عشماوي
 
هيئة التحرير  ||  اتصل بنا  ||  عن الباحث العربي  ||  الرئيسية


الباحث العربي
       Add to Google

المصدر: لسان العرب مقاييس اللغة الصّحّاح في اللغة القاموس المحيط العباب الزاخر
 


المفردات ذات الصلة وَصَى وصى وصي خلبص شرع عرد ظبا طلق وا



وَصَى (القاموس المحيط)
وَصَى، كَوَعَى: خَسَّ بعدَ رفْعَةٍ، واتَّزَنَ بعدَ خِفَّةٍ، واتَّصَلَ، وَوَصَلَ،
و~ الأرضُ وَصْياً ووُصِيًّا ووَصاءً ووَصاءَةً: اتَّصَلَ نَباتُها.
وأوْصاهُ ووصَّاهُ تَوْصِيَةً: عَهِدَ إليه،
والاسمُ: الوَصاةُ والوِصايَةُ، والوصِيَّةُ، وهو المُوصَى به أيضاً.
والوصِيُّ: المُوصِي، والمُوصَى، وهي وصِيٌّ أيضاً
ج: أوْصِياءُ، أَوْ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ و{يُوصِيكُمُ اللّهُ}، أي: يَفْرِضُ عليكم.
وقولهُ تعالى: {أَتَوَاصَوْا به}، أَي: أَوْصَى به أَوَّلُهم آخِرَهُمْ.
والوَصاةُ والوَصِيَّةُ: جَريدَةُ النَّخْل يُحْزَمُ بها
ج: وَصًى.
ووصِيٌّ ويَوَصَّي: طائرٌ.

وصى (الصّحّاح في اللغة)
أوْصَيْتُ له بشيء، وأوْصَيْتُ إليه، إذا جعلته وَصِيَّكَ.
والاسم الوِصايَةُ والوَصايَةُ.
وأوْصَيْتُهُ ووَصَّيْتُهُ أيضاً تَوْصِيَةً بمعنًى.
والاسمُ: الوَصاةُ.
وتَواصى القوم، أي أوْصى بعضُهم بعضاً.
وفي الحديث: "اسْتَوْصوا بالنساء خيراً فإنهنَّ عندكم عَوانٍ".
ووَصَيْتُ الشيء بكذا، إذا وصَلْتَهُ. قال ذو الرمَّة:

مُقاسَمةٌ يشتقُّ أنْصافَها السَفْرُ    نصي الليلَ بالأيام حتَّى صَلاتُنا

وأرضٌ واصِيَةٌ: متَّصلة النبات.
وقد وَصَتِ الأرضُ، إذا اتَّصل نبتها.
وربَّما قالوا: تَواصى النبتُ، إذا اتَّصل.
وهو نبتٌ واصٍ.

وصي (لسان العرب)
أَوْصى الرجلَ ووَصَّاه: عَهِدَ إِليه؛ قال رؤبة: وَصَّانيَ العجاجُ فيما وَصَّني أَراد: فيما وَصَّاني، فحذف اللام للقافية.
وأَوْصَيْتُ له بشيءٍ وأَوْصَيْتُ إِليه إِذا جعلتَه وَصِيَّكَ.
وأَوْصَيْتُه ووَصَّيْته إِيصاء وتَوْصِيةً بمعنى.
وتَواصي القومُ أَي أَوْصى بعضهم بعضاً.
وفي الحديث: اسْتَوْصُوا بالنساءِ خيراً فإِنَّهن عندكم عَوانٍ، والاسم الوَصاةُ والوَصايةُ والوِصايةُ.
والوصِيَّةُ أَيضاً: ما أَوْصَيْتَ به.
والوَصِيُّ: الذي يُوصي والذي يُوصى له، وهو من الأَضداد. ابن سيده: الوَصِيُّ المُوصي والمُوصى، والأُنثى وَصِيٌّ، وجمعُهما جميعاً أَوْصِياء، ومن العرب من لا يُثني الوَصِيَّ ولا يجمعه. الليث: الوَصاة كالوَصِيَّة؛ وأَنشد: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَني يَزيداً وَصاةً مِنْ أَخي ثِقةٍ وَدُودِ يقال: وَصِيٌّ بَيِّنُ الوَصاية.
والوَصِيَّةُ: ما أَوْصَيْتَ به، وسميت وَصِيَّةً لاتصالها بأَمر الميت، وقيل لعلي، عليه السلام، وصِيٌّ لاتصال نَسَبِه وسَبَبه وسَمْته بنسب سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، وسَبَبه وسَمْته؛ قلت: كرَّم الله وجه أَمير المؤمنين عليّ وسلَّم عليه، هذه صفاته عند السلف الصالح، رضي الله عنهم، ويقول فيه غيرهم: لولا دُعابةٌ فيه؛ وقول كثير: تُخَبِّرُ مَنْ لاقَيْتَ أَنك عائذٌ، بلِ العائذُ المَحْبُوسُ في سِجْنِ عارِمِ وصِيُّ النبيِّ المصطَفى وابنُ عَمِّهِ، وفَكَّاكُ أَغْلالٍ وقاضي مَغارِمِ إِنما أَراد ابنَ وَصِيِّ النبي وابنَ ابنِ عمه، وهو الحسن ابن علي أَو الحسين بن علي، رضي الله عنهم، فأَقام الوَصِيُّ مُقامَهما، أَلا ترى أَن عليّاً، رضي الله عنه، لم يكن في سِجْن عارم ولا سُجِنَ قط؟ قال ابن سيده: أَنبأَنا بذلك أَبو العلاءِ عن أَبي علي الفارسي والأَشهر أَنه محمد بن الحنفية، رضي الله عنه، جبَسه عبدُ الله بن الزبير في سجن عارم، والقصيدة في شعر كثير مشهورة، والممدوح بها محمد بن الحنفية، قال: ومثله قول الآخر: صَبِّحْنَ من كاظِمة الحِصْنَ الخَرِبْ، يَحْمِلْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبْ إِنما أَراد: يحملن ابن عباس، ويروى: الخُصَّ الخَرِبْ.
وقوله عز وجل: يُوصِيكم اللهُ في أَولادكم؛ معناه يَفْرِضُ عليكم لأَن الوَصِيَّةَ من الله إِنما هي فَرْض، والدليل على ذلك قوله تعالى: ولا تَقْتُلوا النفسَ التي حرَّم اللهُ إِلا بالحقّ ذلكم وَصَّاكم به؛ وهذا من الفرض المحكم علينا.
وقوله تعالى: أَتَواصَوا به؛ قال أَبو منصور: أَي أَوْصى أَوَّلُهم آخرَهم، والأَلف أَلف استفهام، ومعناها التوبيخ.
وتَواصَوْا: أَوْصى بعضهم بعضاً.
ووصَى
الرجلَ وَصْياً: وصَلَه.
ووَصَى
الشيءَ بغيره وَصْياً: وصَلَه. أَبو عبيد: وصَيْتُ الشيءَ ووَصَلْته سواء؛ قال ذو الرمة: نَصِي الليلَ بالأَيَّامِ، حتى صَلاتُنا مُقاسَمةٌ يَشْتَقُّ أَنْصافَها السَّفْرُ يقول: رجع صلاتُنا من أَربعة إِلى اثنين في أَسفارنا لحال السفر.
وفلاةٌ واصيةٌ: تتصل بفَلاة أُخرى؛ قال ذو الرمة: بَيْنَ الرَّجا والرَّجا مِنْ جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماء، خابطُها بالخَوْفِ مَعْكومُ قال الأَصمعي: وَصَى الشيءُ يَصي إِذا اتصل، ووَصاه غيره يَصِيه: وصَله. ابن الأَعرابي: الوَصِيُّ النبات المُلْتَفُّ، وإِذا أَطاع المَرْتَعُ للسائمة فأَصابته رَغَداً قيل أَوْصى لها المرتع يَصي وَصْياً.
وأَرض واصيةٌ: متصلة النبات إِذا اتَّصل نَبْتها، وربما قالوا تَواصى النبتُ إِذا اتصل، وهو نبت واصٍ؛ وأَنشد ابن بري للراجز: يا رُبَّ شاةٍ شاصِ في رَبْرَبٍ خِماصِ يأْكُلنَ من قُرّاصِ، وحَمَصِيصٍ واصِ وأَنشد آخر: لها مُوفِدٌ وَفَّاهُ واصٍ كأَنه زَرابِيُّ قَيْلٍ، قد تُحوميَ، مُبْهَم المُوفِدُ: السَّنامُ، والقَيْلُ: المَلِكُ؛ وقال طرفة: يَرْعَيْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، فانْطَلَقَ اللوْنُ ودَقَّ الكُشُوحْ يقال منه: أَوْصَيْتُ أَي دخلت في الواصي.
ووَصَتِ الأَرضُ وَصْياً ووُصِيّاً ووَصاءً ووَصاةً؛ الأَخيرة نادرة حكاها أَبو حنيفة، كلُّ ذلك: اتصل نباتُها بعضُه ببعض، وهي واصِيةٌ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَهْلُ الغِنَى والجُرْدِ والدِّلاصِ والجُودِ، وصَّاهمْ بذاكَ الواصي أَراد: الجُودِ الواصي أَي المُتَّصِل؛ يقول: الجُودُ وصّاهم بأَن يُدِيموه أَي الجُود الواصي وصَّاهم بذلك؛ قال ابن سيده: وقد يكون الواصي هنا اسم الفاعل من أَوْصى، على حذف الزائد أَو على النسب، فيكون مَرْفوعَ الموضع بأَوْصَى (* قوله «بأوصى» كذا بالأصل تبعاً للمحكم.) لا مَجرُورَه على أَن يكون نعتاً للجود، كما يكون في القول الأَول.
ووَصَيْتُ الشيءَ بكذا وكذا إِذا وصلته به؛ وأَنشد بيت ذي الرمة: نَصِي الليلَ بالأَيام والوَصى والوَصيُّ جميعاً: جَرائد النخل التي يُحْزَمُ بها، وقيل: هي من الفَسِيل خاصة، وواحدتها وَصاةٌ ووَصِيَّةٌ.
ويَوَصَّى
طائر قيل هو الباشَقُ، وقيل: هو الحُرُّ، عراقية ليست من أَبنية العرب.

