتَفِقِ الناقةَ أي لا تحلبها قبل الوقت؛ ومنه قوله: لا تَسْتَفِقْ من الشراب أي لا تشربه في الوقت، وقيل: معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً إنما تشربه دائماً. ابن الأعرابي: المُفَوَّقُ الذي يُؤخَذ قليلاً قليلاً من مأكول أو مشروب. ويقال: أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب؛ قال الأعشى: المُهِيِنينَ ما لَهُمْ في زمان السْـ سوءِ، حتى إذا أفَاقَ أفَاقُوا يقول: إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا من نحر الإبل. وقال نصير: يريد إذا أفاقَ الزمانُ سهمِه ليرميهم بالقحط أفاقُوا له سِهامهم بنحر الإبل.وأفَاوِيقُ السحاب: مطرها مرة بعد مرة. والأفاويقُ: ما اجتمع من الماء في السحاب فهو يُمطر ساعة بعد ساعة؛ قال الكميت: فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِيقُها، سِجالَ النِّطافِ عليه غِزَارَا أي تثجُّ أفاويقُها على الثور الوحشي كسجال النطاف؛ قال ابن سيده: أراهم كَسَّرُوا فُوقاً على أَفْواقٍ ثم كسّروا أفْواقاً على أفاوِيقَ. قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ قراءةَ القرآن فقال أبو موسى: أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقوح؛ يقول لا أقرأ جزئي بمرة ولكن أقرأ منه شيئاً بعد شيء في آناء الليل والنهار، مشتق من فُوَاق الناقة، وذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتى تدرّ ثم تحلب، يقال منه: فاقت تَفُوق فُواقاً وفِيقةً؛ وأنشد: فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كل فِيقةٍ والفيِقةُ، بالكسر: اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها؛ قال الأعشى يصف بقرة: حتى إذا فِيقة في ضرعها اجْتَمَعَتْ، جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ، لو رَضَعا وجمعها فيقٌ وأفْواقٌ مثل شِبْر وأشبار، ثم أفاوِيقُ؛ قال ابن هَمّام السلولي: وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا، وهم يَرْضَعُونها أفاوِيقَ، حتى ما يَدِرُّ لها ثعْلُ قال ابن بري: وقد يجوز أن تجمع فِيقةٌ على فِيقٍ، ثم تجمع فِيَقٌ على أفْواقٍ، فيكون مثل شِيعَةٍ وأَشِيَاعٍ؛ وشاهد أفواق قول الشاعر: تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حين يَذْكرُها، يَسْقِينَهُ بكؤوس الموت أفْواقا وفَوَّقْتُ الفصيل أي سقيته اللبن فُواقاً فُواقاً. وتَفَوَّقَ الفصيل إذا شرب اللبن كذلك؛ وقوله أنشده أبو حنيفة: شُدَّت بكل صُهَابيٍّ تِئِطُّ به، كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ فسر الفُيُقَ بأنها الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، قال: والواحدة مُفِيقٌ؛ قال أبو الحسن: أما الفُيُقُ فليست بجمع مُفِيق لأن ذلك إنما يجمع على مَفَاوق ومفَاوِيق، والذي عندي أنها جمع ناقة فَووق، وأصله فُوُقٌ فأبدل من الواو ياء استثقالاً للضمة على الواو، ويروى الفِيَقُ، وهو أقيس، وقوله تعالى: ما لها من فَوَاقٍ؛ فسره ثعلب فقال: معناه من فَتْرَةٍ، قال الفراء: ما لها من فَوَاقٍ، يقرأ بالفتح والضم، أي ما لها من راحة ولا إفاقة ولا نظرة، وأصلها من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ أُمَّها ثم تركتها حتى تنزل شيئاً من اللبن فتلك الإفاقة الفَواقُ. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: عيادة المريض قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ. وتقول العرب: ما أقام عندي فُواقَ ناقةٍ، وبعض يقول فَوَاق ناقة بمعنى الإفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عليه؛ تقول: أفَاقَ يُفِيقُ إفَاقَةً وفَواقاً؛ وكل مغشيٍّ عليه أو سكران معتوهٍ إذا انجلى ذلك عنه قيل: قد أفاقَ واسْتَفَاقَ؛ قالت الخنساء: هَرِيقي من دُوموعك واسْتَفيقي * وصَبراً إن أَطقْتِ ولن تُطِيقي قال أبو عبيدة: من قرأ من فَوَاقٍ، بالفتح، أراد ما لها من إفاقةٍ ولا راحة، ذهب بها إلى إفاقة المريض، ومن ضمها جعلها من فُوَاق الناقة، وهو ما بين الحلبتين، يريد ما لها من انتظار. قال قتادة: ما لها من فواق من مرجوع ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد. وتَفَوَّقَ شرابَهُ: شربه شيئاً بعد شيء.وخرجوا بعد أفاوِيق من الليل أي بعدما مضى عامة الليل، وقيل: هو كقولك بعد أقطاع من الليل؛ رواه ثعلب. وفِيقةُ الضحى: أوَّلها. وأفاق العليلُ إفاقة واسْتَفاقَ: نَقِه، والاسم الفُواقَ، وكذلك السكران إذا صحا. ورجل مْستَفيق: كثير النوم؛ عن ابن الأعرابي، وهو غريب. وأفاقَ عنه النعاسُ: أقلع. والفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها. يقال من القافَةِ: إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. وافتاق الرجلُ أي افتقر، ولا يقال فاق. وفي الحديث: كانوا أهل بيت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة والفقر. والمُفْتاق: المحتاج؛ وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول: بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً: إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري، فإني ماجدٌ، ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ ويروى: فإني غالبيّ خرجت؛ ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ فَقَرَاهُ وبات عنده، فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ، فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليه زوجها، فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير، فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها، فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات، فبلغ الأزدية فقالت ترثيه: عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ، علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ، حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ، حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً، بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ، وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي، عليه السلام: إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً. وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة: من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة، وقيل: لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته. والفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، يصف أبا بكر، رضي الله عنه: كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين، وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه. وفي حديث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل. والفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر، وحرفاة زَنَمتَاهُ، وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛ وأنشد: كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه، خلالَ الرأًس، سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه، فذلك السهم أفْوَق، وفعله الفَوَقُ؛ وأنشد لرؤبة: كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق. وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ وقال أبو يوسف: يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وأنشد بيت رؤبة أيضاً، وقال: هذا جمع فُوقَةٍ، ويقال فُقْوَة وفُقاً، على القلب. ابن الأعرابي: الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأصعمي: قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ، وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ، وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ، حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله عبد الله مثلاً لعثمان، رضي الله عنه؛ يقول: إنه خيرنا سهماً تامّاً في الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفْواقٌ، وهو الفُوقَةُ أيضاً، والجمع فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان: ونَبْلي وفُقَاها كَـ مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت: ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ، لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها، قال: ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً. والفَوَق: لغة في الفُوق. وسهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ. وفي المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. ورجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام. ويقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، وهو السهم المنكسر. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له. والأفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. ويقال: مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم. وانْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. وفُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عملت له فُوقاً. وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به، كلاهما على القلب: وضعته في الوَتَر لأرْمي به، وفي التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ. وقال الأصمعي: أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم،بالباء، وقيل: ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر. الأصمعي: فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً. ابن الأعرابي: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربيس: يكاد يَفُوقِ المَيْسَ، ما لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى: الزمام، وأيْمَنُ: رجل، وحادر: غليظ. والفُوق: أعلى الفصائل؛ قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق: ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال: هكذا أنشدنيه المفضل، وقال: إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة؛ قال أبو الهيثم: يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، ويقال: رمينا فُوقاً واحداً، وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام، يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية. والعرب تقول: أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، يقال: كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ؛ وأنشد: يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ، اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ، بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، على التشبيه. والفَاقُ: البانُ. وقيل: الزيت المطبوخ؛ قال الشماخ يصف شعر امرأة: قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً، مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ وقال بعضهم: أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت، ورواه أبو عمرو: قد شُدِّخن بالفاقِ، وقال: الفاقُ الصحراء. وقال مرة: هي الأرض الواسعة. والفاقُ أيضاً: المشط؛ عن ثعلب، وبيت الشماخ محتمل لذلك. التهذيب: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ وأنشد: تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ: شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق، باللام والياء. والفائقُ: مَوْصل العنق في الرأس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره وأفاق بمعنى. وفي حديث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. وفي الحديث: إِفاقةُ المريض (* قوله «وفي الحديث إفاقة المريض إلخ» هكذا في الأصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض). والمجنون والمغشي عليه والنائم. وفي حديث موسى، عليه السلام: فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته. الفُواقَ، وكذلك السكران إذا صحا. ورجل مْستَفيق: كثير النوم؛ عن ابن الأعرابي، وهو غريب. وأفاقَ عنه النعاسُ: أقلع. والفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها. يقال من القافَةِ: إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. وافتاق الرجلُ أي افتقر، ولا يقال فاق. وفي الحديث: كانوا أهل بيت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة والفقر. والمُفْتاق: المحتاج؛ وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول: بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً: إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري، فإني ماجدٌ، ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ ويروى: فإني غالبيّ خرجت؛ ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ فَقَرَاهُ وبات عنده، فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ، فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليه زوجها، فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير، فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها، فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات، فبلغ الأزدية فقالت ترثيه: عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ، علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ، حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ، حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً، بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ، وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي، عليه السلام: إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً. وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة: من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة، وقيل: لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته. والفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، يصف أبا بكر، رضي الله عنه: كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين، وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه. وفي حديث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل. والفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر، وحرفاة زَنَمتَاهُ، وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛ وأنشد: كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه، خلالَ الرأًس، سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه، فذلك السهم أفْوَق، وفعله الفَوَقُ؛ وأنشد لرؤبة: كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق. وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ وقال أبو يوسف: يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وأنشد بيت رؤبة أيضاً، وقال: هذا جمع فُوقَةٍ، ويقال فُقْوَة وفُقاً، على القلب. ابن الأعرابي: الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأصعمي: قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ، وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ، وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ، حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله عبد الله مثلاً لعثمان، رضي الله عنه؛ يقول: إنه خيرنا سهماً تامّاً في الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفْواقٌ، وهو الفُوقَةُ أيضاً، والجمع فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان: ونَبْلي وفُقَاها كَـ مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت: ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ، لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها، قال: ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً. والفَوَق: لغة في الفُوق. وسهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ. وفي المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. ورجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام. ويقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، وهو السهم المنكسر. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له. والأفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. ويقال: مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم. وانْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. وفُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عملت له فُوقاً. وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به، كلاهما على القلب: وضعته في الوَتَر لأرْمي به، وفي التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ. وقال الأصمعي: أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم،بالباء، وقيل: ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر. الأصمعي: فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً. ابن الأعرابي: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربيس: يكاد يَفُوقِ المَيْسَ، ما لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى: الزمام، وأيْمَنُ: رجل، وحادر: غليظ. والفُوق: أعلى الفصائل؛ قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق: ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال: هكذا أنشدنيه المفضل، وقال: إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة؛ قال أبو الهيثم: يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، ويقال: رمينا فُوقاً واحداً، وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام، يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية. والعرب تقول: أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، يقال: كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ؛ وأنشد: يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ، اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ، بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، على التشبيه. والفَاقُ: البانُ. وقيل: الزيت المطبوخ؛ قال الشماخ يصف شعر امرأة: قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً، مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ وقال بعضهم: أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت، ورواه أبو عمرو: قد شُدِّخن بالفاقِ، وقال: الفاقُ الصحراء. وقال مرة: هي الأرض الواسعة. والفاقُ أيضاً: المشط؛ عن ثعلب، وبيت الشماخ محتمل لذلك. التهذيب: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ وأنشد: تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ: شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق، باللام والياء. والفائقُ: مَوْصل العنق في الرأس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره وأفاق بمعنى. وفي حديث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. وفي الحديث: إِفاقةُ المريض (* قوله «وفي الحديث إفاقة المريض إلخ» هكذا في الأصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض). والمجنون والمغشي عليه والنائم. وفي حديث موسى، عليه السلام: فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته.

