ترب
(تَرِبَ)
التَّاءُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا
التُّرَابُ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ، وَالْآخَرُ تَسَاوِي الشَّيْئَيْنِ.
فَالْأَوَّلُ
التُّرَابُ، وَهُوَ
التَّيْرَبُ
وَالتَّوْرَابُ. وَيُقَالُ
تَرِبَ الرَّجُلُ إِذَا افْتَقَرَ كَأَنَّهُ لَصِقَ
بِالتُّرَابِ،
وَأَتْرَبَ إِذَا اسْتَغْنَى، كَأَنَّهُ صَارَ لَهُ مِنَ الْمَالِ
بِقَدْرِ
التُّرَابِ،
وَالتَّرْبَاءُ الْأَرْضُ نَفْسُهَا. وَيُقَالُ رِيحٌ
تَرِبَةٌ إِذَا جَاءَتْ
بِالتُّرَابِ. قَالَ:
لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنَهَا ... مَرًّا سَحَابٌ
وَمَرًّا بَارِحٌ
تَرِبُ وَأَمَّا الْآخَرُ
فَالتِّرْبُ الْخِدْنُ، وَالْجَمْعُ
أَتْرَابٌ. وَمِنْهُ
التَّرِيبُ، وَهُوَ الصَّدْرُ عِنْدَ تَسَاوِي رُءُوسِ الْعِظَامِ. قَالَ:
أَشْرَفَ ثَدْيَاهَا عَلَى
التَّرَيُّبِ
وَمِنْهُ
التَّرِبَاتُ وَهِيَ الْأَنَامِلُ، الْوَاحِدَةُ
تَرِبَةٌ.
وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ
التُّرْبَةُ وَهُوَ نَبْتٌ.
ترب
التُّرَاب معروف، قال تعالى:
﴿أَإِذا كُنَّا
تُراباً﴾
[الرعد : 5] ، وقال تعالى:
﴿خَلَقَكُمْ مِنْ
تُرابٍ﴾
[فاطر : 11] ، الَيْتَنِي كُنْتُ
تُراباً
[النبأ : 40] .
وتَرِبَ: افتقر، كأنه لصق
بالتراب، قال تعالى:
﴿أَوْ مِسْكِيناً ذا
مَتْرَبَةٍ﴾
[البلد : 16] ، أي: ذا لصوق
بالتراب لفقره.
وأَتْرَبَ: استغنى، كأنه صار له المال بقدر
التراب،
والتَّرْبَاء: الأرض نفسها،
والتَّيْرَب واحد
التَّيَارب،
والتَّوْرَب
والتَّوْرَاب:
التراب، وريح
تَرِبَة: تأتي
بالتراب، ومنه قوله عليه السلام:
«عليك بذات الدّين
تَرِبَتْ يداك»(١)
تنبيها على أنه لا يفوتنّك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه فتفتقر من حيث لا
تشعر.
وبارح
تَرِبٌ(٢)
: ريح فيها
تراب،
والترائب: ضلوع الصدر، الواحدة:
تَرِيبَة. قال تعالى:
﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ
وَالتَّرائِبِ﴾
[الطارق : 7] ، وقوله: أَبْكاراً عُرُباً
أَتْراباً
[الواقعة : 36-37] ،
﴿وَكَواعِبَ
أَتْراباً﴾
[النبأ : 33] ،
﴿وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ
أَتْرابٌ﴾
[ص : 52] ، أي: لدات، تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل
بالترائب التي هي ضلوع الصدر، أو لوقوعهنّ معا على الأرض، وقيل: لأنهنّ
في حال الصبا يلعبن
بالتراب معا.