خلبص (لسان العرب)
الخَلْبصَةُ: الفِرارُ، وقد خَلْبَصَ الرجلُ؛ قال عبيد المُرّي: لما رآني بالبِرازِ حَصْحَصا في الأَرض مِنِّي هرَباً، وخَلْبَصا وكادَ يَقْضي فَرَقاً وخَبَّصا، وغادَرَ العَرْماءَ في بيت وصى (* قوله «العرماء في بيت إلخ» كذا بالأَصل.
وقوله وصى يقال وصى النبت اتصل بعضه ببعض، فلعل قوله بيت محرف عن نبت بالنون.
وقوله والعرماء الغمة، في القاموس: العرماء الحية الرقشاء.) والتخبيص: الرُّعْب.
والعَرْماءُ: الغُمَّة. رأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري ما صورتُه كذا في أَصل ابن بري، رحمه اللّه: وخَبّصا، بالتشديد، والتَّخْبِيصُ على تَفْعِيلٍ، قال: ورأَيت بخط الشيخ تقي الدين عبد الخالق بن زَيْدانَ: وخَبَصا، بتخفيف الباء، وبعده والخَبَص الرُّعْب على وزن فَعَل، قال: وهذا الحرف لم يذكره الجوهري.

شرع (لسان العرب)
شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تناول الماءَ بفِيه.
وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت.
ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء.
والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره.
والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ، وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو مذكور في موضعه.
وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها.
وفي المثل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً؛ ورُفِعَ إِلى عليّ، رضي الله عنه، أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح، فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله: أَوْرَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ، يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ (* ويروى: ما هكذا توردُ، يا سعدُ، الإبل.) ثم قال: إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم واحداً واحداً، فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به؛ أَراد علي: أَن هذا الذي فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الماء، وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض، أَراد أَن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ.
وإِبلٌ شُرُوعٌ، وقد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت؛ قال الشماخ: يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ.
وأَشْرَعَ يدَه في المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً. قال: وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها.
وفي الحديث: فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في شرِيعةِ الماء.
وفي حديث الوضوء: حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه.
وشَرَّعَتِ الدابةُ: صارت على شَرِيعةِ الماء؛ قال الشماخ: فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً فأَعْجَلَها، وقد شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ.
والشريعةُ والشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر؛ عن كراع؛ ومنه قوله تعالى: ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر، وقوله تعالى: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجاً؛ قيل في تفسيره: الشِّرْعةُ الدِّين، والمِنهاجُ الطريقُ، وقيل: الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق، والطريقُ ههنا الدِّين، ولكن اللفظ إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة: أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ في الخلوة.
وقال محمد بن يزيد: شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق، والمِنهاجُ الطريق المستقيم.
وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة، وقال قتادة: شرعة ومنهاجاً، الدِّين واحد والشريعة مختلفة.
وقال الفراء في قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة: على دين ومِلَّة ومنهاج، وكلُّ ذلك يقال.
وقال القتيبي: على شريعة، على مِثال ومَذْهبٍ.
ومنه يقال: شَرَعَ فلان في كذا وكذا إِذا أَخذ فيه؛ ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ.
ويقال: فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه.
وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه.
وفي التنزيل: شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً؛ قال ابن الأَعرابي: شَرَعَ أَي أَظهر.
وقال في قوله: شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله، قال: أَظهَرُوا لهم.
والشارعُ الرَّبّاني: وهو العالم العاملُ المعَلِّم.
وشَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ. قال الأَزهري: معنى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا ولم يُرَجَّلْ، وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ، قال: وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً، وقيل في قوله: شَرَع لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً: إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات.
وقوله عز وجل: والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم وموسى؛ أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك.
والشِّرْعةُ: العادةُ.
وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله؛ وأَنشد الخليل يذمُّ رجلاً: كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى، ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ، كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها، وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ وهذا شِرْعُ هذا، وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ.
والشارِعُ: الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه.
ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً في الطريق.
وقال ابن دريد: دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ واحد.
وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ.
وفي الحديث: كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه. يقال: شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه.
وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ، وأَشْرَعَه إِليه.
والشَّوارِعُ من النجوم: الدَّانِيةُ من المَغِيبِ.
وكلُّ دانٍ من شيء، فهو شارِعٌ.
وقد شَرَعَ له ذلك، وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ، وهذا كله راجع إِلى شيء واحد، إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه.
وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له، فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ؛ وأَنشد: أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما؛ قال: غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ، شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ (* هذا البيت من قصيدة للنابغة.
وفي ديوانه: دُفعن اليه مكان شرعن اليه.)وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة: ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً، ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب.
والشِّرْعةُ (* قوله «والشرعة» في القاموس: هو بالكسر ويفتح، الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب، وجمع الجمع شراع.): الوَتَرُ الرقيقُ، وقيل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على القَوْس، وقيل: هو الوتر، مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود، وقيل: ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود، وجمعه شِرَعٌ على التكسير، وشِرْعٌ على الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء، وشِراعٌ جمع الجمع؛ قال الشاعر: كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا (* قوله «كما أزهرت إلخ» أنشده في مادة زهر: ازدهرت.
وقوله «عل منه» تقدم عل منها.) وقال ساعدة بن جؤية: وعاوَدَني دَيْني، فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره وتأْنيثه؛ يقول: بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من الهُموم، وقيل: شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، والكثير شُرْعٌ؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله.
والشِّراعُ: كالشِّرْعة، وجمعه شُرُعٌ؛ قال كثير: إِلا الظِّباءَ بها، كأَنَّ تَرِيبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ.
وفي الحديث: قال رجل: إِني أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ، وهو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على العُود، والشِّرْعةُ أَخَصّ منه، وجمعهما شِرْعٌ؛ وقول النابغة: كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها، من الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد.
والشَّريعُ: الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ، ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ.
وقال ابن الأَعرابي: الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ، وهو الكتَّانُ الجَيِّدُ.
وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة.
والأَشْرَعُ الأَنْفِ: الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه.
وفي حديث صُوَرِ الأَنبياء، عليهم السلام: شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله.
والأَشْرعُ: السَّقائفُ، واحدتها شَرَعة؛ قال ابن خشرم: كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً، وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ: شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها، والجمع أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ؛ قال الطِّرِمّاح: كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وفي حديث أَبي موسى: بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ؛ شِراعُ السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها.
وشَرّعَ السفينةَ: جعل لها شِراعاً.
وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جدّاً.
وحِيتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها.
وقوله تعالى: إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم؛ قيل: معناه راعفةٌ رُؤُوسَها، وقيل: خافضة لها للشرب، وقيل: معناه أَن حِيتانَ البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها، فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً.
وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ.
والشِّراعُ: العُنُق، وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه.
والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ: الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ؛ وأَنشد: شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها، قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهري: لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ، والكَسْر عندي أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل.
ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، وهذا نَبْتٌ شُراعٌ، ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضاً، يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ.
والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء. قال الأَزهري: كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً.
وفي الحديث: أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر، وهو مصدر بفتح الراء وسكونها.
وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك؛ وقوله أَنشده ثعلب: وكانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال: إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن تُخَوَّفَ.
ورجل شَرْعُك من رجل: كاف، يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية الانفصال. قال سيبويه: مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه، غيره: ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث، والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتَطْلُبُه.
وأَشرَعَني الرجلُ: أَحْسَبَني.
ويقال: شَرْعُكَ هذا أَي حَسْبُك.
وفي حديث ابن مغفل: سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه، قال: فقلت شَرْعي أَي حَسْبي؛ وفي المثل: شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ، يُضْرَبُ في التبليغ باليسير.
والشَّرْعُ: مصدر شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، وقال يعقوب: إِذا شَقَّ ما بين رِجْلَيْه وسَلَخَه؛ قال: وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ.
والشِّرْعةُ: حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع شِرَعاً؛ وقال الراعي: من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ وقال أَبو زبيد: أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ، وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشِّرَعُ: ما يُشْرَعُ فيه، والشَّراعةُ: الجُرْأَةُ.
والشَّرِيعُ: الرجل الشُّجاعُ؛ وقال أَبو وجْزةَ: وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً وشَراعةً، تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ: موضع (* قوله «والشرع موضع» في معجم ياقوت: شرع، بالفتح، قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع، واستشهد على كليهما.)، وكذلك الشّوارِعُ.
وشَرِيعةُ: ماءٌ بعينه قريب من ضَرِيّةَ؛ قال الراعي: غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه، فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ شُراعِيٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال: شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً، فيكون هذا على قياس النسب، أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ، فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب.
والأَسْمَرُ: الرُّمح.
والعاتِكُ: المُحْمَرُّ من قِدَمِه.
والشَّرِيعُ من الليف: ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به؛ قال الأَزهري: سمعت ذلك من الهجريين النَّخْلِيِّين.
وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ، ذكره ذو الرمّة في شعره.