|
|
مزز (لسان العرب)
المِزُّ، بالكسر: القَدْرُ والمِزُّ: الفضل، والمعنيان مقتربان. وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فاضل. وقد مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً ومَزَّزَه: رأَى له فضلاً أَو قَدْراً. ومَزَّزَه بذلك الأَمر: فضله؛ قال المتنخل الهذلي: لكان أُسْوَةَ حَجَّاجٍ وإِخْوَتِهِ في جُهْدِنا، وله شَفٌّ وتَمْزِيز كأَنه قال: ولَفَضَّلْتُه على حجاج وإِخوته، وهم بنو المُتَنَخِّلِ. ويقال: هذا شيءٌ له مِزٌّ على هذا أَي فضل. وهذا أَمَزُّ من هذا أَي أَفضل. وهذا له عليَّ مِزٌّ أَي فضل. وفي حديث النخعي: إِذا كان المال ذا مِزٍّ فَفَرِّقْه في الأَصناف الثمانية، وإِذا كان قليلاً فَأَعْطِه صنفاً واحداً؛ أَي إِذا كان ذا فضل وكثرة. وقد مَزَّ مَزَازَة، فهو مَزِيزٌ إِذا كثر. وما بقي في الإِناءِ إِلاَّ مَزَّةٌ أَي قليل. والمَزُّ: اسم الشيءِ المَزِيز، والفعل مزَّ يَمَزُّ، وهو الذي يقع موقعاً في بلاغته وكثرته وجَوْدَته. الليث: المُزُّ من الرُّمَّان ما كان طعمه بين حُموضةٍ وحلاوة، والمُزُّ بين الحامض والحُلْو، وشراب مُزٌّ بين الحُلْو والحامض. والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ: الخمر اللذيذة الطعم، سميت بذلك للذعها اللسان، وقيل: اللذيذة المَقْطَع؛ عن ابن الأَعرابي. قال الفارسي: المُزَّاءُ على تحويل التضعيف، والمُزَّاءُ اسم لها، ولو كان نعتاً لقيل مَزَّاءُ، بالفتح. وقال اللحياني: أَهل الشام يقولون هذه خمرة مُزَّةٌ، وقال أَبو حنيفة: المُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر التي تلذع اللسان وليست بالحامضة؛ قال الأَخطل يعيب قوماً: بِئْسَ الصُّحاةُ وبِئْسَ الشُّرْبُ شُرْبُهُمُ إِذا جَرَتْ فيهمُ المُزَّاءُ والسَّكَرُ وقال ابن عُرْسٍ في جُنَيْدِ بن عبد الرحمن المُزِّي: لا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَى، وشُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ فلما بلغه ذلك قال: كذب عليَّ والله ما شربتها قَطُّ؛ المُزَّاءُ: من أَسماء الخمر يكون فُعَّالاً من المَزِيَّةِ وهي الفضيلة، تكون من أَمْزَيْتُ فلاناً على فلان أَي فضلته. أَبو عبيد: المُزَّاءُ ضرب من الشراب يُسكر، بالضم؛ قال الجوهري: وهي فُعَلاءُ، بفتح العين، فأَدغم لأَن فُعْلاءَ ليس من أَبنيتهم. ويقال: هو فُعَّال من المهموز؛ قال: وليس بالوجه لأَن الاشتقاق ليس يدل على الهمز كما دل في القُرَّاء والسُّلاَّء؛ قال ابن بري في قول الجوهري، وهو فُعَلاءُ فأَدغم، قال: هذا سهو لأَنه لو كانت الهمزة للتأْنيث لامتنع الاسم من الصرف عند الإِدغام كما امتنع قبل الإِدغام، وإِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ من المزِّ، وهو الفضل: والهمز فيه للإِلحاق، فهو بمنزلة قُوباءٍ في كونه على وزن فُعْلاءٍ، قال: ويجوز أَن يكون مُزَّاء فُعَّالاً من المَزِيَّةِ، والمعنى فيهما واحد، لأَنه يقال: هو أَمْزَى منه وأَمَزُّ منه أَي أَفضل. وفي الحديث: أَخشى أَن تكون المُزَّاءَ التي نَهَيْتُ عنها عبدَ القَيْس، وهي فُعْلاءٌ من المَزازَة أَو فُعَّالٌ من المَزِّ الفَضْلِ. وفي حديث أَنس، رضي الله عنه: أَلا إِنَّ المُزَّاتِ حرامٌ، يعني الخمور، وهي جمع مُزَّةٍ الخَمْر التي فيها حموضة، ويقال لها المُزَّاءُ، بالمد أَيضاً، وقيل: هي من خِلْطِ البُسْرِ والتَّمْرِ، وقال بعضهم: المُزَّةُ الخمرة التي فيها مَزَازَةٌ، وهو طعم بين الحلاوة والحموضة؛ وأَنشد: مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها، فإِذا ما مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمُها من يَذُوقُ وحكى أَبو زيد عن الكلابيين: شَرابكم مُزٌّ وقد مَزَّ شرابكم أَقبح المَزازَة والمُزُوزَة، وذلك إِذا اشتدت حموضته. وقال أَبو سعيد: المَزَّة، بفتح الميم، الخمر، وأَنشد للأَعشى: نازَعْتهم قُضُبَ الرَّيْحانِ مُتَّكِئاً، وقَهْوَةً مُزَّةً، راوُوقُها خَضِلُ قال: ولا يقال مِزَّةٌ، بالكسر؛ وقال حسان: كأَنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزَّةٌ، حَدِيثةُ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتام الجوهري: المُزَّة الخمر التي فيها طعم حموضة ولا خير فيها. أَبو عمرو: التَّمَزُّزُ شُرْبُ الشراب قليلاً قليلا، وهو أَقل من التَّمَزُّرِ، وقيل هو مثله. وفي حديث أَبي العالية: اشْرَبِ النبيذَ ولا تُمَزِّزْ هكذا، روي مرة بزايين، ومرة بزاي وراء، وقد تقدم. ومَزَّه يَمُزُّه مَزًّا أَي مَصَّه. والمَزَّة: المرة الواحدة. وفي الحديث: لا تُحَرِّمُ المَزّةُ ولا المَزَّتانِ، يعني في الرَّضاع. والتَّمَزُّزُ: أَكلُ المُزِّ وشُرْبُه. والمَزَّةُ: المَصَّةُ منه. والمَزَّةُ: مثل المصة من الرضاع. وروي عن طاووس أَنه قال: المَزَّة الواحدة تُحَرِّمُ. وفي حديث المغيرة: فَتُرْضِعُها جارتُها المَزّةَ والمَزَّتَيْنِ أَي المصَّة والمصتين. وتَمَزَّزْتُ الشيءَ: تمصصته. والمَزْمَزَةُ والبَزْبَزَةُ: التحريك الشديد. وقد مَزْمَزَه إِذا حركه وأَقبل به وأَدبر؛ وقال ابن مسعود، رضي الله عنه، في سكران أُتيَ به: تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوهُ أَي حركوه لِيُسْتَنْكَهَ، ومَزْمِزُوه هو أَن يحرَّك تحريكاً عنيفاً لعله يُفِيقُ من سُكره ويَصْحُو. ومَزْمَزَ إِذا تَعْتَعَ إِنساناً.