عرد (لسان العرب)
عَرَدَ النابُ يَعْرُدُ عُرُوداً: خرج كلُّه واشتدّ وانتصب، وكذلك النباتُ.
وكلُّ شيءٍ مُنْتَصِبٍ شديدٍ: عَرْدٌ؛ قال العجاج: وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَساً قال الأَصمعي: عَرْداً غليظاً. مِرْأَساً: مِصَكّاً للرؤوس.
وعَرَدَتْ أَنيابُ الجمل: غَلُظَتْ واشتدَّت.
وعَرَدَ الشيءُ يَعْرُدُ عُرُوداً: غلُظ.
والعُرُدُّ والعُرُنْدُ: الشديدُ من كل شيء، نونه بدل من الدال. الفراء: رُمْحٌ مِتَلٌّ ورمح عُرُدٌّ ووتَرٌ عُرُدٌّ، بالضم والتشديد: شديدٌ؛ وأَنشد: والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ، مثِلُ جِران الفِيلِ أَو أَشَدُّ ويروى: مثل ذراع البكر؛ شَبَّه الوَتَرَ بذراع البعير في تَوَتُّرِه.
وورد هذا أَيضاً في خطبة الحجاج: والقَوْسُ فيها وتَرٌ عُرُدٌّ؛ العُرُدُّ، بالضم والتشديد: الشديد من كل شيء.
ويقال: إِنه لَقَويٌّ شديد عُرُدٌّ.
وحكى سيبويه: وَتَرٌ عُرُنْد أَي غليظ؛ ونظيره من الكلام تُرُنْجٌ.
والعَرْدُ: ذَكَر الإِنسان، وقيل: هو الذكر الصُّلْبُ الشديد، وجمعه أَعْراد، وقيل: العَرْدُ الذكر إِذا انتشر واتْمَهَلَّ وصَلُبَ. قال الليث: العَرْدُ الشديد من كل شيء الصُّلْبُ المنتصبُ؛ يقال: إِنه لعَرْدُ مَغْرِزِ العُنُق؛ قال العجاج: عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبا وعَرَّدَ الرجلُ إِذا قَوِيَ جسمُه بعد المرض.
وعَرَدَتِ الشجرةُ تعردُ عُرُوداً ونَجَمَتْ نُجُوماً: طَلَعَتْ، وقيل: اعْوَجَّتْ.
وقال أَبو حنيفة: عَرَدَ النبتُ يَعْرُدُ عُرُوداً طَلَعَ وارتفع، وقيل: خَرَجَ عن نَعْمَتِه وغُضُوضَتِه فاشتدَّ؛ قال ذو الرمة: يُصَعِّدْن رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا، منها نَجِيمٌ وعارِدُ وفي النوادر: عَرَدَ الشجرُ وأَعْرَدَ إِذا غَلُظَ وكَبُرَ.
والعارِدُ: المُنْتَبِذُ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفَقْعَسِي: صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا، لم يَرْعَ بالأَصْيافِ إِلا فارِدا تَرَى شُؤونَ رأْسِهِ العَوارِدَا، مَضْبورَةً إِلى شَبَا حَدائِدَا أَي مُنْتَبِذَةً بعضُها من بعض. قال ابن بري: وهذا الرجز أَورده الجوهري: ترى شؤون رأْسها والصواب شؤون رأْسه لأَنه يصف فحلاً.
ومعنى صَوَّى لها أَي اختار لها فحلاً.
والكِدْنَةُ: الغِلَظُ.
والجُلاعِدُ: الشديدُ الصلْبُ.
وعَرَّدَ الرجل عن قِرْنِه إِذا أَحْجَمَ ونَكَلَ.
والتَّعْرِيدُ: الفِرارُ، وقيل: التَّعْرِيدُ سرعةُ الذهاب في الهزيمة؛ قال الشاعر يذكر هزيمة أَبي نَعَامَة الحَرُورِيِّ: لمَّا اسْتَباحُوا عَبْدَ رَبٍّ، عَرَّدَتْ بأَبي نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ وعَرِّدَ الرجلُ تَعْرِيداً أَي فَرَّ.
وعَرِدَ الرجلُ إِذا هَرَبَ؛ وفي قصيد كعب: ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ أَي فَرُّوا وأَعْرَضُوا، ويروى بالغين المعجمة، من التَّغْرِيدِ التَّطْريب.
وعَرَّدَ السهمُ تعريداً إِذا نَفَذَ من الرَّمِية؛ قال ساعدة:فجَالَتْ وخَالَتْ أَنه لم يَقَعْ بها، وقد خَلَّها قِدْحٌ صَويبٌ مُعَرِّدُ مُعَرِّدٌ أَي نافِذٌ.
وخَلَّها أَي دخل فيها.
وصويبٌ: صائبٌ قاصِد.
وعَرَّدَ: تَرَك القصدَ وانهزم؛ قال لبيد: فمَضَى وقَدَّمها، وكانت عادةً منه إِذا هي عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَنَّثَ الإِقدامَ لتعلقه بها، كقوله: مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيهَا مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وعَرَدَ الحَجَرَ يَعْرُدُهُ عَرْداً: رماه رَمْياً بعيداً.
والعَرَّادَةُ: شِبْهُ المَنْجَنِيقِ صغيرة، والجمع العَرَّاداتُ.
والعَرادُ والعَرادَةُ: حشيشٌ طيب الريح، وقيل: حَمْضٌ تأْكله الإِبل ومنابته الرمل وسهول الرمل؛ وقال الراعي ووصف إِبله: إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ؛ وَصَالهَا عَرادٌ وحاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَحْرَعَا (* قوله «وصالها» كذا رسم هنا بألف بين الصاد واللام وفي ح و ذ أَيضاً بالأصل المعول عليه ولعله وصى بالياء بمعنى اتصل).
وقيل: هو من نَجِيل العَذاة، واحدته عَرادَةٌ وبه سُمِّيَ الرجل. قال الأَزهري: رأَيتُ العَرادَةَ في البادية وهي صُلْبةُ العُود منتشرة الأَغصان لا رائحة لها؛ قال: والذي أَراد الليث العرادة فيما أَحْسَبُ وهي بَهارُ البَرِّ، وعَرادٌ عَرِدٌ على المبالغة. قال أَبو الهيثم: تقول العرب قيل للضب: وِرْداً وِرْداً؛ فقال: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا، لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا، إِلاَّ عَراداً عَرِدَا، وصِلِّياناً بَرِدَا، وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا وإِنما أَراد عارداً وبارداً فحذف للضرورة.
والعَرادةُ: شجرة صُلْبَةُ العُود، وجمعها عَرادٌ.
وعَرادٌ: نبتٌ صُلْبٌ منتصب.
وعَرَّدَ النجمُ إِذا مال للغروب بَعْدَما يُكَبِّدُ السماءَ؛ قال ذو الرمة: وهَمَّتِ الجَوْزَاءُ بالتَّعْريدِ ونِيقٌ مُعَرِّدٌ: مرتفع طويل؛ قال الفرزدق: وإِني، وإِيَّاكم ومَن في حِبالِكُمْ، كَمَنْ حَبْلُه في رأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ وقال شمر في قول الراعي: بأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إِليهما سُعادُ، إِذا نجْمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا أَي ارتفع؛ وقال أَيضاً: فجاءَ بأَشْوَالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ طَرُوقاً، وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدا قال: أَقعى ارتفع ثم لم يبرح.
ويقال: عَرَّدَ فلان بحاجتنا إِذا لم يقضها.
والعَرادة: الجَرادة الأُنثى.
والعَرِيدَ: البعيدة، يمانية.
وما زال ذلك عَرِيدَه أَي دَأْبَه وهِجِّيراهُ؛ عن اللحياني.
وعَرادةُ: اسم رجل؛ قال جرير: أَتاني عن عَرادةَ قَوْلُ سَوْءٍ، فَلا وأَبي عَرادَةُ ما أَصابا عَرادَةُ مِن بَقِيَّةِ قومِ لوطٍ، أَلا تَبّاً لما صَنَعوا تَبَابا والعَرادة: اسم فرس من خيل الجاهلية؛ قال كَلْحَبَةُ واسمه هُبَيرَةُ بن عبد مناف: تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بنِ بكرٍ: أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَم بَهِيمُ؟ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ، ولكن كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ به الأَدِيمُ والعَرّادةُ، بتشديد الراء: فَرَسُ أَبي دُوادٍ.
وفلان في عَرادة خَيرٍ أَي في حال خير.
والعَرَنْدَدُ: الصُّلْبُ، وهو ملحق بسفرجل.

ظبا (لسان العرب)
الظُّبَة: حدّ السيف والسِّنانِ والنِّصْل والخَنجر وما أَشْبه ذلك.
وفي حديث قَيْلة: أَنها لمَّا خرجت إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَدركها عمُّ بناتِها قال فأَصابَتْ ظُبَةُ سيفِه طائفةً من قُرون رأْسه؛ ظُبَة السيف: حَدُّه، وهو ما يَلي طَرَف السيف، ومثله ذُبابه؛ قال الكميت:يَرَى الرَّاؤُونَ، بالشَّفَرات، مِنَّا وَقُودَ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا والجمع ظُباتٌ وظِبُونَ وظُبُونَ؛ قال ابن سيده: وإنما قضينا عليه بالواو لمكان الضمة لأَنها كأَنها دليل على الواو، مع أَن ما حذفت لامه واواً نحو أَب وأَخ وحَمٍ وهَنٍ وسَنَة وعِضَة فيمن قال سَنَوات وعِضَوات أَكثر مما حذفت لامُه ياءً، ولا يجوز أَن يكون المحذوف منها فاء ولا عيناً، أَما امتناع الفاء فلأَن الفاء لم يَطَّرِد حذفها إِلا في مصادر بنات الواو نحو عِدَة وزِنَة وحِدَة، وليست ظُبَة من ذلك، وأَوائل تلك المصادر مكسورة وأَول ظُبَةٍ مضموم، ولم يحذف فاء من فُعْلة إِلا في حرف شاذ لا نظير له وهو قولهم في الصِّلة صُلة، ولولا المعنى وأَنَّا قد وجدناهم يقولون صِلَة في معناها، وهي محذوفة الفاء من وَصَلْت، لما أَجَزْنا أَن تكون محذوفة الفاء، فقد بطل أَن تكون ظُبَة محذوفة الفاء، ولا تكون أَيضاً محذوفة العين لأَن ذلك لم يأْت إِلا في سه ومه، وهما حرفان نادران لا يقاس عليهما.
وظُبَةُ السيف وظُبَةُ السَّهْم: طَرَفُه؛ قال بَشامة بن حرى النَّهْشلي: إِذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أَن يَنالهُم حَدُّ الظُّبات، وصَلْناها بأَيدينا وفي حديث علي، كرم الله وجهه: نافحوا بالظُّبَى؛ هي جمع ظُبة السيف، وهو طَرَفُه وحَدُّه. قال: وأَصل الظُّبَة ظُبَوٌ، بوزن صُرَد، فحذفت الواو وعوّض منها الهاء.
وفي حديث البراء: فوضَعْتُ ظَبيبَ السيف في بطنه؛ قال الحربي: هكذا روي وإِنما هو ظُبَة السيف، وهو طَرَفه، وتجمع على الظُّبات والظُّبِين، وأَما الضَّبيب، بالضاد، فَسَيَلانُ الدم من الفم وغيره؛ وقال أَبو موسى: إنما هو بالصاد المهملة، وقد تقدم ذكره.
ويقال لِحَدِّ السكين: الغِرار والظُّبَة والقُرْنَةُ، ولِجانِبِها الذي لا يقطع: الكَلُّ.
والظُّبَة: جنس من المَزاد. التهذيب: الظَّبْية شبه العِجْلة والمَزادة، وإِذا خرج الدجَّال تخرج قُدَّامه امرأَة تسمى ظَبْيَةَ، وهي تُنْذِر المسلمين به.
والظَّبْية: الجِراب، وقيل: الجراب الصغير خاصة، وقيل: هو من جلد الظِّباء.
وفي الحديث: أَنه أُهْدِي للنبي، صلى الله عليه وسلم، ظَبْية فيها خَرَزٌ فأَعطى الآهِلَ منها والعَزَبَ؛ الظبية: جِراب صغير عليه شعر، وقيل: شِبْه الخَريطة والكِيس.
وفي حديث أَبي سعيد مولى أَبي أُسيد قال: التَقَطْتُ ظَبْيةً فيها أَلف ومائتا درهم وقُلْبانِ من ذهب أَي وَجَدْت، وتُصَغَّر فيقال ظُبَيَّة، وجمعها ظِباء؛ وقال عَدِيّ: بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ، فيه ظِباءٌ ودَاواخِيلُ خُوصْ وفي حديث زَمْزَم: قيل له أَحْفِرْ ظَبْية، قال: وما ظَبْيَةُ؟ قال: زَمْزَم؛ سميت به تشبيهاً بالظَّبية الخَريطة لجمعها ما فيها. الظَّبْيُ: الغزال، والجمع أَظْبٍ وظِباءٌ وظُبِيٌّ. قال الجوهري: أَظْبٍ أَفْعُلٌ، فأَبدلوا ضمة العين كسرة لتسلم الياء، وظُبِيٌّ على فُعُول مثل ثَدْيٍ وثُدِيّ، والأُنثى ظَبْية، والجمع ظَبَياتٌ وظِباء.
وأَرض مَظْباةٌ: كثيرة الظِّباء.
وأَظْبَتِ الأَرض: كثرَ ظِباؤها.
ولك عندي مائةٌ سِنَّ الظَّبيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَن الظبي لا يزيد على الإِثْناء؛ قال:فجاءت كسِنِّ الظَّبْي، لم أَرَ مِثْلَها بَوَاءَ قَتيل، أَو حَلُوبَة جائع ومن أَمثالهم في صِحَّة الجسم: بفلان داء ظَبْيٍ؛ قال أَبو عمرو: معناه أَنه لا داء به، كما أَن الظَّبْيَ لا داء به؛ وأَنشد الأُموي: فلا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما بِنا داءُ ظَبْيٍ، لم تَخُنه عَوامِلُه قال أَبو عبيد: قال الأُموي وداء الظَّبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مكث ساعة ثم وَثَب.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمر الضحاك بن قيس أَن يأْتي قومه فقال إذا أَتَيْتَهم فارْبِضْ في دارهم ظَبْياً؛ وتأْويله أَنه بعثه إَلى قوم مشركين ليَتَبصَّر ما هم عليه ويتجسس أَخبارهم ويرجع إليه بخبرهم وأَمره أَن يكون منهم بحيث يراهم ويَتَبَيَّنُهُم ولا يستمكنون منه، فإِن أَرادوه بسوء أَو رابَه منهم رَيْبٌ تَهَيّأَ له الهَرَب وتَفَلَّتَ منهم، فيكون مثل الظَّبْي الذي لا يَرْبِض إِلا وهو متباعد متوحَش بالبلد القَفْر، ومتى ارتاب أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر، ونصب ظَبْياً على التفسير لأَن الرُّبوض له، فلما حوّل فعله إِلى المخاطب خَرَج قوله ظبْياً مفسِّراً؛ وقال القتيبي: قال ابن الأَعرابي أَراد أَقِم في دارهم آمِناً لا تَبْرح كأَنك ظَبْيٌ في كِناسه قد أَمِن حيث لا يرى إنساً.
ومن أَمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْي ظِلَّه، وذلك أَن الظَّبْيَ إِذا تَرَك كِناسه لم يَعُد إِليه؛ يقال ذلك عند تأْكيد رفض الشيء، أَيَّ شيء كان.
ومن دعائهم عند الشَّماتة: بهِ لا بِظَبْيٍ أَي جَعَلَ اللهُ تعالى ما أَصابه لازماً له؛ ومنه قول الفرزدق في زياد: أَقُولُ له لمَّا أَتانا نَعِيُّه: به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرَا والظَّبْيُ: سِمَةٌ لبعض العرب؛ وإِياها أَراد عنترة بقوله: عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَازَبَّاءَ قاربةٍ ماءَ الكُلابِ عليها الظَّبْيُ، مِعْناقِ (* فا زبَّاء أي فم زباء.) والظَّبْية: الحَيَاء من المرأَة وكلِّ ذي حافِرٍ.
وقال الليث: والظَّبْيَة جَهاز المرأَة والناقة، يعني حَيَاءَها؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الظَّبْية للكَلْبة؛ وخَصَّ ابن الأَعرابي به الأَتانَ والشاةَ والبَقَرةَ.
والظَّبْيةُ من الفَرس: مَشَقُّها وهو مَسْلَكُ الجرْدان فيها. الأَصمعي: يقال لكلِّ ذات خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَيَاءُ، ولكلِّ ذات حافرٍ الظَّبْية؛ وللسباع كلّها الثَّفْر.
والظَّبْيُ: اسم رجل.
وظَبْيٌ: اسمُ موضع، وقيل: هو كَثِيبُ رَمْل، وقيل: هو وادٍ، وقيل: هو اسم رَمْلة؛ وبه فُسِّر قولُ امرئ القيس: وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاويكُ إِسْحِل ابن الأَنباري: ظُباء اسم كثيب بعينه؛ وأَنشد: وكَفّ كَعُوَّاذِ النَّقا لا يَضيرُها، إِذا أُبْرِزَتْ، أَن لا يكونَ خِضابُ (* قوله« كعوّاذ النقا إلخ» هكذا في الاصول التي بأيدينا، ولا شاهد فيه على هذه الرواية، ولعله روي: كعوّاذ الظبا.) وعُوَّاذ النَّقا: دوابُّ تشبه العَظَاء، واحدتها عائذة تَلْزم الرملَ لا تَبْرَحُه، وقال في موضع آخر: الظُّباءُ وادٍ بِتهامة.
والظَّبية: مُنْعَرَج الوادي، والجمع ظِبَاء، وكذلك الظُّبَة، وجمعها ظُباءٌ، وهو من الجمع العزيز؛ وقد روي بيت أَبي ذؤيب بالوجهين: عَرَفْتُ الديارَ لأُمّ الرَّهيـ ـنِ بينَ الظُّباء فَوَادِي عُشَرْ قال: الظُّباء جمع ظُبَة لمُنْعَرج الوادي، وجعل ظُبَاءً مثل رُخالٍ وظُؤارٍ من الجمع الذي جاء على فُعال، وأَنكر أَن يكون أَصلَه ظُبًى ثم مَدَّه للضرورة؛ وقال ابن سيده: قال ابن جني ينبغي أَن تكون الهمزةُ في الظُّباءِ بدلاً من ياءٍ ولا تكون أَصلاً، أَمّا ما يدفع كونَها أَصلاً فلأَنهم قد قالوا في واحِدِها ظُبَة، وهي مُنْعَرَج الوادي، واللامُ إِنما تُحْذَف إِذا كانت حرفَ علَّة، ولو جَهِلْنا قولَهم في الواحد منها ظُبَة، لحكمنا بأَنها من الواو اتِّباعاً لما وَصَّى به أَبو الحسن من أَن اللاَّم المحذوفة إِذا جُهِلَت حُكم بأَنها واوٌ، حَمْلاً على الأَكثر، لكنَّ أَبا عبيدة وأَبا عمرو الشيباني روياه بين الظِّباء، بكسر الظاء وذكرا أَن الواحد ظَبْية، فإذا ظهرت الياء لاماً في ظبية وجب القَطْع بها ولم يَسُغ العدولُ عنها، وينبغي أَن يكون الظُّباء المضموم الظاء أَحدَ ما جاء من الجُمُوع على فُعال، وذلك نحو رُخال وظُؤَارٍ وعُراق وثُناء وأُناسٍ وتُؤَامٍ ورُباب، فإن قلت: فلعله أَراد ظُبًى جمع ظُبَة ثم مدّ ضرورة؟قيل: هذا لو صح القصر، فأَما ولم يثبت القصرُ من جهة فلا وجه لذلك لتركك القياسَ إِلى الضرورة من غير ضرورة، وقيل: الظِّباءُ في شعر أَبي ذؤيب هذا وادٍ بعينه.
وظَبْيةُ: موضعٌ؛ قال قيس بن ذريح: فغَيْقَةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ، بها من لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وعِرْقُ الظُّبْية، بضم الظاء: موضع على ثلاثة أَميال من الرَّوْحاء به مسجدُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث عمرو بن حزم: من ذي المروة إِلى الظَّبْية؛ وهو موضع في ديار جُهينة أَقْطعه النبي، صلى الله عليه وسلم، عَوْسَجَة الجُهَني.
والظُّبْية: اسم موضع ذكره ابن هشام في السيرة.
وظَبْيا: اسم رجل، بفتح الظاء.