|
|
يبس (لسان العرب)
اليُبْس، بالضم: نقيض الرطوبة، وهو مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ يَيْبِسُ ويَيْبَس، الأَول بالكسر نادر، يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ، والجمع يُبَّس؛ قال: أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا، بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا واليَبْسُ، بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطب يَبْس؛ قال ثعلب: كأَنه خِلْفة؛ قال علقمة: تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ، كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ وقال ابن السكيت: هو جمع يابِس مثل راكِب ورَكْب؛ قال ابن سيده: واليَبْس واليَبَس اسمان للجميع. وتَيْبيسُ الشيء: تجفيفه، وقد يَبَّسْتُه فاتَّبَس، وهو افْتَعَل فأُدغم، وهو مُتَّبِس؛ عن ابن السراج. وشيء يَبُوسٌ: كَيابسٍ؛ قال عبيد بن الأَبرص: أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها، فكأَنَّها ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف. واتَّبَس يَتَّبِس، أَبدلوا التاء من الياء، ويَأْتَبِس كله كيَبِس، وأَيْبَسْتُه. ومكان يَبْسٌ ويَبيس: يابِسٌ كذلك. وأَرض يَبْس ويَبَسٌ، وقيل: أَرض يَبْسٌ قد يَبِس ماؤُها وكلؤها، ويَبَسَ: صُلبة شديدة. واليَبَس، بالتحريك: المكان يكون رطباً ثم يَيْبَس؛ ومنه قوله تعالى: فاضرب لهم طريقاً في البحر يَبَساً. ويقال أَيضاً: امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً؛ قال الراجز: إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس ويقال لكل شيء كانت النُّدُوَّة والرُّطُوبة فيه خِلْقة: فهو يَيْبَس فيه يُبْساً (* قوله «فهو ييبس فيه يبساً» كذا بالأصل مضبوطاً.)، وما كان فيه عَرَضاً قلت: جَّفّ. وطريق يَبَسٌ: لا نُدُوَّة فيه ولا بلل. واليَبَسُ من الكَلإِ: الكثير اليَابِسُ، وقد أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض مُوبِسَة. الأَصمعي: يقال لما يَبِسَ من أَحرار البقول وذكورها اليَبِيسُ والجَفِيفُ والقَفِيفُ، وأَما يَبِيسُ البُهْمَى، فهو العرقوب (* قوله «العرقوب» كذا بالأصل.) والصُّفارُ. قال أَبو منصور: ولا يقال لما يَبِس من الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ، وإِنما اليَبِيسُ ما يَبِس من العُشْب والبُقول التي تتناثر إِذا يَبِسَت، وهو اليُبْس واليَبيسُ أَيضاً (* قوله «واليبيس أَيضاً» كذا بالأصل ولعله واليبس بفتح الياء وسكون الباء.)؛ ومنه قول ذي الرمة: ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به مِنَ الرُّطْبِ، إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها ويروى يَبْسها، بالفتح، وهما لغتان. واليَبِيس من النبات: ما يَبِس منه. يقال: يَبِس، فهو يَبِيس، مثل سَلِمَ، فهو سَلِيمٌ. وأَيْبَسَت الأَرض: يَبِس بقلها، وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كما يقال أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ. ويقال للحطب: يَبْسٌ، وللأَرض إِذا يَبِسَت: يَبْسٌ. ابن الأَعرابي: يَبَاسِ، هي السَّوْأَة والفُندُورة. والشَّعَرُ اليابِس: أَرْدَؤُه ولا يرى فيه سَحْجٌ ولا دُهْن ووجه يابِسٌ: قليل الخير. وشاة يَبَسٌ ويَبْس: انقطع لبنها فيَبِسَ ضَرْعها ولم يكن فيها لبن. وأَتان يَبْسة ويَبَسَة، يابسة ضامرة؛ السكون عن ابن الأَعرابي، والفتح عن ثعلب، وكلأ يابس، وقد استعمل في الحيوان. حكى اللحياني أَن نساء العرب يَقُلْن في الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس. قال: تعني الذَّكر. ويَبِسَت الأَرض: ذهب ماؤُها ونَدَاها. وأَيْبَسَت: كثر يَبيسُها. والأَيْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد والرجل، وقيل: ما ظهر منهما وذلك لِيُبْسِهما. والأَيابِسُ: ما كان مثل عُرْقوب وساقٍ. والأَيْبَسان: ما لا لحم عليه من الساقَيْن. قال أَبو عبيدة: في ساق الفرس أَيْبَسان وهما ما يَبِس علنيه اللحم من السَّاقَين؛ وقال الراعي: فقلت له: أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها، فإِن تَجَْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا قال أَبو الهيثم: الأَيْبَس هو العظم الذي يقال له الظُّنْبُوب الذي إِذا غَمَزْته في وسط ساقك آلمَك، وإِذا كُسِر فقد ذهبت الساق، قال: وهو اسم ليس بنعت، والجمع الأَيابِس. ويَبِيسُ الماء: العَرَق، وقيل: العَرَق إِذا جَفَّ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف خيلاً: تَراها من يَبِيسِ الماء شُهْباً، مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ الغِرار: انقطاع الدِّرَّة؛ يقول: تُعْطِي أَحياناً وتمنع أَحياناً، وإِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق يجف عليها فتَبْيَضُّ. ويقال للرجل: إِيبَسْ يا رجل أَي اسكتْ. وسَكْرانُ يابِس: لا يتكلم من شدَّة السكر كأَن الخمر أَسكتته بحرارتها. وحكى أَبو حنيفة: رجل يابِس من السُّكْر، قال ابن سيده: وعندي أَنه سَكِر جدّاً حتى كأَنه مات فَجفّ.