طلق (لسان العرب)
الطَّلْق: طَلق المخاض عند الوِلادة. ابن سيده: الطَّلْق وجَع الولادة.
وفي حديث ابن عمر: أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله: هل قَضَى حَقَّها؟ قال: ولا طَلْقَة واحدة؛ الطَّلْق: وجع الولادة، والطَّلْقَة: المرّة الواحدة، وقد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً، على ما لم يسمّ فاعله، وطَلُقت، بضم اللام. ابن الأَعرابي: طَلُقَت من الطلاق أَجود، وطَلَقَت بفتح اللام جائز، ومن الطَّلْق طُلِقَت، وكلهم يقول: امرأَة طالِق بغير هاء؛ وأَما قول الأَعشى:أَيا جارَتا بِيِني، فإِنك طالِقَة فإِن الليث قال: أَراد طالِقة غداً.
وقال غيره: قال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل، وطَلاقُ المرأَة: بينونتها عن زوجها.
وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق؛ وأَنشد قول الأَعشى: أَجارَتنا بِيني، فإِنك طالقة كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي، بالفتح، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت، والضم أَكثر؛ عن ثعلب، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها.
وقال الأَخفش: لا يقال طَلُقت ، بالضم.
ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة، على مثال هُمَزة: كثير التَّطْليق للنساء.
وفي حديث الحسن: إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء، والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه.
وطَلَّق البلادَ: تركها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ، مُطَلِّقُ بُصْرَى، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قال: وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال: أَطَلّقْت امرأَتك؟ فقال: نعم والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد: فارقْتها.
وطَلّقْت القوم: تركتُهم؛ وأَنشد لابن أَحمر: غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً، إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة.
وفي حديث عثمان وزيد: الطَّلاقُ بالرجال والعِدَّة بالنساء، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء، فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ؛ وقيل: أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في حرّيته ورقِّه، وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين، وفيه بين الفقهاء خلاف: فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين، ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث، ومنهم من يقول إِذا كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين باثنتين، وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر وعشراً، وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض، تحت حرّ كانت أَو عبدٍ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين، تحت عبد كانت أَو حرّ.
وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته: أَنتِ خليَّة طالِقٌ؛ الطالِقُ من الإِبل: التي طُلِقت في المرَعى، وقيل: هي التي لا قَيْد عليها، وكذلك الخلَّية.
وطَلاقُ النساء لمعنيين: أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح، والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال.
ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صار حرّاً.
وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت: هي بالفتح، وناقة طَلْق وطُلُق: لا عِقال عليها، والجمع أَطْلاق.
وبعير طَلْق وطُلُق: بغير قَيْد. الجوهري: بعير طُلُق وناقة طُلُق، بضم الطاء واللام، أَي غير مقيَّد.
وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت.
والطالِق من الإِبل: التي قد طَلَقت في المرعى.
وقال أَبو نصر: الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال التي لا قَيْد عليها، وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر؛ وأَنشد: مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل.
ونعجة طالِق: مُخَلاْة ترعَى وحْدَها، وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا كَبْل.
وأَطْلَقَه، فهو مُطْلَق وطَلِيق: سرّحه؛ وأَنشد سيبويه: طَلِيق الله، لم يَمْنُنْ عليه أَبُو داودَ، وابنُ أَبي كَبِير والجمع طُلقَاء، والطُّلَقاء: الأُسراء العُتَقاء.
والطَّليق: الأَسير الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه.
والطَّلِيقُ: الأَسِير يُطْلَق، فَعِيلٌ بمعنى مفعول؛ قال ذو الرمة: وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر، وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم، يعني الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت.
وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته.
وفي حديث حنين: خرج ومعه الطُّلَقاء؛ هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق سبيله.
وفي الحديث: الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف، كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء.
والطُّلَقاء: الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً؛ حكاه ثعلب، فإِما أَن يكون من هذا، وإِما أَن يكون من غيره.
وناقة طالِقٌ: بلا خطام، وهي أَيضاً التي ترسل في الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في المسرح؛ قال أَبو ذؤَيب: غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق ونعجة طالِق أَيضاً: من ذلك، وقيل: هي التي يحتبس الراعي لَبَنها، وقيل: هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب.
والطَّالِق من الإِبل: التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء، يقال: اسْتَطْلق الراعي ناقة لنفسه، والطَّالِقُ: الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها؛ قال: مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ: تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً، ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عمرو: الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى. ابن الأَعرابي: الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى. الشيباني: الطالِقُ من النوق التي يتركها بِصِرارِها؛ وأَنشد للحطيئة: أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ، تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ قال: الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها، والطَّالِقُ التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها، والجمع المَطالِيق والأَطْلاق (* قوله «والجمع المطاليق والأطلاق) عبارة القاموس وشرحه: وناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب».
وقد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها؛ وقال شمر: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله:ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْـ ـهانَ، أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ قال: هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال، قال: وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها.
والطَّالِقُ والمِطْلاقُ: الناقة المتوجهة إِلى الماء، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها؛ قال ذو الرمة: قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها، إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق: الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء.
وقال ثعلب: إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو القَرَب، والثاني الطَّلَق؛ وقيل: ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الماء، عبَّر عن الزمان بالحدث، قال ابن سيده: ولا يعجبني. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً،د والاسم الطَّلَق، بفتح اللام.
وقال الأَصمعي: طَلَقَت الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً، وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان، فاليوم الأَول الطَّلَق، والثاني القَرَب، وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً، وقال: إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق، وإِن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القَرَب، وهو السَّوق الشديد؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته قيل طَلّعقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها، وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه؛ وأَنشد لرؤبة: طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ، فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم، وفي المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء، والطَّلَق: سير الليل لوِرْدِ الغِبِّ، وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان، فالليلة الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير، فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ، وفي الليلة الثانية قَوارِبُ.
والإِطْلاق في القائمة: أَن لا يكون فيها وَضَحٌ، وقوم يجعلون الإِطْلاق أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين، ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل.
وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه لا تحجيل فيها.
وفي الحديث: خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل؛ وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها؛ أَنشد أَحمد بن يحيى: أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها، لا بالعَجَلْ ويروى: أَطْلِقْ.
ويقال: طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى واحد؛ قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت، ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة.
ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما: سَمْحُهما.
ووجه طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي: ضاحك مُشْرِق، وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات. قال ابن الأَعرابي: ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر، وامرأَة طَلْقهُ اليدين.
ووجه طَلِيقٌ كطَلْق، والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ.
وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه.
ووجه مُنْطَلِق: كطَلْق، وقد انْطَلَق؛ قال الأَخطل: يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً، ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ ويقال: لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر؛ وأَنشد: يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وفي الحديث: أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه؛ ومنه الحديث: أَن تَلْقاه بوجه طَلِق.
وتَطَلّقَ الشيءَ: سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه. أَبو زيد: رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن، وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً، ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد، وجمعه أَطلاق. الكسائي: رجل طُلُقٌ، وهو الذي ليس عليه شيء.
ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي، وقيل: هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات، بسكون اللام أَيضاً، وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً. أَبو عمرو: ليلة طَلْقٌ لا برد فيها؛ قال أَوس: خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ، فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ.
وقال أَبو الدقيش: وإنها لطَلْقةُ الساعة؛ وقال الراعي: فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها، والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم؛ قال الأزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة: لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ قال: والعرب تضيف الاسم إِلى نعته، قال: وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية، قال: ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها، وفي صفة ليلة القدر: ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة. يقال: يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان، وقيل: ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة، وقيل: الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد؛ قال كثيِّر:يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه نَدىً، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة، وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء.
ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق: فَصِيح، وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وفيه أَربع لغات: لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ، وطَلِيق ذَلِيق، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطُلَقٌ ذُلَقٌ؛ ومنه في حديث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق، وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه.
وقال ابن الأَعرابي: لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ، والكسائي يقولهما، وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء.
وقال أَبو حاتم: سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال: لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق؛ وقال شمر: طَلّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً.
وقال ابن الأَعرابي: يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه، قال: والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد، ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال، والطَّلَق الشَّأْوُ، وقد أَطْلَقَ رِجْلَه.
واسْتَطْلَقَه: استعجله.
واسْتَطْلَقَ بطنُه: مشى.
واسْتِطلاقُ البطن: مَشْيُه، وتصغيره تُطَيْلِيق، وأَطْلَقَه الدواء.
وفي الحديث: أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه، يريد الإِسهال.
واستطلق الظبيُ وتَطلَّق: اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء، وهو تَفَعَّلَ، والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل تَطَلَّقَ.قال: والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة.
ويقال: ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر، وهو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ، وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد، والانطِلاقُ: الذهاب.
ويقال: انْطُلِقَ به، على ما لم يسمَّ فاعله، كما يقال انقُطِع به.
وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق، وإَِن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْلِيق، وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق، لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له، فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض، كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر، أَو يكون بعده ياء كقولهم في جمع أُثْفِيّة أَثافٍ، فقِسْ على ذلك.
ويقال: عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين، ولم يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره.
ويقال: تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية، قال: والطَّلَقُ الشوط الواحد في جَرْي الخيل.
والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري؛ ومنه قوله: فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا مِ، لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل لم يُغْسَل أَي لم يعرق.
وفي الحديث: فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو طَلَقَين؛ هو، بالتحريك، الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس.
والطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من أَدَمٍ، وفي الصحاح: قيد من جلود؛ قال الراجز: عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها، والليلُ يرمي بالغَسَقْ، مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه، وشبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ، والسَّقْب خشبة من خشبات البيت، وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من أَدَمٍ.
وفي حديث حنين: ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ؛ الطَّلَقُ، بالتحريك: قيد من جلود.
والطَّلَق: الحبل الشديد الفتل حتى يَقوم؛ قال رؤبة: مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وفي حديث ابن عباس: الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ؛ الطَّلَقُ ههنا: حبل مفتول شديد الفتل، أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد شُدّاً في حبل أَو قيد.
وطَلَق البطن (* قوله «وطلق البطن إلخ» عبارة الاساس: واطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق، وإبل أطلاق؛ قال ذو الرمة: تقاذفن إلخ): جُدَّتُه، والجمع أَطلاق؛ وأَنشد: تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، وقارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ، وهُنَّ حَبائِبهُ أَبو عبيدة: في البطن أَطْلاق، واحدُها طَلَقٌ، متحرك، وهو طرائق البطن.والمُطَلَّقُ: المُلَقَّح من النخل، وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا كانت طِوالاً فأَلقحها.
وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً. قال: وطَلَق أَعطى، وطَلِقَ إِذا تباعد.
والطِّلْقُ، بالكسر: الحلال؛ يقال: هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال.
وفي الحديث: الخيلُ طِلْقٌ؛ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال. يقال: أَعطيته من طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه.
وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه.
وطُلِّقَ السليمُ، على ما لم يُسمَّ فاعله: رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد العِداد، فهو مُطَلَّق؛ قال الشاعر: تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني، كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وقال النابغة: تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها، تُطَلِّقه طَورْاً، وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ: ضرب من الأَدْوية، وقيل: هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به الذين يدخلون في النار. الأَصمعي: يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ، متحرك.
وطَلْقٌ وطَلَق: اسمان.

وا (لسان العرب)
الواو: من حروف المُعْجم، وَوَوٌ حرفُ هجاء (* قوله « ووو حرف هجاء» ليست الواو للعطف كما زعم المجد بل لغة أَيضاً فيقال ووو ويقال واو، انظر شرح القاموس.) واوٌ: حرف هجاء، وهي مؤلفة من واو وياء وواو، وهي حرف مهجور يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً، فالأَصل نحو وَرَلٍ وسَوْطٍ ودَلْوٍ، وتبدل من ثلاثة أَحرف وهي الهمزة والأَلف والياء، فأَما إبدالها من الهمزة فعلى ثلاثة أَضرب: أَحدها أَن تكون الهمزة أَصلاً، والآخر أَن تكون بدلاً، والآخر أَن تكون زائداً، أَمَّا إبدالها منها وهي أَصل فأَن تكون الهمزة مفتوحة وقبلها ضمة، فمتى آثرت تخفيف الهمزة قلبتها واواً، وذلك نحو قولك في جُؤَنٍ جُوَن، وفي تخفيف هو يَضْرِبُ أَباكَ يَضْرِبُ وَباك، فالواو هنا مُخَلَّصةٌ وليس فيها شيء من بقية الهمزة المُبْدَلِة، فقولهم في يَمْلِكُ أَحَدَ عَشَرَ هو يَمْلِكُ وَحَدَ عَشَرَ، وفي يَضْرِبُ أَباهُ يَضْرِبُ وَباه، وذلك أَن الهمزة في أَحدَ وأَباهُ بدل من واو، وقد أُبْدِلت الواو من همزة التأْنيث المُبْدَلة من الأَلف في نحو حَمْراوانِ وَصَحْراواتٍ وصَفْراوِيٍّ، وأَما إبدالُها من الهمزة الزائدة فقولك في تخفيف هذا غلامُ أَحْمَدَ: هذا غلامُ وَحْمَدَ، وهو مُكْرِمُ أَصْرَمَ: هو مُكْرِمُ وَصْرَمَ، وأَما إبدال الواو من الأَلف أَصليةً فقولك في تثنية إلى وَلَدَى وإذا أَسماء رجال: إلَوانِ ولَدَوانِ وإذَ وانِ؛ وتحقيرها وُوَيَّةٌ.
ويقال: واو مُوَأْوَأَةٌ، وهمزوها كراهَةَ اتِّصالِ الواواتِ والياءَات، وقد قالوا مُواواةٌ، قال: هذا قول صاحب العين، وقد خرجت واوٌ بدليل التصريف إلى أَنَّ في الكلام مثل وَعَوْتُ الذي نفاه سيبويه، لأن أَلف واو لا تكون إلا منقلبةً كما أَنّ كل أَلف على هذه الصُّورة لا تكون إلا كذلك، وإذا كانت مُنْقَلِبة فلا تخلو من أَن تكون عن الواو أَو عن الياء إذ لولا همزها فلا تكون (*قوله «إذ لولا همزها فلا تكون إلخ» كذا بالأصل ورمز له في هامشه بعلامة وقفة.) عن الواو، لأنه إن كان كذلك كانت حروف الكلمة واحدة ولا نعلم ذلك في الكلام البتة إلا بَبَّة وما عُرِّب كالكَكّ، فإذا بَطلَ انْقِلابها عن الواو ثبت أَنه عن الياء فخرج إلى باب وعَوْت على الشذوذ.
وحكى ثعلب: وَوَّيْت واواً حَسَنة عَمِلتها، فإِن صح هذا جاز أَن تكون الكلمة من واو وواو وياء، وجاز أَن تكون من واو وواو وواو، فكان الحكم على هذا وَوَّوْتُ، غير أَن مُجاوزةَ الثلاثة قلبت الواوَ الأَخيرة ياء وحملها أَبو الحسن الأَخفش على أَنها مُنْقَلِبةٌ من واو، واستدلَّ على ذلك بتفخيم العرب إِيَّاها وأَنه لم تُسْمَع الإِمالةُ فيها، فقَضَى لذلك بأَنها من الواو وجعل حروف الكلمة كلها واوات، قال ابن جني: ورأَيت أَبا علي يُنكر هذا القول ويَذْهب إلى أَنَّ الأَلف فيها منقلبة عن ياء، واعتمد ذلك على أَنه إن جَعَلَها من الواو كانت العين والفاء واللامُ كلها لفظاً واحداً؛ قال أَبو علي: وهو غير موجود؛ قال ابن جني: فعدل إلى القَضاء بأَنها من الياء، قال: ولست أَرَى بما أَنْكَره أَبو عليّ على أَبي الحسن بأْساً، وذلك أَنَّ أَبا عليّ، وإن كان كره ذلك لئلا تَصِيرَ حُروفُه كلُّها واواتٍ، فإِنه إِذا قَضَى بأَنَّ الأَلف من ياء لتَخْتَلِف الحروف فقد حَصَل بعد ذلك معه لفظ لا نظير له، أَلا ترى أَنه ليس في الكلام حرف فاؤه واو ولامه واو إلاَّ قولنا واو؟ فإِذا كان قضاؤه بأَنَّ الأَلف من ياء لا يخرجه من أَن يكون الحرف فَذًّا لا نظيرَ له، فقضاؤه بأَنَّ العينَ واوٌ أَيضاً ليس بمُنْكَر، ويُعَضِّدُ ذلك أَيضاً شيئان: أَحدهما ما وصَّى به سيبويه من أَنَّ الأَلف إذا كانت في موضع العين فأَنْ تكونَ منقلبةً عن الواو أَكثرُ من أَن تكون منقلبةً عن الياء، والآخر ما حكاه أَبو الحسن من أَنه لم يُسْمَعْ عنهم فيها الإمالةُ، وهذا أَيضاً يؤكِّدُ أَنها من الواو، قال: ولأَبي علي أَن يقولَ مُنْتَصِراً لكَوْنِ الأَلف عن ياء إنَّ الذي ذَهَبْتُ أنا إليه أَسْوَغُ وأَقَلُّ فُحْشاً ممَّا ذهَبَ إليه أَبو الحسنِ، وذلك أَنِّي وإنْ قَضَيْتُ بأَنَّ الفاء واللام واوان، وكان هذا مما لا نظير له، فإني قد رأَيت العرب جعَلَتِ الفاء واللام من لفظ واحد كثيراً، وذلك نحو سَلَسٍ وقَلَقٍ وحِرْحٍ ودَعْدٍ وفَيْفٍ، فهذا وإن لم يكن فيه واو فإِنا وجدنا فاءه ولامه من لفظ واحد.
وقالوا أَيضاً في الياء التي هي أُخت الواو: يَدَيْتُ إِليه يداً، ولم نَرَهم جعلوا الفاء واللام جميعاً من موضع واحد لا من واو ولا من غيرها، قال: فقد دخل أَبو الحسن معي في أَن أَعترف بأَنَّ الفاء واللام واوان، إذ لم يجد بُدًّا من الاعتراف بذلك، كما أَجده أَنا، ثم إِنه زاد عَمَّا ذَهَبْنا إِليه جميعاً شيئاً لا نظير له في حَرْف من الكلام البتة، وهو جَعْلُه الفاء والعين واللام من موضع واحد؛ فأَمَّا ما أَنشده أَبو علي من قول هند بنت أَبي سفيان تُرَقِّصُ ابنَها عبدَ الله بنَ الحَرث: لأُنْكِحَنَّ بَبِّهْ جارِيةً خِدَبَّهْ فإِنما بَبِّهْ حكاية الصوت الذي كانت تُرَقِّصُه عليه، وليس باسم، وإِنما هو لَقَبٌ كقَبْ لصوت وَقْع السَّيْف، وطِيخِ للضَّحِك، ودَدِدْ (* قوله« وددد» كذا في الأصل مضبوطاً.) لصوت الشيء يَتَدَحْرَجُ، فإِنما هذه أَصواتٌ ليست تُوزَنُ ولا تُمَثَّلُ بالفعل بمنزلة صَه ومَهْ ونحوهما؛ قال ابن جني: فلأَجْل ما ذكرناه من الاحتجاج لمذهب أَبي علي تَعادَلَ عندنا المَذْهبان أَو قَرُبا من التَّعادُلِ، ولو جَمَعْتَ واواً على أَفعالٍ لقلتَ في قول مَنْ جعل أَلِفَها منقلبةً من واو أَوَّاءٌ، وأَصلها أَوَّاوٌ، فلما وقعت الواو طَرَفاً بعد أَلف زائدة قُلبت ألفا، ثم قلبت تلك الأَلفُ هَمْزةً كما قلنا في أَبْنَاء وأَسْماء وأَعْداء، وإِنْ جَمَعها على أَفْعُلٍ قال في جمعها أَوٍّ، وأَصلها أَوْوُوٌ، فلما وقعت الواوُ طرَفاً مضموماً ما قَبْلَها أَبْدَلَ من الضمة كَسْرةً ومن الواو ياءً، وقال أَوٍّ كأَدْلٍ وأَحْقٍ، ومن كانت أَلفُ واو عنده مِن ياء قال إِذا جمَعَها على أَفْعال أَيَّاءً، وأَصلها عنده أَوْياءٌ، فلما اجتمعت الواو والياء وسَبَقَتِ الواوُ بالسكون قُلبت الواوُ ياء وأُدْغِمت في الياء التي بعدها، فصارت أَيَّاء كما ترى، وإن جمعَها على أَفْعُل قال أَيٍّ وأَصلها أَوْيُوٌ، فلما اجتمعت الواو والياء وسَبَقت الواوُ بالسكون قُلِبت الواو ياء وأُدغمت الأُولى في الثانية فصارت أَيُّوٌ، فلما وقعت الواو طرَفاً مضموماً ما قبلها أُبْدِلت من الضمة كسرة ومن الواو ياء، على ما ذكرناه الآنَ، فصار التقدير أَيْيِيٌ فلما اجتمعَت ثَلاثُ ياءَاتٍ، والوُسْطَى منهن مكسورة، حُذفت الياء الأَخيرة كما حذفت في تَحْقِير أَحْوَى أُحَيٍّ وأَعْيا أُعَيٍّ، فكذلك قلت أَنت أَيضاً أَيٍّ كأَدْلٍ.