|
|
ثمل (لسان العرب)
الثُّمْلة والثَّمِيلة: الحَبُّ والسَّويق والتمر يكون في الوِعاء يكون نِصْفَه فما دونه، وقيل: نِصْفَه فصاعداً. والثُّمَل: جمع ثُمْلة. أَبو حنيفة: الثَّمِيل الحَبُّ لأَنه يُدَّخر؛ وأَنشد لتأَبَّط شَرّاً: ويَوْماً على أَهل المَواشي، وتارةً لأَهْلِ رَكيبٍ ذي ثَمِيلٍ وسُنْبُل والثُّمْلة والثَّمَلة والثَّمِيلة والثُّمالة: الماء القليل يبقى في أَسفل الحوض أَو السِّقاء أَو في أَي إِناء كان. والمَثْمَلة: مُسْتَنْقَع الماء، وقيل: الثُّمالةُ الماء القليل في أَيّ شيء كان. وقد أَثْمَل اللبنُ أَي كثرت ثُمالته. ويقال لبقية الماء في الغُدْران والحَفير: ثَمِيلة وثَمِيل؛ قال الأَعشى: بعَيْرانَةٍ كأَتان الثَّميل، توافي السُّرى بعد أَيْنٍ عَسِيرا (* قوله «توافي السرى» كذا بالأصل، وفي ترجمة عسر: تقضي بدل توافي). توافي السُّرى أَي توافيها. والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الماء في الصَّخرة وفي الوادي، والجمع ثَمِيل؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها أَي يرد حِمارُ هذه المَفازة بقايا الماء في الحوض لأَن مياه الغُدْران قد نَضَبَت؛ وقال دُكَيْن: جادَ به من قَلْتِ الثَّمِيل الثَّميل: جمع ثَمِيلة وهي بقِيَّة الماء في القَلْتِ أَعْنِي النُّقْرة التي تُمْسِك الماء في الجبل. والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الطعام والشراب تبقى في البطن؛ قال ذو الرمة يصف عَيْراً وابنه: وأَدْرَكَ المُتَبَقَّى من ثَمِيلَتِه ومِن ثَمائِلِها، واسْتُنْشِيءَ الغَرَبُ يعني ما بقي في أَمعائها وأَعضائها من الرُّطْب والعَلَف؛ وأَنشد ثعلب في صفة الذئب: وطَوى ثَمِيلَتَه فأَلْحَقها بالصُّلْبِ، بَعْدَ لُدُونَةِ الصُّلْب وقال اللحياني: ثَميلة الناس ما يكون فيه الطعام والشراب. والثَّمِيلة أَيضاً: ما يكون فيه الشراب في جَوْفِ الحِمار. وما ثَمَل شرابَه بشيء من طعام أَي ما أَكل شيئاً من الطعام قبل أَن يشرب، وذلك يسمى الثَّميلة. ويقال: ما ثَمَلْتُ طعامي بشيء من شراب أَي ما أَكلت (* قوله «أَي ما أَكلت إلخ» هكذا في الأصل) بعد الطعام شَراباً. والثَّمِيلة: البَقِيَّة تبقى من العَلَف والشراب في بطن البعير وغيره، فكل بَقِيَّة ثَمِيلة. وقد أَثْملت الشيء أَي أَبقيته. وثمَّلته تثميلاً: بَقَّيته. وفي حديث عبد الملك: قال للحجاج أَما بعد فقد وَلَّيتُكَ العِرَاقَيْن صَدْمة فسِر إِليها مُنْطَوِيَ الثَّمِيلة؛ أَصل الثَّمِيلة: ما يبقى في بطن الدابة من العَلَف والماء وما يَدَّخِرْه الإِنسان من طعام أَو غيره، المعنى سِرْ إِليها مُخِفّاً. والثُّمْلة: ما اُخْرجَ من أَسفل الرَّكيَّة من الطين والتراب، والميم فيها وفي الحَبِّ والسَّويق ساكنة، والثاء مضمونة. قال القالي: روينا الثَّمْلة في طين الرَّكِيِّ وفي التمر والسَّويق بالفتح؛ عن أَبي نصر، وبالضم عن أَبي عبيد. والثَّمَل: السُّكْر. ثَمِل، بالكسر، يَثْمَل ثَمَلاً، فهو ثَمِل إِذا سَكِر وأَخذ فيه الشَّرابُ؛ قال الأَعشى: فَقُلْت للشَّرْب في دُرْنَى، وقد ثَمِلوا: شِيمُوا، وكَيْف يَشِيمُ الشَّارب الثَّمِلُ؟ وفي حديث حمزة وشارِفَيْ عليٍّ، رضي الله عنهما: فإِذا حمزة ثَمِل مُحْمَرَّةٌ عيناه؛ الثَّمِل: الذي قد أَخذ منه الشرابُ والسُّكْر؛ ومنه حديث تزويج خديجة، رضي الله عنها: أَنها انطلقت إِلى أَبيها وهو ثَمِل؛ وجعل ساعدةُ بن جُؤَيَّة الثَّمَل السُّكْرَ من الجِراح؛ قال: ماذا هُنالك من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، وسَاهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَم والثَّمَل: الظِّلُّ. والثَّمْلة والثَّمَلة، بتحريك الميم: الصُّوفة أَو الخِرْقة التي تُغْمَس في القَطِران ثم يُهْنَأُ بها الجَرِب ويُدْهَن بها السِّقاء؛ الأُولى عن كراع؛ قال الراجز صخر بن عمير: مَمْغُوثَة أَعراضُهم مُمَرْطَله، في كُلِّ ماء آجِنٍ وسَمَله، كما تُلاثُ بالهِنَاءِ الثَّمَله وهي المِثْمَلة أَيضاً، بالكسر. وفي حديث عمر، رضي افيفي عنه: أَنه طَلَى بعيراً من الصدقة بقَطِران فقال له رجل: لو أَمَرْتَ عَبْداً كَفاكَهُ، فَضَرَب بالثَّمَلة في صدره وقال: عَبْدٌ أَعْبَدُ مِنِّي الثَّمَلة، بفتح الثاء والميم: صُوفَة أَو خِرْقة يُهْنَأُ بها البعير ويُدْهَن بها السِّقاء؛ وفي حديثه الآخر: أَنه جاءته امرأَة جَلِيلَةٌ فَحَسَرَتْ عن ذراعيها وقالت: هذا من احْتِراش الضِّباب، فقال: لو أَخَذْتِ الضَّبَّ فورَّيْتِه ثم دعَوْتِ بمكتفه (* قوله «بمكتفه» هكذا في الأصل وسيأتي في وري مثله، وفي ثمل من النهاية: بمنكفة) فَثَمَلْتِه كان أَشْبَع أَي أَصلحته. والثَّمَلة: خِرْقة الحَيضِ، والجمع ثَمَل. والثَّمَل: بَقِيَّة الهِناء في الإِناء. والثُّمُول والثَّمَل: الإِقامة والمُكْث والخَفْض. يقال: ما دارُنا بدار ثَمَل أَي بدار إِقامة. وحكى الفارسي عن ثعلب: مكان ثَمْل عامر؛ وأَنشد بيت زهير: مَشارِبُها عَذْب وأَعْلامُها ثَمْل وقال أُسامة الهذلي: إِذا سَكَنَ الثَّمْل الظِّباءُ الكَواسِعُ ودارُ ثَمَلٍ وثَمْل أَي إِقامة. وسَيْفٌ ثامل أَي قديم طال عَهْدُه بالصِّقال فدرس وبَلِي؛ قال ابن مقبل: لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتُها بالسَّاحِلِ، وكأَنَّها أَلواحُ سَيْفٍ ثامِلِ؟ الأَصمعي: الثَّامل القديم العَهْدِ بالصِّقَال كأَنه بقي في أَيدي أَصحابه زماناً من قولهم ارتحل بنو فلان وثَمَل فلان في دارهم أَي بقي. والثَّمْل: المُكْث. والثُّمال، بالضم: السُّمُّ المُنْقَع. ويقال: سَقاه المُثَمَّلَ أَي سقاه السُّمَّ، قال الأَزهري: ونُرى أَنه الذي أُنْقِع فَبَقِي وثَبَت. والمُثَمَّل: السُّم المُقَوَّى بالسَّلَع وهو شجر مُرٌّ. ابن سيده: وسُمٌّ مُثَمَّل طال إِنقاعُه وبَقِي، وقيل: إِنه من المَثْمَلة الذي هو المُسْتَنْقَع؛ قال العباس بن مِرْداس السُّلَمي: فَلا تَطْعَمَنْ ما يَعْلِفونَكَ، إِنَّهُم أَتَوْكَ على قُرْبانِهم بالمُثَمَّل وهو الثُّمال. والمَثْمِل: أَفضل العَشِيرة. وقال شمر: المُثَمَّل من السُّمِّ المُثَمَّن المجموع. وكل شيء جمعته فقد ثَمَّلْته وثَمَّنْته. وثَمَلْت الطعام: أَصلحته، وثَمَلْته سَتَرته وغَيَّبته. والثُّمالُ: جمع ثُمالة وهي الرَّغوة. ابن سيده: والثُّمالة رَغْوة اللبن. والثُّمالة: بياض البَيْضة الرَّقِيقُ ورَغْوَتُه، وبه شبهت رَغْوَة اللبن؛ قال مُزَرِّد: إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالة أَنْفُه، ثَنى مِشْفَرَيْه للصَّرِيح فأَقْنَعا ابن سيده: الثُّمالة رَغْوَة اللَّبن إِذا حُلِب، وقيل: هي الرَّغْوة