وحكى ثعلب أَن بعضهم يقول: أَوَّيْتُ واواً حَسَنةً، يجعل الواو الأُولى هَمزةً لاجتماع الواوات. قال ابن جني: وتُبْدَلُ الواو من الباء في القَسَم لأَمْرَيْنِ: أَحدهما مُضارَعَتُها إِياها لفظاً، والآخر مُضارَعَتُها إِيَّاها مَعْنًى، أَما اللفظ فلأنّ الباء من الشفة كما أَنَّ الواو كذلك، وأَما المعنى فلأَنَّ الباء للإِلصاق والواوَ للاجتماع، والشيءُ إِذا لاصَقَ الشيءَ فقد اجتمع معه. قال الكسائي: ما كان من الحُرُوف على ثلاثة أَحْرُفٍ وسَطُه أَلف ففي فِعْلِه لغتان الواو والياء كقولك دَوَّلْت دالاً وقَوَّفْتُ قافاً أَي كَتَبْتها، إِلا الواو فإِنها بالياء لا غير لكثرة الواوات، تقول فيها وَيَّيْتُ واواً حَسَنةً، وغير الكسائي يقول: أَوَّيْتُ أَوْ وَوَّيْتُ، وقال الكسائي: تقول العرب كلِمةٌ مُؤَوَّاةٌ مثل مُعَوّاةٍ أَي مَبْنِيَّةٌ من بناتِ الواو، وقال غيره: كلمة مُوَيَّاةٌ من بنات الواو، وكلمة مُيَوّاةٌ من بنات الياء، وإِذا صَغَّرْتَ الواو قُلتَ أُوَيَّةٌ.
ويقال: هذه قصيدة واوِيَّةٌ إِذا كانت على الواو، قال الخليل: وجدْتُ كلَّ واو وياء في الهجاء لا تعتمد على شيء بعدها ترجع في التصريف إِلى الياء نحو يَا وفَا وطَا ونحوه، والله أَعلم. التهذيب: الواو (* قوله« التهذيب الواو إلخ» كذا بالأصل.) معناها في العَطْفِ وغَيْرِه فعل الأَلف مهموزة وساكنة فعل الياء. الجوهري: الواو من حروف العطف تجمع الشيئين ولا تدلُّ على الترتيب، ويدخل عليها أَلف الاستفهام كقوله تعالى: أَوَعَجِبْتُم أَنْ جاءَكم ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكم على رَجُل؛ كما تقول أَفَعَجِبْتُم؛ وقد تكون بمعنى مَعْ لما بينهما من المناسبة لأَن مَع للمصاحبة كقول النبي، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ أنا والساعةَ كهاتَيْنِ، وأَشار إِلى السَّبَّابةِ والإِبْهام، أَي مَع الساعةِ؛ قال ابن بري: صوابه وأَشار إِلى السبَّابةِ والوُسْطَى، قال: وكذلك جاء في الحديث؛ وقد تكون الواو للحال كقولهم: قُمْتُ وأَصُكُّ وجْهَه أَي قمتُ صاكًّا وجْهَه، وكقولك: قُمتُ والناسُ قُعودٌ، وقد يُقْسَمُ بها تقول: واللهِ لقد كان كذا، وهو بَدَلٌ من الباء وإِنما أُبْدِل منه لقُربه منه في المَخرج إِذ كان من حروف الشَّفة، ولا يَتجاوَزُ الأَسماءَ المُظْهَرةَ نحو والله وحَياتِك وأَبيك؛ وقد تكون الواو ضمير جماعة المذكَّر في قولك فعَلُوا ويَفْعَلُون وافْعَلُوا؛ وقد تكون الواو زائدة؛ قال الأَصمعي: قلت لأَبي عمرو قولهم رَبَّنا ولكَ الحمدُ فقال: يقول الرجل للرجل بِعْني هذا الثوبَ فيقول وهو لك وأَظنه أَراد هو لك؛ وأَنشد الأَخفش: فإِذا وذلِك، يا كُبَيْشةُ، لَمْ يَكُنْ إِلاَّ كَلَمَّةِ حالِمِ بخَيالِ كأَنه قال: فإِذا ذلك لم يكنْ؛ وقال زهير بن أَبي سُلْمى: قِفْ بالدِّيارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ بَلى، وغَيَّرَها الأَرْواحُ والدِّيَمُ يريد: بلى غَيَّرَها.
وقوله تعالى: حتى إِذا جاؤُوها وفُتِحَتْ أَبوابها؛ فقد يجوز أَن تكون الواو هنا زائدة؛ قال ابن بري: ومثل هذا لأَبي كَبير الهُذلي عن الأَخفش أَيضاً: فإِذا وذلِكَ ليسَ إِلاَّ ذِكْرَه، وإِذا مَضى شيءٌ كأَنْ لم يُفْعَلِ قال: وقد ذَكر بعضُ أَهلِ العلم أَنَّ الواوَ زائدةٌ في قوله تعالى: وأَوْحَيْنا إِليه لَتُنَبِّئَنَّهم بأَمرهم هذا؛ لأَنه جواب لَمَّا في قوله: فلمَّا ذَهَبُوا به وأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوه في غَيابَةِ الجُبِّ.التهذيب: الواواتُ لها مَعانٍ مختلفة لكل معنًى منها اسم يُعْرَفُ به: فمنها واوُ الجمع كقولك ضَرَبُوا ويَضْرِبُون وفي الأَسماء المُسْلِمون والصالحون؛ ومنها واو العطف والفرقُ بينها وبين الفاءِ في المعطوف أَو الواو يُعْطَفُ بها جملة على جملةٍ ،لا تدلُّ على الترتيب في تَقْديم المُقَدَّمِ ذِكْرُه على المؤخَّر ذكره، وأَما الفراء فإِنه يُوَصِّلُ بها ما بَعْدَها بالذي قبلها والمُقَدَّمُ هو الأَوَّل، وقال الفراء: إِذا قلتَ زُرْتُ عبدَ اللهِ وزيْداً فأَيَّهُما شئت كان هو المبتدأَ بالزيارة، وإِن قلتَ زُرْتُ عبدَ الله فزَيْداً كان الأَولُ هو الأَولَ والآخِرُ هو الآخِر؛ ومنها واو القَسم تَخْفِضُ ما بَعْدَها، وفي التنزيل العزيز: والطُّورِ وكِتابٍ مَسْطُور؛ فالواو التي في الطُّور هي واو القَسَمِ، والواوُ التي هي في وكتابٍ مسْطورٍ هي واوُ العَطف، أَلا ترى أَنه لو عُطِف بالفاء كان جائزاً والفاء لا يُقْسَم بها كقوله تعالى: والذَّارِياتِ ذَرْواً فالحامِلاتِ وِقْراً؛ غير أَنه إِذا كان بالفاء فهو مُتَّصِلٌ باليمين الأُولى، وإِن كان بالواو فهو شيء آخَرُ أُقْسِمَ به؛ ومنها واوُ الاسْتِنْكارِ، إِذا قلت: جاءَني الحَسَنُ، قال المُسْتَنْكِرُ أَلحَسَنُوهْ، وإِذا قلت: جاءَني عَمرو، قال: أَعْمْرُوهْ، يَمُدُّ بواو والهاء للوقفة؛ ومنها واو الصِّلة في القَوافي كقوله: قِفْ بالدِّيار التي لم يَعْفُها القِدَمُو فَوُصِلَتْ ضَمَّةُ المِيمِ بواو تَمَّ بها وزن البيت؛ ومنها واوُ الإِشْباع مثل قولهم البُرْقُوعُ والمُعْلُوقُ، والعرب تصل الضمة بالواو.