ما كانت، وأَنشد بيت مُزَرِّد؛ وأَنشد الأَزهري في ترجمة قشعم: وقِصَعٍ تُكْسَى ثُمالاً قَشْعَما وقال: الثُّمال الرَّغْوة؛ وقال آخر: وقِمَعاً يُكْسى ثُمالاً زَغْرَبا وجمعها ثُمال؛ قال الشاعر: وأَتَتْه بزَغْرَبٍ وحَتِيٍّ، بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمال تامكٍ يعني سَنَاماً تامِكاً. ولبن مُثَمِّل ومُثْمِل: ذُو ثُمَالة، يقال: احْقِن الصَّريح وأَثْمِل الثُّمالةَ أَي أَبْقِها في المِحْلَب. وقال أَبو عبيد في باب فُعَالة: الثُّمالة بَقِيَّة الماء وغيره، وفي حديث أُم مَعْبَد: فحَلَب فيه ثَجًّا حتى عَلاه الثُّمال؛ هو، بالضَّم، جمع ثُمالة الرَّغوة. والثُّمال: كهيئة زُبْد الغنم، وتقول العرب في كلامها: قالت اليَنَمة أَنا اليَنَمه، أُغْبُق الصَّبيَّ قبل العَتَمه، وأَكُبّ الثُّمَال فوق الأَكَمه؛ اليَنَمة: نَبْتٌ لَيِّنٌ تَسْمَن عليه الإِبل، وقيل: بَقْلَة طَيِّبة، وقولها أُغْبُق الصَّبيَّ قبل العَتَمة أَي أُعَجِّل ولا أُبْطِئ، وقولها وأَكُبُّ الثُّمَال فوق الأَكَمَة، تقول: ثُمَال لَبَنِها كَثيرٌ، وقيل: أَراد بالثُّمَال جمع الثُّمَالة وهي الرغوة، وزعم ثعلب أَن الثُّمَال رغوة اللبن فجعله واحداً لا جمعاً؛ قال ابن سيده: فالثُّمَال والثُّمَالة على هذا من باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَما أَبو عبيد فجعله جمعاً كما بيَّنَّا. ابن بزرج: ثَمَلت القومَ وأَنا أُثْمِلُهم، قال أَبو منصور: معناه أَن يكون ثِمَالاً لهم أَي غِيَاثاً وقِوَاماً يَفْزَعون إِليه. والثَّمل: المُقام والخَفْض، يقال: ثَمَل فلان فما يَبْرَح. واختار فلان دار الثَّمل أَي دار الخَفْض والمُقَام. والثِّمَال، بالكسر: الغِيَاث. وفلان ثِمَال بني فلان أَي عِمَادُهم وغِيَاثٌ لهم يقوم بأَمرهم؛ قال الحطيئة: فِدًى لابن حِصْنٍ ما أريح، فإِنه ثِمَالُ اليَتَامى، عِصْمَةٌ في المَهَالِكِ وقال اللحياني: ثِمَال اليتامى غِياثُهم. وثَمَلهم ثَمْلاً: أَطعمهم وسقاهم وقام بأَمرهم؛ وقال أَبو طالب يمدح سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وأَبيَض يُستَسقَى الغَمامُ بوجهه، ثِمَال اليتَامى، عِصْمَة للأَرامل والثِّمَال، بالكسر: المَلْجأُ والغِيَاث والمُطْعِم في الشِّدَّة. ويقال: أَكَلَتِ الماشية من الكَلإِ ما يثمل ما في أَجوافها من الماء أَي يكون سواء لما شربت من الماء. وقال الخليل: المَثْمِل المَلْجأُ؛ أَنشد ابن بري لأَبي كبير الهذلي: وعَلَوْت مُرْتَقِباً على مَرْهُوبَةٍ حَصَّاءَ، ليس رَقِيبُها في مَثْمِل وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِنها ثِمال حاضرتهم أَي غِيَاثُهم وعِصْمَتُهم. وثَمَلَت المَرْأَةُ الصِّبيانَ تَثْمُلهم: كانت لهم أَصلاً يُقيم مَعَهم. والمِثْمَلة: خَريطة وَسَطٌ يَحْمِلها الراعي في مَنكِبه. والثَّمَائل: الضفائر التي تُبْنَى بالحجارة لِتُمسِكَ الماء على الحَرْث، واحدتها ثَميلة، وقيل: الثَّميلة الجَدْر نَفْسُه، وقيل: الثَّمِيلة البناء الذي فيه الغِراس (* قوله: الغراس، هكذا في الأصل. وفي القاموس: الفراش) والخَفْضُ والوقائد. والثَّمِيلة: طائر صغير يكون بالحجاز. وبنو ثُمَالَة: بطن من الأَزْدِ إِليهم يُنسب المُبَرَّد. وثُمالة: لَقَبٌ. وثُمَالة: حَيٌّ من العَرَب.

|
|