وحكى الفراء: أَنْظُور، في موضع أَنْظُر؛ وأَنشد: لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَن يَرْقُودا فانْهَضْ، فشُدَّ المِئْزَرَ المَعْقُودا أَراد: أَن يَرْقُدَ فأَشْبَعَ الضمةَ ووصَلَها بالواو ونَصَب يَرْقُود على ما يُنْصَبُ به الفعلُ؛ وأَنشد: اللهُ يَعْلَم أَنَّا، في تَلفُّتِنا، يومَ الفِراقِ، إِلى إِخوانِنا، صُورُ وأَنَّني حَيْثُما يَثْني الهَوَى بَصَري، من حَيْثُما سَلَكُوا، أَدْنُو فأَنْظُورُ أَراد: فأَنْظُر؛ ومنها واو التَّعايي كقولك: هذا عمْرُو، فيَسْتَمِدُّ ثم يقولُ مُنْطَلِقٌ، وقد مَضى بعضُ أَخواتِها في ترجمة آ في الأَلِفات، وستأْتي بَقِيَّةُ أَخَواتها في ترجمة يا؛ ومنها مَدُّ الاسم بالنِّداء كقولك أَيا قُورْط، يريد قُرْطاً، فمدّوا ضمة القاف بالواو ليَمْتَدَّ الصَّوتُ بالنداء؛ ومنها الواو المُحَوَّلةُ نحو طُوبى أَصلها طُيْبى فقُلِبت الياء واواً لانضمام الطاءِ قبلها، وهي من طاب يَطيبُ؛ ومنها واو المُوقنين والمُوسِرين أَصلها المُيْقِنين من أَيْقَنْتُ والمُيْسِرين من أَيْسَرْتُ؛ ومنها واوُ الجَزْمِ المُرْسَلِ مثلُ قوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً؛ فأُسْقِطَ الواو لالتقاء الساكنين لأَن قبْلَها ضَمَّةً تَخْلُفها؛ ومنها جَزْمُ الواو (* قوله« جزم الواو» وعبارة التكملة واو الجزم وهي أنسب.) المنبسط كقوله تعالى: لَتُبْلَوُنَّ في أَموالكم؛ فلم يُسْقِطِ الواو وحَرّكها لأَن قبلها فتحة لا تكون عِوضاً منها؛ هكذا رواه المنذري عن أَبي طالب النحوي، وقال: إِنما يَسْقُط أَحَدُ الساكنين إِذا كان الأَوّل من الجَزم المُرْسَل واواً قبلها ضمة أَو ياء قبلها كسرة أَو أَلفاً قبلها فتحة، فالأَلف كقولك للاثنين اضْرِبا الرجل، سقطت الأَلف عنه لالتقاء الساكنين لأَن قبلها فتحة، فهي خَلَفٌ منها، وسنذكر الياء في ترجمتها؛ ومنها واواتُ الأَبْنِية مثل الجَوْرَبِ والتَّوْرَبِ للتراب والجَدْوَلِ والحَشْوَرِ وما أَشبهها؛ ومنها واو الهمز في الخط واللفظ، فأَما الخط فقولك: هذِه شاؤُك ونِساؤُك، صُوِّرَتِ الهمزة واواً لضمتها، وأَما اللفظ فقولك: حَمْراوانِ وسَوْداوان، ومثل قولك أُعِيذُ بأَسْماوات الله وأَبْناواتِ سَعْدٍ ومثل السَّمَواتِ وما أَشْبهها؛ ومنها واو النِّداء وَواوُ النُّدْبة، فأَما النِّداء فقولك: وازَيْد، وأَما النُّدبة فكقولك أَو كقول النَّادِبة: وازَيْداهْ والَهْفاهْ واغُرْبَتاهْ ويا زَيداه ومنها واواتُ الحال كقولك: أَتَيْتُه والشمسُ طالِعةٌ أَي في حال طُلُوعها، قال الله تعالى: إِذْ نادى وهوَ مَكْظُوم؛ ومنها واوُ الوَقْتِ كقولك: اعْمَل وأَنتَ صَحِيحٌ أَي في وقْتِ صِحَّتِك، والآنَ وأَنت فارِغٌ، فهذه واوُ الوقت وهي قَريبة من واو الحال؛ ومنها واوُ الصَّرْفِ، قال الفراء: الصَّرْفُ أَنْ تأْتي الواوُ مَعْطُوفةً على كلام في أَوّله حادِثةٌ لا تَسْتَقِيمُ إِعادَتُها على ما عُطِفَ عليها كقوله: لا تَنْهَ عَنْ خُلْقٍ وتَأْتيَ مِثْلَه، عارٌ عَلَيْكَ، إِذا فَعَلْتَ، عَظِيمُ أَلا ترى أَنه لا يجوز إِعادة لا على وتَأْتيَ مِثْلَه، فلذلك سُميَ صَرْفاً إِذْ كان معطوفاً ولم يَسْتَقِم أَن يُعادَ فيه الحادثُ الذي فيما قَبْلَه؛ ومنها الواواتُ التي تدخلُ في الأَجْوِبةِ فتكون جواباً مع الجَوابِ، ولو حُذِفت كان الجوابُ مُكْتَفِياً بنفسه؛ أَنشد الفراء: حتى إِذا قَمِلَتْ بُطُونُكُمُ، ورَأَيْتُمُ أَبْناءَكُمْ شَبُّوا وقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لنا، إِنَّ اللَّئِيمَ العاجِزُ الخَبُّ أَراد قَلَبْتُم.
ومثله في الكلام: لمَّا أَتاني وأَثِبُ عليه، كأَنه قال: وَثَبْتُ عليه، وهذا لا يجوز إِلاَّ مع لَمَّا حتى إِذا (* قوله «حتى إذا» كذا هو في الأصل بدون حرف العطف.) . قال ابن السكيت: قال الأَصمعي قلت لأَبي عَمْرو بن العَلاء رَبَّنا ولكَ الحَمْدُ ما هذه الواوُ؟ فقال: يقول الرَّجُل للرَّجُل بِعْني هذا الثَّوْبَ، فيقول: وهو لك، أَظُنُّه أَراد هُوَ لكَ؛ وقال أَبو كبير الهذلي: فإِذا وذلِكَ ليْسَ إِلاَّ حِينَه، وإِذا مَضَى شيءٌ كأَنْ لم يُفْعَلِ أَراد: فإِذا ذلكَ يعني شَبابَه وما مَضَى مِن أَيّام تَمَتُّعه؛ ومنها واو النِّسبة، روي عن أَبي عَمرو بن العَلاء أَنه كان يقول: يُنْسَبُ إِلى أَخٍ أَخَويٌّ، بفتح الهمزة والخاء وكسر الواو، وإِلى الرِّبا رِبَوِيٌّ، وإِلى أُخْتٍ أُخَويٌّ، بضم الهمزة، وإِلى ابْن بَنَوِيٌّ، وإِلى عالِيةِ الحِجاز عُلْوِيٌّ، وإِلى عَشِيَّة عَشَوِيٌّ، وإِلى أَبٍ أَبَوِيٌّ؛ ومنها الواوُ الدَّائمةُ، وهي كل واوٍ تُلابِسُ الجَزاء ومعناها الدَّوامُ، كقولك: زٌرْني وأَزُورَكَ وأَزُورُكَ، بالنصب والرفع، فالنَّصْبُ على المُجازاةِ، ومَن رفع فمعناه زيارَتَكَ عليَّ واجبةٌ أُدِيمُها لك على كلِّ حالٍ؛ ومنها الواو الفارِقةُ، وهي كلُّ واوٍ دَخَلت في أَحَدِ الحَرْفين المُشْتَبِهين ليُفْرَقَ بينَه وبين المُشْبهِ له في الخَطِّ مثل واوِ أُولئِك وواو أُولو. قال الله عز وجل: غَيْرُ أُولي الضَّرَرِ وغَيْرِ أُولي الإِرْبةِ؛ زيدت فيها الواو في الخط لتَفْرُق بينَها وبينَ ما شاكَلَها في الصُّورةِ مِثْل إِلى وإِلَيْك؛ ومنها واو عَمْرو، فإِنها زيدَتْ لِتَفْرُقَ بينَ عَمْروٍ وعُمَرَ، وزيدتْ في عَمْرٍو دونَ عُمَرَ لأَن عُمَرَ أَثقَلُ من عَمْرٍو؛ وأَنشد ابن السكيت: ثمَّ تَنادَوْا، بينَ تِلْكَ الضَّوْضَى مِنْهُمْ: بِهابٍ وهَلا ويايا نادَى مُنادٍ مِنْهُمُ: أَلا تا، صَوْتَ امْرِئٍ للجُلَّياتِ عَيّا قالُوا جَمِيعاً كُلُّهُم: بَلافا أَي بَلَى فإِنَّا نَفْعَلُ، أَلا تا: يُريد تَفْعَلُ، والله أَعلم. الجوهري: الواوا صَوْتُ ابْن آوَى.
وَوَيْكَ: كلمةٌ مِثل وَيْبَ ووَيْحَ، والكافُ للخِطاب؛ قال زيد بن عَمرو بن نُفَيْل ويقال هو لِنُبَيْهِ بن الحجاج السَّهْمِي: وَيْكَ أَنَّ مَنْ يَكُنْ له نَشَبٌ يُحْـ ـبَبْ، ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرَّ قال الكسائي: هو وَيْكَ، أُدْخِلَ عليه أَنَّ ومعناه أَلم تَرَ؛ وقال الخليل: هي وَيْ مَفْصُولة ثم تَبتدِئُ فتقول كأَنَّ، والله أَعلم.